السياحة والاستثمارات الأجنبية أكثر الرابحين..

كيف تستفيد مصر من زيارة بابا الفاتيكان اقتصاديا ؟

كتب: أحمد سامي

فى: أخبار مصر

21:25 28 أبريل 2017

تأتي زيارة البابا فرانسيس لمصر، في وقت صعب على الاقتصاد المصري، الذي تأثر كثيرًا بالعمليات الإرهابية التي استهدفت عددا من الأماكن في سيناء والإسكندرية وبعض المحافظات.

 

صحيفة «كورييرى دى لا سيرا» الإيطالية، قالت إن زيارة البابا فرانسيس لمصر، اليوم الجمعة، والتي تستمر حتى مساء السبت، تعتبر أضخم حملة دعائية ترويجية للسياحة في مصر، خاصة السياحة الدينية.

 

وفي تصريحات صحفية، قال الكاتب والمؤرخ كمال زاخر، إن زيارة بابا القاتيكان لمصر، سيكون لها أبعاد اقتصادية وسياسية بعيدة المدى، وستعمل على تدعيم العلاقات بين مصر والفاتيكان.

 

من جانبها، رأت رضوى السويفي، رئيس قطاع البحوث في بنك «فاروس» للاستثمار، أن زيارة البابا فرانسيس لمصر، سيكون لها صدى قوي جدًا على الاقتصاد المصري خاصة السياحة، التي تأثرت كثيرًا الفترة الماضية.

 

وأوضحت «السويفي»، في تصريحات خاصة لـ«مصر العربية»، أنه في حال انتهت الزيارة دون حدوث أي مشاكل، فإن ذلك رسالة قوية للعالم أجمع ان ما يحدث في مصر أمر عارض، وسيستفاد القطاع السياحي بشكل كبير، خاصة وأنه حقق معدلات مرتفعة في الربع الأول من العام الجاري.

 

وأضافت: «أعتقد أن تأثير الزيارة على الاستثمار لن يكون قويًا، لان الاستثمار المباشر والغير مباشر لم يتأثر كثيرًا بالعمليات الإرهابية الأخيرة لأنه لم يكن موجودًا بصورة كبيرة الفترة الماضية، أو بالصورة التي تجعلنا نخشى ضياعه»، مشيرة إلى أن السياحة هي المستفيد الأكبر من الزيارة.

 

وشهدت مصر في 9 أبريل الجاري، حادثتين إرهابيتين، ضربا كنيستي طنطا والإسكندرية، وأعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عن العملية التي خلفت عشرات القتلى والمصابين، بحسب ما أفادت وكالة أعماق المقربة من التنظيم الإرهابي.

 

التفجيرات جاءت في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد لاستعادة عافيته من خلال تطبيق برنامج اﻹصلاح الاقتصادي الذى بدأت في تنفيذه، وبناء عليه وافق صندوق النقد الدولي على إقراضها 12 مليار دولار.

 

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نادية سالم النمر، أستاذة الاقتصاد بجامعة بنها، إن هذه التفجيرات أثرت بشكل مباشر على الاستثمارات الأجنبية والمحلية معا، مضيفة: «لو كان فيه فرصة لانفراجة في الاستثمارات الخارجية.. بعد اللى حصل، المستثمرين هيخافوا، حتى المستثمر المحلى هيقلل من توسعاته الاستثمارية».

 

وأضافت النمر، في تصريحات سابقة لـ«مصر العربية»، أن الاقتصاد يحتاج إلى أجواء مستقرة بعيدة عن اﻷعمال الإرهابية وبالتالى سوف يتأثر الاقتصاد المصري بهذه التفجيرات، إضافة إلى أنها ستؤثر على سعر الدولار لأنه مرتبط بزيادة الاستثمارات التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج ومن ثم ينخفض الدولار ولكن بعد الحوادث الإرهابية، من المتوقع أن تقل الاستثمارات وبالتالي يرتفع الدولار بشكل نسبي.

 

وكان وزير المالية، عمرو الجارحي، قد توقع في تصريحات سابقة، ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر إلى ما بين 13 و15 مليار دولار فى السنة المالية 2017-2018 التى تبدأ أول يوليو المقبل، وتستهدف مصر جذب استثمارات أجنبية مباشرة بنحو عشرة مليارات دولار فى السنة المالية الحالية 2016-2017.

 

سارة عيد خبيرة الاقتصاد، قالت إن مصر بها العديد من الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تعتمد عليها للنهوض بالاقتصاد مرة أخرى، عقِب أي حادث أو أي عمل من شأنه الإضرار بالاقتصاد، مشيرة إلى ان زيارة البابا فرانسيس جيدة في ظل أن مصر تُحاول فتح علاقات مع الجميع.

 

وأوضحت «عيد» في تصريحات خاصة لـ«مصر العربية»، أنه يجب على المسؤولين أن يجدوا حلولًا أخرى وأكثر جديه من هذه الزيارة، مشيرة إلى أن الحل يجب أن يكون داخليًا أولًا وليس من الخارج، قائلة: «مينفعش أجيب حد أقوله احنا كويسين، لازم هو يعرف كده وييجي من نفسه».

 

وأشارت الخبيرة الاقتصادية، إلى أن مصر ينقصها التنفيذ دائمًا، مضيفة: «لدينا إمكانيات كبيرة وهائلة وعقول لديها من الفكر اعتمدت عليه دولًا كبرى بالخارج، لكننا لا نستفاد من هذا الفكر»، مشيرة إلى أنه يجب علينا تنفيذ ما خططنا له ولا نكتفي بالتخطيط فقط.

 

الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ الاقتصاد، قال إن زيارة البابا فرانسيس لمصر لها طابع خاص، وتوقيت الزيارة مهم جدًا لمصر، لكن مصر لم تستفاد بالشكل المناسب من هذه الزيارة، ولم يكن هناك استعداد كاف لهذه الزيارة بما يجعل الأثر الاقتصادي سريعًا.

 

وأشار «بدرة» إلى أنه كان يجب أن يكون هناك تسويق أفضل من هذا للزيارة، فبجانب الحديث عن أن مصر أرض الأمن والأمان والسلام، كان يجب دعوة البابا لإقامة قداس يحضر له العديد من الأشخاص من كل دول العالم، وفي ساعات قليلة كانت مصر ستجني الكثير من الأموال.

 

وأضاف في تصريحات لـ«مصر العربية»، للأسف مصر ضعيفة تسويقيا، وعلى الرغم من أهمية السياحة الدينية في مصر، وعلى الرغم من وجود العديد من المزارات المهمة، إلا أن مصر لم تستفد من كل هذا حتى الآن.

 

وقفزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة 39% فى النصف الأول من السنة المالية الحالية لتصل إلى 4.3 مليار دولار، وبلغ حجمها 6.4 مليار دولار فى السنة المالية الماضية.

 

وتشمل المزارات المسيحية في مصر، «ظهور العذراء مريم في كنيسة الزيتون، ومعجزة نقل جبل المقطم من مكانه في عصر الدولة الفاطمية وظهور كنيسة بداخله، فضلا عن أديرة تاريخية بالبحر الأحمر، وجبل النبي موسى».

 

ويعد حصن بابليون أو قصر الشمع في حي مصر القديمة (القاهرة) الذي شيد للحماية العسكرية الرومانية، ويتوسط مصر بين الوجه البحري والقبلي، من أهم المزارات السياحية الدينية في مصر، ويضم الحصن عددًا من المعالم الأثرية القبطية، منها المتحف القبطي والمعبد اليهودي ودير مار جرجس للراهبات، و6 كنائس هي (القديسة بربارة، والكنيسة المعلقة، وأبو سرجة، ومار جرجس للروم، ومار جرجس، وقصرية الريحان الأرثوذكس).

 

وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام 2016، ليصل إلى 5.4 مليون سائح، مقابل 9.3 مليون سائح في العام 2015.

 

وانخفضت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليار دولار في عام 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015، وفقا لمحافظ البنك المركزي المصري طارق عامر.

اعلان