بعد انتقادات بالكونجرس.. هل تدير واشنطن ظهرها للقاهرة؟

كتب: عبدالغني دياب

فى: أخبار مصر

19:30 02 مايو 2017

لم ينجح التقارب بين القاهرة وواشنطن، في وقف الانتقادات الأمريكية التي توجه لمصر، بسبب الإجراءات السياسية التي تتخذها وتراها أمريكا متهورة، وهو ما شهدته جلسة الاستماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، الأسبوع الماضي، والتي رأسها السيناتور لندسي جراهام، ووصلت الأمور فيها  لحد التوصية بوقف المعونات العسكرية التي تقدم لمصر.

 

واختلف خبراء في تحديد ما إذا كانت هذه التوصيات تعد تغيرا في شكل العلاقات بين القاهرة وواشنطن، إلا أن الجميع أقر بأنها غير ملزمة ومن الوارد عدم الأخذ بها.

 

ليندسي جراهام، رئيس الجلسة افتتحها بقوله: "على الرغم من التعاون بين نظام السيسي وإسرائيل في حصار حماس والتضييق عليها، غير أن مصر تسير في طريق اللاديمقراطية والقمع، وكذلك الفشل الاقتصادي، بما يهدد استقرارها ونظامها الحالي".

 

وأضاف جراهام: "خرج الناس وماتوا من أجل إسقاط نظام مبارك، فيجب أن نعطيهم حقوقهم في العيش الكريم والحرية، ولا بد أن نعرف لماذا تذهب مساعداتنا لمصر؟، خاصة إذا كانت الأمور ليست في الاتجاه الصحيح، بل تسير للأسوأ ولا يستفيد المصريون من مساعدتنا".

 

ونصحت مديرة برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي للسلام، ميشيل دان، الولايات المتحدة بألا تقدم معونة نقدية لمصر، مشيرة إلى أن المصريون يعيشون أسوأ عصور القمع.
 

وفسر السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، ما جاء في جلسة الكونجرس، بأنه غير ملزم للحكومة الأمريكية، ولا يمكن اعتباره بداية لتدهور العلاقات، لكنه يستدرك قائلا "إن الإعلام المصري يقدم صورة تعبوية مغلوطة عن العلاقات المصرية الأمريكية".

 

وقال مرزوق لـ"مصر العربية"، إن بعض المحطات والصحف نقلت صورة مشوهة، وصورت للمصريين أن العلاقات بعد وصول دونالد ترامب للحكم نموذحية بل وصلت لمرحلة العشق والعناق، وهى في الأصل قائمة على المصالح المتبادلة.

 

ولفت إلى أن ما تم تسويقه خلال الفترة الماضية ليس له علاقة بالسياسية الأمريكية الخارجية مطلقا، مشيرا إلى أن جلسة الاستماع التي عقدت الأسبوع الماضي لسوء حظ المصريين جاءت تعليقات الثلاثة الذين تحدثوا فيها سلبية بالنسبة للنظام المصري.

 

واعتبر أن التقرير الذي قدم للكونجرس بخصوص مصر قدمه متخصصون ولا يمكن القول بأنهم ناقمون على القاهرة ﻷن بعضهم محسوب على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما يردد البعض.

 

وشدد على أن هذه التقارير تكون قائمة على أساس معلوماتي وليس مجرد آراء لخبراء.

 

وأكد أن الأصلح للقاهرة ألا تعتمد على مثل هذه المنح وأن يجد القائمون على الأمر في مصر أساليب أخرى للتنمية لا تؤثر على القرار السياسي المصري ولا تسمح للغير بالتحكم فيه.

 

لكن الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد، ذهب لتفسير مختلف عن مرزوق، قائلا: "من أعدوا التقرير غالبيتهم من التابعين لإدارة أوباما لذلك لم يأت في صالح مصر".


واستدل حامد على حديثه، بأن هذا التقرير يمكن اعتباره ردا على إدارة ترامب التي تتفاخر دوما أنها مختلفة عن إدارة أوباما وتزعم أن لها وجهة نظر مختلفة، ويدور الأمر في نطاق الصراع الجمهوري الديمقراطي بواشنطن.


وأشار إلى أنه لا يتوقع أي تغيير في العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، خصوصا وأن الدبلوماسية المصرية تقوم بدور كبير في الدفاع عن مواقف السلطة المصرية وترد على الانتقادات بشكل جيد.

 

وأضاف أن هناك زيارة لبرلمانيين مصريين مرتقبة خلال الفترة المقبلة لواشنطن ومن المتوقع أن يزوروا الكونجرس ومن الوارد أن يضم الوفد البرلماني الدكتور علي عبدالعال رئيس البرلمان، وسيكون لها مردود إيجابي في الدفاع عن المواقف المصرية.

 

وأوضح أن الدولة المصرية لديها مزيد من الأوراق الدبلوماسية التي يمكن أن تستخدمها في مواجهة الانتقادات الأمريكية فواشنطن تعلم تماما الدور الذي تلعبه القاهرة في المنطقة.

 

الأمر نفسه قاله السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إذ أن الأمر لم يتعد كونه جلسة استماع لمجموعة من الخبراء، مؤكدا أنه لا يجب الإنزعاج من مثل هذه الأمور.

 

وأضاف العرابي في تصريحات صحفية، أنه لا يعتقد بتغير مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة من مصر، إلا أن الجلسة بشكل عام لم تكن مواتية  لطبيعة العلاقة المصرية اﻷمريكية حاليا، وهو ما يشير إلى أن المساعدات تواجه بعض المشاكل، وهذا ينطبق على دول العالم ماعدا إسرائيل.

اعلان