بعد دعوة صباحي
«بديل السيسي» المدني.. ترحيب حذر ومستقبل مجهول
«الوقت يمر، والانتخابات اقتربت.. لهذا نفتح أيدينا لكافة القوى الوطنية للوقوف صفًا واحدًا لخلق بديل وطني يخوض الانتخابات الرئاسية.. ترشحت مرتين فى 2012 و2014، والآن أدعوكم لاختيار مرشح سأكون جنديًا في حملته».
الكلمات السابقة، غيض من فيض حديث غلب عليه الطابع الحماسي للمرشح السابق للانتخابات الرئاسية حمدين صباحي خلال مؤتمر حزب الكرامة، أمس الأول، وهي أيضًا كانت تلخيصا لرؤية المؤتمر وهدفه حول ضرورة الالتفاف تحت راية واحدة.
الرؤية والرسالة التي أعلنت عقب قرار دمج التيار الشعبي وحزب الكرامة تحت مسمى "تيار الكرامة" فتحت باب التكهنات والأسئلة لاسيما أن هذا الطرح يراه البعض، في ظل غلق المجال العام وانقسام القوى، ترفًا لا يملكونه، بينما يراه آخرون مرآة مريرة تعكس حلولاً مرة لا مفر من تجرعها وإن كانت النتائج مجهولة.
مستقبل مجهول
حازم عبدالعظيم أمين لجنة الشباب السابق بحملة ترشح السيسي قال: إن أي محاولات للاصطفاف خلف مرشح واحد في الانتخابات القادمة أمر محمود.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن الهجوم الذي شنّه البعض على حمدين صباحي كانت خلفه تعليمات أمنية من أجهزة بعينها.
وتابع عبد العظيم أن مؤتمر حزب الكرامة الأخير حرك المياه الراكدة، حتى إن كان مستقبل الطرح مجهولاً إلا أنّه أتى في وقت يضيق فيه السيسي الخناق العام على كل الأحزاب والحركات.
ولفت الناشط السياسي إلى ضرورة أن تخلق المعارضة والقوى المدنية نوافذ إعلامية جديدة في مواجهة الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة.
وأكد عبد العظيم على أهمية أن تعمل القوى الوطنية على رفع يد الرئيس عن مؤسسات الدولة أثناء عملية الانتخابات.
كما أثارت تصريحات صباحي عاصفة من الانتقادات ضده من الجانبين المعارض والمؤيد، إلا أن وسائل الإعلام المحسوبة على الحكومة كانت أشد وطئا، معتبرة رؤيته بوابة لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد العام.
ويرى بعض المعارضين أن خوض صباحي الانتخابات السابقة منحها شرعية لم تكن لتحصل عليها لو أحجم عن ذلك مثلما فعل غيره من المرشحين السابقين".
العربة أمام الحصان
لم يتقبل زياد العليمي عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي الرأي القائل بضرورة الاتفاق على مرشح مدني واحد، معتبرا اقتصار الحديث حول اختيار مرشح؛ بمثابة وضع العربة أمام الحصان.
وأضاف عضو ائتلاف شباب ثورة يناير أن الجميع مع الديمقراطية لأنها هي الوسيلة لحل أي خلاف سياسي، لكن لابد أن يكون هناك مناخ ديمقراطي في الأساس.
وقال العليمي لـ"مصر العربية" إنّ الأولى أن يتركز عمل كافة القوى الوطنية على إمكانية خلق مناخ يؤدي لانتخابات نزيهة في الأساس.
وعلق العليمي على اندماج الكرامة والتيار الشعبي قائلاً: خطوة تأخرت كثيرًا، فالفكر والرؤية واحدة ومن المنطقي أن يكون بينهم ائتلاف ووحدة.
ترحيب حذر
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية قال إن دعوة صباحي أمس ليست هي الأولى من نوعها فقد سبقه إليها الكثير؛ لأنها الطرح الوحيد للتغيير السلمي.
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن استمرار هذه الأوضاع يؤدي إلى كارثة مما يستوجب أن تسمو كافة القوى الوطنية على صراعاتها، والبحث عن بديل قادر على منافسة السيسي.
وردًا على من يرون أن الأولى توفير ضمانات نزاهة الانتخابات قبل الاتفاق على مرشح بعينه، يرى أستاذ العلوم السياسية أنه ليس هناك تناقض بين الرؤيتين.
وأشار إلى ضرورة أن تسير القوى الوطنية في اتجاهين: أولهما الاتفاق على مرشح مدني واحد، وثانيهما توفير ضمانات انتخابات نزيهة من خلال الإصرار على الإشراف الدولي والمحلي عليها.
ولفت نافعة إلى أن الدفع بأكثر من مرشح مدني ضد النظام القائم سيمكن الأخير من تزوير الانتخابات.
وحول إمكانية استجابة القوى والأحزاب، قال نافعة: "لا يزال الوقت مبكرًا إلا أنه هناك ترحيب حذر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد في أبريل الماضي إنه لن يبقى في الحكم لفترة رئاسية ثانية إذا أراد المصريون ذلك، قائلاً في رده على سؤال لأحد المشاركين في مؤتمر للشباب بمحافظة الإسماعيلية عن سيناريو إخفاقه في الانتخابات المقبلة: "أقسم أني لن أبقى ولو لثانية لو رفضني المصريون".