بعد حديث مستشار السيسي..هل ستنجح الدولة في غزو «مفرخة » داعش ؟
أثارت الدعوة التي أطلقها الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، بضرورة مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من خلال صفحات إلكترونية تدشن على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" اعتراضات لدى بعض المتخصصين في شئون الجماعات الإسلامية، بينما ووضع مؤيدون لها شروطا لكي تنجح.
الأزهري الذي قال إن تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" يمتلك ٦٠ ألف صفحة بالعربية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وكذلك يمتلك من ٣٠ إلى ٤٠ ألف صفحة باللغات الأجنبية، طالب الأزهر بإطلاق آلاف الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي لموجهته، وتخصيص فريق من الخبراء لها، والإنفاق عليها بسخاء لتواجه فكر داعش المتطرف.
الباحث في شئون الحركات الإسلامية سامح عيد، أيد ما طرحه الأزهري، إلا أنه وضع عدة شروط لنجاح مثل هذه المبادرة ،أولها أن يكون قائم على مثل هذه الصفحات دعاة وشيوخ مدربين بشكل جيد على مواجهة التطرف، و قادرين على إدارة حوار مجتمعي بشكل يبرز سماحة الإسلام.
وقال لـ"مصر العربية" إن الأفكار التي ثبت على مثل هذه الصفحات يجب أن تكون غير تقليدية وتتناول القضايا الخلافية وتعالج الفتاوى الشاذة وتضع يدها على الشبهات التي تثار حول الإسلام.
وأضاف أن هذه الصفحات سيسمح فيها بمزيد من الحرية بما يعني احتمالية وجود ردود هجومية من مخالفي الأزهر وبالتالي يجب أن يتمتع القائمين عليها بسرعة البديهة والقدرة على الرد بهدوء وعدم إقصاء مخالفيهم أو تكفير محاوريهم.
لكن يختلف معه الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، مصطفي حمزة مدير مركز دراسات الإسلام السياسيين، رافضا فكرة الأزهري مؤكدا أن داعش لا يمتلك أية حسابات على فيس بوك، وله تواجد بسيط على موقع التدوينات المصغرة " تويتر" ويتم غلقها بسبب الإبلاغ عنها.
وأضاف أن الأرقام التي ذكرها مستشار الرئيس غير حقيقة، أو ربما يقصد الصفحات والمواقع التي يمتلكها داعش على الشبكة العنكبوتية باختلاف منصاتها.
وأوضح أن داعش يمتلك فريق إعلامي محترف وله استراتيجية جيدة في التعامل مع متابعيه ويسعى من خلالها تجنيد من يريد، مشيرا إلى أن تحرك مضاد من قبل الدولة لمواجهة أفكار التنظيم المتطرف يجب أن تكون قائمة على دراسة علمية وليس مجرد تحرك عشوائي.
ولفت إلى أن التنظيم يمتلك عدد من المجموعات والمنتديات الإلكترونية ولا يقبل بدخول أحد فيها إلا بترشيح أحد أعضائه.
ولفت إلى أن المجموعات المسلحة عموما تقول أدبياتهم إن ما يسمى بالجهاد الإلكتروني أهم بكثير من القتال وحمل السلاح وبالتالي يجب مواجهتها باستراتيجية مضادة قائمة على مناهج علمية وليس تأسيس صفحات على فيس بوك وتويتر.
ويميل العميد حسين حمودة الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي إلى القول الأول المؤيد للفكرة، إلا أنه يشترط توافر المصداقية في المحتوى والجهة التي تقدمها، مشيرا إلى أن بعض مؤسسات الدولة فاقدة للثقة من قبل بعض المتابعين.
وقال إن العبرة ليست بالعدد الكثير ولكن بالمحتوى المقدم، مطالبا بضرورة نشر أفكار مقنعة على هذه الصفحات ترد على القضايا التي يثيرها بعض دعاة التجديد.
وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على مجموعة من المنشورات العامة التي تهاجم فيها هذه الصفحات التنظيم، مؤكدا أنه من الضروري اتباع إسلوب رصين في الحوار وتفنيد أفكار التنظيمات الجهادية، وهو ما سيمنع المتعاطفين مع هذه التنظيمات من الانضمام لها.