في حوار خاص لـ"مصر العربية"
عصام حجي: فريقنا الرئاسي جاهز لمنافسة السيسي .. ونتمنى وقوف المؤسسة العسكرية على الحياد
عنان وشفيق جزء من النظام القديم ولايمكن للقوى المدنية أن تدعمهم
مشهد 2014 لن يتكرر والقوى السياسية تعلمت من دروس الماضي
دعوة حمدين صباحي للتوافق على مرشح تخدم مبادرتنا ونتواصل مع القوى السياسية بالداخل
لسنا في عداوة مع القوات المسلحة ونتمنى أن تقف على الحياد ولا تدعم السيسي
لو انفقت السلطة المبالغ التي تشوه بها دعاة الإصلاح في محاربة الإرهاب لنجحت
عنان وشفيق جزء من النظام القديم ولايمكن للقوى المدنية أن تدعمهم
كشف الدكتور عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية السابق، وصاحب مبادرة الفريق الرئاسي المفترض خوضها سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، التفاصيل الكاملة لما توصلت إليه مبادرته الرئاسية، قائلا إن هناك مشاورات تجرى حاليا مع القوى السياسية المؤمنة بثورة 25 يناير، مؤكدا أنهم شكلوا فريقهم الرئاسي بشكل كامل وسيعلن عنه مع إعلان الجدول الزمني للانتخابات.
وأضاف في حوار عبر الهاتف مع "مصر العربية" إنهم قادرون على منافسة السيسي في الانتخابات المقبلة رافضا دعم أي مرشح رئاسي محسوب على المؤسسة العسكرية أو التيار الديني، لافتا إلى أن ما حدث في 2014 لن يتكرر مرة أخرى.
لا يمكن لمستثمر أن يضع أمواله في بلد عبارة عن ثكنة عسكرية
أين وصلت مبادرة الفريق الرئاسي وهل هناك جديد بشأنها؟
المبادرة مازالت مستمرة، وهناك شبه اتفاق حاليا بين القوى السياسية المؤمنة بثورة 25 يناير، ومبادئها بضرورة خوض هذا السباق ولدينا برنامج واضح نستطيع من خلاله تحقيق مفاجأة للمصريين في 2018، ونراهن على الوعي الذي بدأ يتشكل حاليا، ففي أغسطس الماضي عندما أطلقنا المبادرة كانت مجرد صفحة على موقع " فيس بوك" واليوم وصلنا لملايين المصريين.
هل هناك تواصل مع القوى السياسية بالداخل للتنسيق في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
بالتأكيد هناك تواصل دائم بين القوى السياسية المؤمنة بالثورة، وأعتقد أن هناك مبادرات ومقترحات شبيهة ستظهر خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك أيضا تواصل بيننا لبناء كيان قوي يستطيع أن ينافس في الانتخابات المقبلة.
كما أن مصر مليئة بالبرامج والخطط الإصلاحية التي يمكن الاعتماد عليها، ومعظمها ظهر خلال السنوات العشر الأخيرة لكن السلطات المتعاقبة حاربتها وكل من جاء للسلطة كان يعادي أصحاب دعوات الإصلاح حفاظا على كرسيه، وكأن المناصب في مصر تشترى.
هل مبادرتكم مجرد أفكار أم هناك فريق رئاسي تم تسميته بالفعل؟
هناك فريق رئاسي جاهز للمنافسة وقادر على قيادة مصر والخروج بها من أزمتها الحالية، وكما قلت المشكلة ليست في برامج الإصلاح فيوجد الكثير منها، لكن المشكلة في محاربة وتشويه كل من يتكلم عن ضرورة إصلاح الوضع بمصر، ولذا أصبح التدخل ضرورى لبناء الدولة المصرية التي يحلم المصريين بها، ونحن مصرون على خوض المعركة أما أن نفوز عن جدارة ونقنع المصريين بفكرتنا في التغيير أو نخسر بشرف.
ما هي الرهانات التي ستعتمدون عليها وما هو توقعك لشكل المنافسة القادمة؟
أتوقع أن تكون منافسة شرسة وما حدث في 2014 لن يتكرر مرة أخرى، ورهاننا الأول على الوعي، فملايين المصريين حاليا باتو قادرين على إدراك المخاطر التي تحيط بهم ويشعرون بحجم الفشل الذي وصلت له البلاد حاليا، لذا سيكون هناك دعم قوي للمؤمنين بأفكار العدالة الاجتماعية في الانتخابات المقبلة.
والرهان الثاني هو التعليم فهو من الأولويات التي سنعمل على النهوض بها، أيضا لدينا رؤى لزيادة معدلات الاستثمار من خلال عمل استقرار سياسي حقيقي فلا يمكن للمستثمر أن يأتي لبلد عبارة عن ثكنة عسكرية ويضع أمواله فيها، والبلاد على هذا الوضع منذ 3 سنوات، أيضا لن يأتى مستثمر ليبني مصنع في بلد 50% من مواطنيه أميين لذا يجب الاهتمام بالبنية التحتية الحقيقة.
أحلم بالعودة لوطني وأن يتربي أولادي فيه ويوجد كوادر في مصر أفضل من ماكرون
ونحن نقول إننا لدينا حلول لمشاكل مصر ليس لأننا خارفين أو قادمين من الفضاء، الأمر كله يتلخص في أننا لدينا فريق متخصص ومعني بمشكلات مصر وقادر على حلها.
قلت إن فريقك الرئاسي جاهز ..هل هو مشكل من مصريين يعيشون بالخارج أم من كوادر موجودة في الداخل؟
أولا لا يوجد فرق بين مصري يعيش في الداخل وآخر في الخارج الجميع مصريون، وللتأكيد الفريق الرئاسي الخاص بالمبادرة التي أطلقتها أنا ومجموعة من الكوادر الشابة الحالمين بمستقبل أفضل لبلدهم موجود حاليا في مصر، وقادرون على المنافسة بجدية.
لكن هناك مشروعات تقوم السلطة بتنفيذها حاليا وبرنامج إصلاحي اعتمدته؟
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تراجعت بشكل غير مسبوق، على كل المستويات تقريبا، ولابد من خلق مناخ صحي لجذب الاستثمارات أولا، وحاليا هناك صناعات كاذبة يتم الترويج لها لكنها لا تعود بفائدة على المواطن المصري، وأيضا مشروعات وأسلحة يتم شراؤها دون داعى يذكر، فما هي حاجتنا لغواصات عملاقة على سبيل المثال.
أيضا هناك حديث عن محاربة الإرهاب فما هي نتائجه، وهل يمكن لمستثمر محلي أو أجنبي أن يأتي لعمل مشروع بالقرب من كنيسة معرضة للتفجير، أيضا الأموال التي أنفقت لمحاربة دعاة التغيير و المطالبين بالإصلاح لتشويههم وإلصاق التهم بهم بالباطل وحدها كانت كافية لمحاربة الإرهاب الذي يواجه الدولة المصرية.
وكيف ستتعاملون مع المؤسسة العسكرية وهي مكون أساسي للحياة السياسية المصرية ؟
نحن لسنا في عداء مع قواتنا المسلحة بالعكس هي جزء من المؤسسات الوطنية المصرية، وكل ما نتمناه أن تقف على الحياد من أي شخص يريد أن يخوض المنافسة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ﻷننا في مرحلة مصيرية نريد أن نجد فيها مخرج للبلاد، كما أن الرئيس الحالي يدير البلاد بمبدأ حكم الفرد، وهذا ليس كلامي بل كلامه هو ويظهر كثير في حديثه الذي يعني به أنه الدولة وأنه المسؤول الأول عن كل شيء فيها، وهذا ليس حقيقي.
كما أن مبدأ حكم الفرد لا يطبق في القوات المسلحة نفسها، وهناك طريقة علمية تدار بها، فكيف يُطلب منا العكس .
حاليا هناك برامج عدالة انتقالية تطبق في دولة كتونس وهناك نماذج سابقة طبقت في بلدان أخرى، هل لديكم تصور عن كيفية تنفيذ برنامج مشابه؟
بكل تأكيد لكي نقيم دولة العدل لابد من وجود فترة عدالة انتقالية، وأعتقد أن قوى الإصلاح لو اتحدت في المعركة الانتخابية المقبلة سيكون لديهم القدرة على عمل برنامج للعدالة الانتقالية وهو على رأس أولوياتنا سنبدأ في تطبيقه إذا ما اجتزنا الانتخابات المقبلة.
لكن من المتوقع أن يكون هناك منافسين مدنيين من نفس المعسكر أمامكم كما أن هناك توقعات تشير إلى تفرق القوى المدنية بين أكثر من مرشح؟
البيان الذي أطلقناه به مجموعة من المبادئ وهناك قوى من المجتمع المدني لديها مطالب شبيهة أعتقد أن الجميع بات يدرك ضرورة الاصطفاف خلف مرشح يكون قادر على إقناع المصريين به، كما أن الجميع تعلم من دروس وأخطاء الماضي وحالة التناحر التي أعقبت الثورة لن تتكرر.
كما أن القوى الشبابية المؤمنة بثورة يناير واعية تماما للمرحلة الحالية، وليسوا مجموعة من المغيبين ولديهم إدراك كامل بحجم المخاطر التي تواجه البلاد.
ونحن لا نسعى للحكم لمجرد الوصول للكراسي لكننا سواء الموجودين في مبادرتنا أو خارجها لدينا طموح بأن نربي أبنائنا في مصر فأنا حاليا أبلغ من العمر 41سنة عشت 36 منهم خارج مصر ولا أريد ﻷبنائي أن يتربوا خارج وطنهم.
متى سيتم الإعلان عن أسماء فريقكم الرئاسي؟
هناك اتفاق كبير بين قوى يناير على مجموعة من الأسماء التي ستخوض هذا السباق، والأمر ليس سرا حتى نخفيه لكننا اتفقنا على أن ترك قضية الإعلان لكل شخص وفي الغالب سيكون في وقت قريب، لكننا ننتظر الإعلان عن قانون الانتخابات الرئاسية والجدول الزمني لها وإقرار قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، وإعلان تشكيلها.
وأقول لمن يتحدثون عن عدم وجود بدائل مدنية إنتم واهمون فمصر فيها 100 مليون مواطن لو تواجد مواطن واحد في كل مليون سيكون لدينا 100 مرشح رئاسي في 2018.
لكن من المتوقع أن تُشن هجمات إعلامية موسعة ضدكم كيف ستتعاملون معها؟
قلت لك إننا نراهن على وعي المصريين، ونراهن أيضا على بعض المواقع الصحفية الشابة التي تعمل خارج سيطرة الأجهزة، وبعض الصحفيين الشباب المؤمنين بالتغيير، والانتشار عبر مواقع الانترنت والسوشيال ميديا وأعتقد أننا قادرون على الوصول من خلال هذه الوسائل لغالبية المصريين.
هناك اتهامات تقول إنكم مدعومين من جهات خارجية؟
هذا الكلام غير صحيح وهو حديث بلا دليل نحن لم نتلق أي دعم سواء من مجموعات في الداخل أو الخارج.
كيف تقيم الدعوة التي أطلقها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي بضرورة التوافق على مرشح مدني؟
أعتقد أنها دعوة إيجابية جدا، وتخدم فكرتنا ويجب الالتفاف حول الدعوات من هذا النوع، فنحن جميعا نبحث عن مرشح مدني لديه برنامج وفكر قادر على مواجهة الأجهزة.
لكن الأمر لم يتوقف على صباحي هناك تلميحات بخوض الفريق سامي عنان أو الفريق أحمد شفيق للمنافسة هل يمكن التعاون معهما؟
من يعتقد أن العودة للماضي يمكن أن تأتي بخير واهم فالنظام العسكري قائم على حكم الفرد وللعلم هو نسخة من فكرة الخلافة والحكم الديني الشمولي، ولا أعتقد أن في أحدهما خيرا لمصر وأجزم أن القوى السياسية لن تدعم أحدهما.
بعد وصول ماكرون لرئاسة فرنسا هناك حالة انبهار في المجتمع المصري نظرا لصغر سنه ..برأيك لماذا لا توجد كوادر شبيهة به في الساحة السياسية المصرية؟
هذا القول ظالم فيوجد في الساحة المصرية من هم أفضل من ساكن الإليزيه الجديد، لكن المشكلة في الإعلام الذي يشوه كل صاحب فكر، من يملك من الشباب أي فكرة يتم الهجوم عليه ونعته بالخيانة والتبعية لأجندات خارجية لمجرد تفكيره في الإصلاح، والدليل على كلامي هو خروج عشرات المبادرات الشبابية خلال السنوات السابقة.
ماكرون
وخلال الفترة المقبلة يجب أن يعي الناس تماما أن التغيير والإصلاح هو مسؤولية المجتمع كله وليس مجموعة من أفراده وحدهم، والديمقراطية قائمة أساسا على مبدأ المشاركة، والدين الإسلامي يقول وأمرهم شوري بينهم، لذا فإن محاربة الفساد والظلم ليس مسؤولية جهة الإصلاح وحدهم، لكن من قراءتي للمشهد أستطيع القول إن مصر بها قيادات شابة قادرة على قيادتها وعلى طرح رؤى تطويرية للعبور بالبلاد لبر الأمان.
وأخيرا يجب الانتباه إلى أن سياسية الخوف لا تبني دول، والحروب الوهمية التي يتم تسويقها لنا أيضا لن ينفع معها إصلاح لكن الحرية والديمقراطية والمواطنة هي الطريق الوحيد لبناء مصر الحديثة.