سياسيون: «كشف حساب» السيسي إعلان ضمني بترشحه لفترة رئاسية ثانية
فسر عدد من السياسيين إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي طرحه لكشف حساب عما أنجزه في فبراير المقبل، بأنه إعلان ضمني عن ترشحه لفترة رئاسية جديدة في 2018، ويدخل ضمن حملته الانتخابية المقبلة.
وتتزامن الفترة التي أعلن السيسي عن طرح كشف الحساب فيها مع المواعيد التي حددها الدستور المصري لانطلاق مارثون الانتخابات الرئاسية والتي تبدأ قبل 120 يوما من انتهاء الفترة الرئاسية الحالية التي بدأت في 5 يونيو 2014 وتستمر لمدة أربع سنوات.
وخلال حوار أجرته الصحف القومية مع الرئيس السيسي ونشر الأربعاء الماضي، قال إنه سوف يقدم في يناير أو فبراير المقبل كشف حساب للشعب، يقول فيه هذه مصر عندما تسلمت الأمانة، وهذه مصر التي أقدمها لمن تختارونه للرئاسة في 2018، مشيرا إلى أنه سيكون كشف حساب تفصيليا يشمل كل قطاع على حدة.
يفسر الدكتور علي الرجال الباحث في علم الاجتماع السياسي إن الرئيس السيسي يحاول تحسين صورته بعدما تراجعت شعبيته بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب التدهور الاقتصادي الذي تسبب في نزول ملايين المصريين من الطبقة المتوسطة لتحت خط الفقر.
ويقول لـ"مصر العربية" إن السيسي يعلم جيدا ما يدور في الشارع المصري، وربما رصدت له التقارير التى تقدم له ما يدور حاليا بين المصريين في الشارع من تراجع شعبيته.
وينوه إلى أن السيسي ربما بدأ يشعر بالقلق بعد زيادة الحديث عن نية بعض الشخصيات خوض السباق الرئاسي أمامه، لاسيما الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق والفريق أحمد شفيق، والذي يمثلان نفيس المؤسسة التي ينتمي إليها السيسي.
وتوقع الرجال ألا تكون المعركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة سهلة، مشيرا إلى أن الدليل على فقدان السلطة الحالية السيطرة على زمام الأمور هو حالات القبض على المتكررة التي وقعت خلال الأيام الماضية واستهدفت الصف الأول من المحسوبين على ثورة يناير بالمحافظات.
وفي السياق ذاته اعتبر الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حديث الرئيس السيسي عن إعداد كشف حساب بمثابة إعلان رسمي عن خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال لـ"مصر العربية" إن فكرة كشف الحساب ستكون بداية إنطلاق حملة السيسي الانتخابية للترشح لفترة رئاسة جديدة.
وتابع أن السيسي سيقدم للمواطنين كشفا بما أنجزه خلال الفترة الماضية متوقعا أن يشتمل هذا الكشف عن معلومات تتعلق بالمشروعات القومية الكبرى على رأسها قناة السويس الجديدة والمليون ونصف فدان، وشبكة الطرق القومية.
واتفق معهما الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية في أن السيسي يبدو من تصريحه أنه سيخوض الانتخابات المقبلة بنسبة 100%، لكنه يختلف مع تفسيرات سابقيه باقتناع الرئيس بتراجع شعبيته.
وقال لـ"مصر العربية" إن بطانة الرئيس السيسي لا يبلغونه بتقارير تراجع الشعبية ومن الواضح أنهم يقولون له إن الأمور على ما يرام وأن شعبيته تزيد.
وأضاف أن فكرة الإعلان عن كشف حساب لمدة الرئاسية المنقضية فكرة طيبة مطالبا بأن يشتمل التقرير النهائي الذي سيعده السيسي على معلومات تفصيلية عن الحالة الاقتصادية، وأسباب ارتفاع الأسعار وخطته للسيطرة عليها.
وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية باتت تشغل جميع المصريين يضاف إليها ما أنجزه السيسي في المشروعات القومية وعوائد هذه المشروعات.
وفي يناير الماضي أعلن مركز بصيرة المتخصص في بحوث الرأي العام تقلص شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي للنصف في العام الثاني لحكمه.
ورغم تقلص شعبية الرئيس إلا أنه فاز، وفق الاستطلاع، بأفضل شخصية سياسية عام 2016، للعام الثالث على التوالي، لكن بنسبة أقل بكثير عن سابقتها في العامين الماضيين وهي 27%، مقابل 32% في العام الماضي 2015، و54% لعام 2014.