لهذا صمتت الدول العربية عن وصف ترامب لحماس بالإرهابية ؟
واضعا حركة المقاومة الفلسطينية " حماس" في خانة المنظمات الإرهابية مع تنظيم القاعدة وداعش. هكذا تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد، أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض، في ظل صمت مع القيادات المشاركة والتي ترتبط دولهم بعلاقات متفاوتة مع الحركة، وهو ما أرجعه خبراء إلى الرغبة في خطب ود الرئيس الأمريكي الجديد.
وقال ترامب خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية، إن أوضح مثال على الإرهاب اليوم، يتمثل في داعش والقاعدة وحزب الله وحماس".
يأتي ذلك في الوقت الذي يوجد فيه علاقات بين حماس وغالبية الدول المشاركة سواء بوجود مكاتب لها بهذه الدول مثل قطر وتركيا أو وجود زيارات رسمية لقياداتها لدول أخرى مثل مصر والأردن والجزائر .
حمزة أبوشنب، المحلل السياسي المختص في شؤون المقاومة الفلسطينية، يرى أن وصف " ترامب" لحماس بالإرهابية، ليس جديدا، فهو استراتيجية ثابتة للإدارة الأمريكية منذ قديم الزمان، تتفق مع الرؤية الإسرائيلية.
وقال أبوشنب ، لـ" مصر العربية" في اتصال هاتفي من مقر إقامته في غزة ، إن الإدارة الأمريكية سبق لها إصدار قرار عام 1992 لمسئوليها بعدم التعامل مع حماس، وكذلك عام 2001 أدرجت الحركة كمنظمة إرهابية وحظرت على المواطنين الأمريكيين التعامل معها.
وأضاف أن صمت القيادات العربية على حديث " ترامب" بشأن حماس ليس مستغربا؛ وذلك للظروف المحيطة بهذه القمة من حيث كونها خطابية لن ينتج عنها أي شئ على أرض الواقع، وكذلك رغبة القيادات المتواجدة في خطب ود الرئيس الأمريكي الجديد وعدم استثارة غضبه.
وبرؤية المتخصص في الشأن العربي والإقليمي أوضح الدكتور محمد السعيد إدريس أن القيادات العربية الحالية ليست مستعدة للدفاع عن حماس أو حتى عن الشعب الفلسطيني ذاته؛ لأنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية وخطب ود الإدراة الأمريكية الجديدة.
وأضاف إدريس، لـ" مصر العربية"، أن القيادات المشاركة في هذه القمة ذاهبون إليها مُسلمين فقط يبحثون عن الرضا الأمريكي؛ لذلك لن يعارضوا " ترامب" فيما يقوله حتى لو كان مخالفا لمعتقداتهم أو رؤيتهم.
وتابع: هذا الموقف نابع من كون القيادات العربية تريد مساعدات من أمريكا وهذا لن يحدث، فالرئيس الجديد للبيت الأبيض بدا في القمة العربية العربية الإسلامية الأمريكية المنعقدة حاليا بالرياض وكأنه ذاهب لتحصيل " الجباية" من الدول المشاركة وهذا وضح في الصفقات العسكرية التي عقدها مع السعودية بمليارات الدولارات .
وعن وصف " ترامب" لحماس بالإرهابية قال" أمر طبيعي ويجسد الرؤية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والتي تتفق مع توجهات اسرائيل".
فيما قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري السابق ، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن وصف " ترامب" لحماس بالجماعة الإرهابية، تجسيد للرؤية الأمريكية لها منذ فترة طويلة، وليس الأمر وليد اللحظة أو له علاقة بمجيئه لرئاسة البيت الأبيض.
وأضاف العرابي، لـ"مصر العربية"، أن القيادات العربية والإسلامية المشاركة بالقمة يربط أغلبهم علاقات جيدة بالحركة الفلسطينية، لكن ليس معنى ذلك مراجعتهم لـ" ترامب" فيما يقوله؛ لأن المجال لا يسمح بهذا والحدث ليس قمة حوارية بقدر ماهي شئ احتفالي له أهداف محددة.
وردت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد على وصف " ترامب " لها بالإرهاب قائلة" إنه يمثل انحياز للاحتلال واتساق مع سياسات العدو".
وقال القيادي في الحركة مشير المصري في تصريحات صحفية، إن حماس ستبقى المكون السياسي الرئيسي في المشهد الفلسطيني، ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تغيبها.
وأضاف أن سياسة الإدارة الأمريكية "العرجاء" لن تغير حقائق التاريخ ولن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة طريق التحرر، مؤكداً أن وصف " ترامب " للحركة بالإرهابية دليل متجدد على أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تمثل الوجه الآخر للاحتلال.
وأوضح القيادي في الحركة، أنه كان الأولى بترامب الانحياو للضحية الفلسطيني وليس للمحتل ، مضيفاً "رغم تصريحات ترامب وسط الزعماء العرب والمسلمين عن حماس ستبقى الحركة تنوب عن الأمة العربية والاسلامية في مقارعة العدو المشترك وهو العدو الصهيوني وهي مطمئنة بمستقبل مشروعها الجهادي الذي سيحرر الارض والتراب من دنس المحتلين".