نادمون على 30 يونيو: "انحرفت عن مسارها واتخدعنا"
في مثل هذا اليوم كانوا يسيرون بين صفوف الجماهير التي خرجت في 30 يونيو بمختلف المحافظات تطالب برحيل حكم جماعة الإخوان المسلمين، آملين في غد أفضل يسوده حكم ديمقراطي يحقق أهداف ثورة 25 يناير.
وبعد 4 أعوام يجلسون خلف شاشات الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية يعلنون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، براءة مما آلت إليه أوضاع البلاد، هكذا حال عدد من السياسين النادمين على المشاركة في 30 يونيو.
حازم عبد العظيم، القيادي السابق بالحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأ حديثه عن الذكرى الرابعة لـ 30 يونيو، قائلا " كلنا اتخدعنا واتخمينا"، معبرا عن آسفه عن انحراف مسار الأحداث إلى غير ما كان يتمناه.
وأضاف عبد العظيم، لـ"مصر العربية"، أنه شارك في 30 يونيو حتى يرحل الإخوان عن الحكم، وأملا في نظام حكم رشيد عادل يقضي على الظلم، وتكون دولة مؤسسات يشارك فيها القطاع المدني.
وتابع " ولكن للأسف ما تغير أننا انتقلنا من حكم الجماعة إلى حكم ديكتاتور لا يثق في أحد إلا مجموعة من المقربين منه، ويكره المدنيين ولا يسمع لصوت غيره" .
ورأى أن النظام الحالي يرتكب مخالفات كثيرة للقانون والدستور، أهمهم اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتي ترتب عليها التفريط في جزء من الوطن، بحد قوله.
وأردف أن السيسي جاء بشعارات كثيرة ووعود لم يحقق منها شيء، وبالتالي انحرفت 30 يونيو عن المسار الذي خرجت من أجله الجماهير والوضع ازداد سوءا.
وحذر عبد العظيم من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى ثورة جياع، مستطردا " رجالة النظام سيطروا على الإعلام وأي حد بيتكلم بيتقبض عليه، لو قامت ثورة هتكون من الناس الكفرانة من الفقر وعيشتها، الحل من عند ربنا".
أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، كان أحد أعضاء جبهة الانقاذ التي طالبت برحيل محمد مرسي عن الحكم، يقول إنه بعد 4 سنوات من 30 يونيو نادم على المشاركة فيها.
وأوضح دراج أنه ليس نادما على الإطاحة بالإخوان، لأنهم أخطأوا بالفعل، ولكن لأن 30 يونيو أتت بالنظام الحالي الذي انقلب على كل خيارات الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو.
واستطرد" كنت لا أتمنى أن أكون سند لهذا النظام في أي شيء، فهو استغل 30 يونيو للعودة بمصر إلى الوراء لعقود ماضية".
واسترجع دراج أسباب مشاركته في 30 يونيو قائلا " كنت أتوقع أن يأتي رئيس وطني لا يخدع الشعب، ولكن السيسي خالف كل وعوده ولم ينفذ منها شيء".
وتابع " الإخوان كنا بنقدر نقف في وشهم، انهاردة ليس هناك أي مجال للرأي، شوفنا التفريط الفعلي في الأرض، مصر حاليا في أسوء مراحلها، السيسي قال اصبروا 6 شهور، وبعدها الاقتصاد انهار، وستنتهي فترة حكمه ولم يقدم للبلد إلا كيلومترات من الأسفلت".
ووصف شريف الروبي، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، 30 يونيو بالنكسة، موضحا أن القوى المدنية والثورية شاركت فيها للإطاحة بمرسي لأنه لم ينجح في استقطابهم، وللمطالبة بتحقيق أهداف ثورة يناير.
وأضاف الروبي أن 30 يونيو لم تطالب بأقصاء الشباب وعودة الدولة العسكرية كما حدث، ولكنها طالبت بدولة مدنية تحكمها مؤسسات والدستور وليس العسكر.
وأردف أن النظام الحالي أعاد مصر لعشرات السنين في عهد جمال عبد الناصر، وانحرف عن مسار 30 يونيو وقضى على ثورة 25 يناير.
وشدد الروبي على ضرورة أن تكون هناك موجة ثورية شعبية لديها هدف واضح وقيادة حقيقية قادرة على صياغك رؤية بديلة لنظام الحكام.