5 ملايين مهددون بخطر المجاعة.. أطفال اليمن يدفعون ثمن الحرب «أرواحهم»

كتب: أحلام حسنين

فى: أخبار مصر

00:55 24 نوفمبر 2018

"اليمن يفقد طفلا كل عشر دقائق" حقيقة تؤكدها منظمات دولية ترصد ما يتعرض له الأطفال في اليمن، أولئك الصغار الذين حرمتهم نزعات الحروب الأهلية أن يعيشوا حياة آمنة كمن في مثل أعمارهم، بدلا من أن يقضوا تلك الطفولة بين لعبهم يمرحون ويلعبون، تجدهم بين جثماين مبعثرة تحت أنقاض المنازل والسيارات المتفحمة، وأجساد وهنة هذيلة كثيرا منها أكلها الجوع حتى قضى نحبها، ومن يحيا منهم يعيش على أصداء الغارات والبارود والقذف ينتظرون أن يلحقوا برفقائهم.

 

هذة طفلة تقبض أصابعها على راحة كف يد رجل كبير، وقد بدى على كفها الرقيق جلد يطلي عظام قد تآكلت، يبدو أنها كانت تتشبث به أو تسغيث بأحد دون مجيب، فنهش الجوع أحشائها حتى قضى عليها، كانت تلك صورة لطفلة ماتت في مستشفى صنعاء قبل يومين، جاءت ضمن تقريرا أصدرته الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للطفل، قالت فيه إن 85 ألف طفل قد يكونوا ماتوا جوعا في اليمن منذ 2015.

 

تلك الطفلة التي جاءت إلى هذا العالم ورحلت عنه إنما هي واحدة من مليون و800 ألف قاصر يخاطرون بحياتهم في اليمن بسبب نقص الغذاء، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فأولئك يدفعون ثمنا لصراع يجري منذ 3 أعوام لم يقترفوا فيه إثما ولكنهم حُملوا وزرا إنهم  ولدوا في تلك البلدة.

 

ومن بين صور الأطفال الذين ماتوا بسبب الجوع، ترى صور لأطفال آخرون تغالب ضحكاتهم وبراءتهم أجواء القصف والخراب، لهم ابتسامة تسلب ابتسامة من ينظر إلى صورهم، تشعر فيها بالصمود والانكسار معا، صمودا يبدوا في ضحكات تضيء تلك الوجوه الشاحبة، وانكسارا في أجساد واهنة ترقد فوق ركام من الأنقاض لا هي باتت في تعداد الأموات فتعيش هناك في تلك الحياة الأبدية، ولا هي تحيا كما لها أن تحيا.

 

 

3 أعوام من الحرب الأهلية في اليمن كانت كافية لتقضي حياة 85 ألف طفلا منذ عام 2015، بحسب تقرير منظمة "انقذوا الأطفال"، الذي جاء في اليوم العالمي للطفل الذي يحتفل به العام منذ في الـ 20 من نوفمبر من كل عام، وقد اعتمدت الأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959، بهدف تعزيز الوعي بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاهيتهم.

 

وبينما تحل هذه الاحتفالية فهناك عشرات الآلف من الأطفال في اليمن يعانون من نزعات الحروب الأهلية التي وأدت طفولتهم مبكرا، فهم يعيشون في "جحيم" كما وصفهم بذلك "غييرت كابيلايري" المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في الشرق الأوسط.

 

 

يقول "كابيلايري" إنه هناك  في اليمن يموت طفلا كل 10 دقائق، بسبب أمراض يمكن علاجها بسهولة، ويلعب سوء التغذية دورا أساسيا في موتهم.

 

ويضيف كابيلايري: "هناك 1.8 مليون طفل يعاني سنويا من سوء التغذية في اليمن، 40 ألف طفل يعانون من حالات سوء تغذية تهدد حياتهم كل يوم".

 

هكذا يدفع أطفال اليمن ثمن الحرب المندلعة في البلاد منذ 3 سنوات وخلفت نحو 10 آلاف قتيلا و55 ألف جريحا، بحسب الأمم المتحدة، والتي تعود إلى عام 2015 حينما سيطر الحوثيون على معظم الأجزاء الغربية في البلاد بما فيما العاصمة صنعاء، حتى أجبروا الرئيس اليمني عبد ربه منصور على الهروب خارج البلاد، فيما انتقلت دائرة الصراع لتصبح بين قوات التحالف  المكون من 7 دول عربية بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

 

وبحسب منظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية فإن هناك جيلا كاملا من الأطفال في اليمن يواجه خطر القتل، وأن مليون طفل إضافي باتوا عرضة لخطر المجاعة في اليمن.

 

 

وتقول المنظمة الخيرية إن ما مجموعه 5.2 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر المجاعة، لاسيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة اليمنية جراء النزاع الدائر في اليمن،  ما جعل الكثير من العوائل اليمنية تحت خطر عدم القدرة على تأمين احتياجاتها الغذائية.

 

ووفقا لتقرير بي بي سي عربي فإن الحرب الدائرة في اليمن نتج عنها أزمة مالية وتأخر دفع رواتب المعلمين وموظفي الخدمة العامة في البلاد، ولم يستلم بعضهم أي أجور منذ ما يقارب سنتين، كما أنهم يواجهون ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت أسعارها بنسبة 68 في المئة أكثر مما كانت عليه لحظة اندلاع الحرب.

 

نقلت "هيلي ثورننغ-شميدت" الرئيس التنفيذي لمنظمة  انقذوا الأطفال، إن "ملايين الأطفال في اليمن لا يعرفون متى يحصلون على وجبة غذاء قادمة، وهل أنهم سيحصلون عليها أصلا؟".

 

وروت هيلي في  التقرير الصادر عن المنظمة أنه في إحدى المستشفيات التي زارتها في شمالي اليمن، كان الأطفال من الضعف والهزال بحيث لا يستطيعون الصراخ، بعد أن ضعفت أجسادهم جراء الجوع.

 

وأشارت منظمة انقذوا الأطفال في تقرير سابق في شهر نوفمبر الجاري إلى أنها عالجت 400 ألف طفل تحت سن الخامسة، حتى الآن في عام 2018، من سوء التغذية الحاد، محذرة من أن أكثر من 36 ألف طفل قد يموتون قبل نهاية هذا العام.

 

في السياق نفسه كشفت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 11 مليون طفل يمني يشكلون 80% من أطفال البلاد التي يبلغ عدد سكانا نحو 27.5 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدى إنسانية، جراء الحرب الدائرة في البلاد، وقالت المنظمة في تغريدة عبر صفحة مكتبها باليمن على تويتر، بمناسبة اليوم العالمي للطفل، إن أطفال اليمن يتحملون العبء الأكبر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف من الصراع المدمر.

 

 

 

 

 

اعلان