إعلانات الإنترنت.. تقنيات متطورة تزيد خسائر الميديا
ومع تطور الأزمنة ومرور السنين وتغير العصور تغيرت معها نوعية الإعلانات التقليدية التى تعودنا على مشاهدتها فى الماضى.
واعتبر متخصصون أن الإعلانات عبر تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تتفوق على الأشكال التقليدية حيث توقفت الكثير من الجهات التجارية على مستوى العالم عن توظيف تلك الوسائل وأصبحت تعتمد على الوسائل التفاعلية الجديدة، لما لها من آثار ومزايا تساعدها في الوصول لأهدافهابشكل أسرع.
وأكدوا أن الإعلانات هى أهم مصادر الدخل للمؤسسات الإعلامية حتى الآن مع قلة المصادر الأخرى مثل الاشتراكات، أو بيع الخدمات مع المحتوى وغيرها، بالتالى من المهم أن تتابع المؤسسات الإعلامية.ما يحدث فى سوق الإعلانات الرقمية لوضع خطط الحصول على حصة جيدة من تلك الأموال.
وفي تقرير حول اتجاهات الإعلانات الرقمية فى الولايات المتحدة أصدرته مؤسسة PwC ، والذى يرصد الأوضاع حتى نهاية عام 2017، أكد التقرير أنه على الرغم من جميع المخاوف المرتبطة بعمليات الاحتيال الرقمى، أو انتشار برمجيات منع الإعلانات، أو تراجع اهتمام الجمهور، إلا أن سوق الإعلانات الرقمية يواصل النمو المستمر ولا يبدو أن هذا الازدهار سيتراجع فى المدى المنظور، وأن مستوى الارتفاع بلغ 21% خلال عام 2017، ليصل إجمالى المبلغ إلى 88 مليار دولار أمريكى، وفق "منتدى المحررين المصريين".
وبينما يمثل عام 2017 مرة أخرى، عامًا قياسيًا بالنسبة لعائدات الإعلانات، إلا أنه وللمرة الأولى فى التاريخ يتجاوز الإنفاق على الإعلانات فى الإنترنت، ما يتم إنفاقه على الإعلانات فى التليفزيون، وشبكات الاشتراكات التليفزيونية مجتمعة.
**الذكاء الصناعي
ويقول ديفيد سيلفرمان، الشريك فى PwC: “من بين الأشياء التى يخبرنا بها هذا التقرير، إن الصناعة فى هذا المجال تنمو بمعدلات ضخمة، بينما يثبت نمو بقية أجزاء الصناعة إلى حد كبير”.
وكجزء من إعداد التقرير، أجرت PcW استطلاعات مع وكالات الإعلان والناشرين وشركات تكنولوجيا الإعلانات، حيث اعتبرت الغالبية أن سبب هذا النمو الكبير يعود إلى الاستخدام المتزايد للبيانات والذكاء الصناعي وأدوات التحليل والقياس.
ويقول سيلفرمان: “الشئ الذى يثير اهتمامى دائمًا هو كيف استمر هذا الصعود بتلك النسب العالية على مدار فترة زمنية طويلة؟ الأمر لا يتعلق بأن الإنترنت هو اكتشاف جديد مثلا.. ولكن كلما ازداد نضح إحدى مناطق تقنيات الانترنت يبرز دائما شئ جديد”.
** انتشار واسع
رامي الجزايرلي، مدير بإحدى شركات التسويق، قال إن الإعلانات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي سهلت على الشركات والمؤسسات التجارية وحتى الحكومات الوصول إلى الناس بأسهل الطرق وأسرعها وأقلها كلفة مادية.
ويشير إلى أن التحكم فى محتوى الإعلان وسرعة التعرّف على صداها ونسب المشاهدة جعلت نسب الاتجاه والاعتماد عليها تزداد بشكل كبير .
ويضيف أن أن زيادة الاهتمام بالميديا الرقمية وانتشار التليفونات المحمولة المحرك الرئيسى لنمو الإعلانات الرقمية حتي أصبحت الطريقة الأحدث عالميا لتوصيل المحتوى بأسرع وسيلة وأكثر جاذبية.
** لن تنقرض
ويشير إلى أن من بيده أيباد يمكنه تصفح أي جريدة حاليا لكن العكس غير صحيح، لافتا إلى أن الإعلان فى الصحيفة شكله ثابت لن يتغير ويراه القارئ مرة واحدة وقد لا ينتبه إلبه من الأساس، وهو فى أقصى احتمالاته صورة فقط بعكس ما يمكن أن يحدث له من تشكيلات وتنويع عبر الإنترنت.
ورغم تأكيده على أن المستقبل للإعلانات الرقمية والإنترنت، قال إن الإعلانات التقليدية لن تنقرض بل ستتجدد، كما حدث سابقا مع الراديو الذي كان منذ 10 سنوات أحد الوسائل القوية إلا أنه انحصر الآن فى السيارات، ولكن أصبح له فرصة فى الوجود الإلكترونى فى المواقع وكذلك فى أجهزة الهاتف الذكية.
** الاحتيال الإعلاني
وبينما تستمر المساحات الإعلانية عبر الإنترنت فى النمو، كذلك تنمو عمليات الاحتيال الاعلانى.
ففى تقرير آخر أصدرته إحدى شركات الموبايل الأمريكية، تضاعفت نسبة عمليات الاحتيال فى إعلانات الموبايل تقريبا فى الربع الأول من عام 2018 مقارنة بعام 2017.
ومن خلال قياس 3.4 مليار عملية تثبيت للتطبيقات، اكتشفت الشركة أن 37% من عمليات الاحتيال تأتى من خلال خداع حزمة SDK لتثبيت التطبيقات، فى حين أن 27% أخرى تأتى من عمليات الحقن من خلال النقر على الروابط، ونسبة 20% أخرى من عمليات التثبيت المزيفة، بينما يأتى النقر فوق البريد الدعائى “سبام” بنسبة 16%.
وجاءت إعلانات المبيعات الالكترونية الأكثر تأثرا، حيث تحقق أكثر من 40% من عمليات الخداع المرصودة فى هذا القطاع وحده، تليها قطاعات الألعاب الالكترونية والتى حققت حوالى 30%، أما قطاع السفريات والرحلات فقد جاء ثالثا بنسبة 10% من الإعلانات الخادعة.
هناك أيضا اختلاف كبير فى نسبة إعلانات “الخداع” بين نظامى تشغيل iOS و Android، حيث يرصد التقرير حدوث عمليات خداع إعلانى مرتين على أجهزة أندرويد مقابل مرة على أجهزة آيفون.
ويقول أندرياس ناومان، الإخصائى فى مكافحة الاحتيال الالكترونى، “بطبيعة الحال، فإن معدلات الاحتيال التى نرصدها فى الرفض النشط تظهر فقط مستوى الاحتيال الذى تم منعه من الذين اختاروا حماية أنفسهم من هذه العمليات، ومع ذلك فإن هذا الأمر يعنى أن معدلات من يقع ضحية الاحتيال الإعلانى أكبر من هذه المؤشرات بكثير”.
موقع "Forbes" رصد أبرز التوقعات لاتجاهات تلك العلامات التجارية:
1– معرفة احتياجات وأوّليات المستهليكين وصياغة عروض المنتجات بأحدث أساليب الذكاء الاصطناعي؛ للحصول على أكبر قدر من الشهرة والولاء للعلامة التجارية.
2– استخدام تطبيقات تسهم في تحليل البيانات والتنبؤ المسبق للمشكلات عند ظهورها والتخلص من العوائق بشكل سريع.
3– الجيل الجديد يحب السرعة بعد أن تربّى في محيط وسائل الإعلام الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، ولهذا يزيد الطلب على التطبيقات التي تتميز بالسرعة في الأداء التكنولوجي في التصوير والموسيقى والكثير غيرها.
4– تزايد الاتكال على الشركات في إنجاز المصالح والعثور على متخصصين لتلبية احتياجات للعلامات التجارية.
5– استمرار ثورة التكنولوجيا مع الابتكارات والبرامج الذكية حتى تصبح أذكى وأسرع وأكثر بديهية، وسوف تتعمّق في حياة المستهلكين وبشكل خاص الهواتف الذكية.
6– المؤثرون الاجتماعيون في مواقع التواصل الاجتماعي سوف تكون لهم يد في نجاح الثورة التكنولوجية بشكل كبير.
7 – تلجأ العلامات التجارية للتعاون مع المؤثريين الاجتماعيين؛ لإقناع المستهلكين بصورة سهلة وسريعة.
8 – استغلال الذكاء الاصطناعي في تجنب الإعلانات المزعجة للمستهلكين، واستخدام وسائل الإعلان التي يتقبلها الجمهور.
9– اتجاه العلامات التجارية إلى الإعلانات عن طريق الوسائل المرئية كالفيديو والصور.
10- برامج ربط الهاتف الذكي بالشاشات التلفزيونية أو الحاسب الآلي والكتب الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى سوف تستمر وبقوة.