بـ «الهدوم والمكسرات والدرة والخضار».. محمد يرسم المشاهير

كتب: آيات قطامش

فى: أخبار مصر

00:30 10 فبراير 2019

لم يكن بحاجة لورقة وأقلام أو حتى ألوان، بعدما قرر أن يحلق خارج السرب، فرسم صلاح بالخضار وأم كلثوم وحليم بالملابس وسعاد حسني باللب وأبلة فاهيتا بالمكسرات وايلي باليوسف افندي والأميرة ديانا بالخيط، لتخرج من تحت يديه بورتريهات لمشاهير على طريقته الخاصة، مستغلًا كل  شئ  يقع تحت بصره فيحوله لبالتية ألوان يشكل بها شخصياته حسبما يشاء.

 

 

تواصلت (مصر العربية) مع "محمد وحيد" الذي جابت لوحاته مواقع التواصل الاجتماعي، وابهرت كل من رأها، لإبداعه بها، وروى لنا قصته مع الرسم، والتي بدأت منذ أن كان  صغيرًا.

 

 

كانت يديه حينما كان صغيرًا بين صفوف الطلاب تقوده فيمسك بورقة وقلم ويشرع في الرسم، ويسبح بخياله في عالم آخر، بينما يقف معلمه يشرح الدرس.

 

فوقت أن كان في المرحلة الابتدائية، ظهرت حينها موهبة "وحيد" سريعًا فكانت رسوماته مميزة بين أقرانه، ودائمًا ما كان يمطره من حوله بكلمات وعبارات الثناء.

 

يومًا بعد يوم وعامًا  تلو الآخر قرر الصبي أن يطور نفسه، كان يستذكر دروسه ولكنه لا ينكر أن الرسم كان يشغل الكثير من وقته، دراسته ومجال عمله كانا بعيدين عن هوايته.

 

عقب انتهاءه من المرحلة الثانوية لم يكمل "محمد" دراسته، وبعد فترة اغترب بالسعودية، وقرر أن يطور نفسه في مجالات عدة منها الفوتوشوب والمونتاج وما إلى ذلك وعمل في مجال الاعلانات، إلا أن الرسم كان على رأس قائمة اهتماماته. 

 

فأخذ "محمد" يحاكي كبار الفنانين ويستفاد من خبراتهم بعدما لجأ للتعلم الذاتي فكان يشاهد أدواتهم وينزل لشرائهم، ويبدأ في السير على حذوهم، وهنا ايضًا تلقي عبارات ثناء تشيد برسوماته، ولكنه شعر أنه لا يقدم شيئًا معينًا يميزه عن غيره ويبهر به من حوله، يقول: حاولت أن ارسم باللبان ولكن النتائج لم تحقق الابهار المطلوب.

لم يعرف الشاب وقتها  من أين يبدأ، لم يدر أن موهبته تقبع هنا بغرفته، فبينما كان يجلس بها وثيابه ملقاه هنا وهناك وتحيط به من كل جانب، في مشهد فوضي –حسبما وصف لنا-، قرر فجأة أن يرتبها وبالفعل أمسك بملابسه النظيفة وأخذ يطويها ويضعها بشكل مرتب داخل خزانة الملابس، أما المتسخة منها فكان يلقيها بعيدًا كي تسلك طريقها بعد انتهاءه من مهمته إلى حيث المكان المخصص لغسلها.

 

وبينما  كان يقوم "محمد" بالمهمتين فجأة التفت الشاب إلى الثياب الملقاه على الأرض، ورآها بشكل مختلف وقعت عينه على ألوانها المتابينة وأشكالها المتعددة  وتسائل فيما بينه وبين نفسه قائلًا: لماذا لا أحول تلك الملابس لباليتة ألوان، واحاول أن أرسم بها، حينها اخرج كافة الثياب المتبقية في خزانته وطرحها جميعًا أرضًا، وبدأ يرسم نفسه بها، المهمة استغرفت من 4 لـ 5 ساعات.

 

يقول: تفاجئت بالنتيجة ولكن كانت أمامي مهمة أكبر وهي تصوير الرسمة من مكان مرتفع كي تظهر تفاصيلها، وهنا قررت احضار "السيلف ستك" –عصا السيلفي-، ورفعت لأعلى وانبهرت بالنتيجة كما هو حال كل من شاهدها عبر صفحتي الخاصة عبر موقع التواصل الإجتماعي.

 

حالة الانبهار بعد رسمه بورتريه من قطع الملابس، دفعته لرسم واحدة تلو الأخرى إلى أن نبه أحدهم إلى أهمية رسم بورتريه لشخصية ذات صيت واسع، أخذ يفكر واستقر به الحال إلى أنه قرر رسم كوكب الشرق أم كلثوم، ثلاثة أيام أعتكف الشاب داخل غرفته، ودخل تحديًا مع نفسه محاولًا أن يبهر الجميع بها ايضًا عصف ذاته وتجارب خاضها بقطع الثياب تلك تارة وقطع أخرى تارة أخرى.

وعقب مرور الأيام الثلاثة كانت أم كلثوم حاضرة على أرضية منزل الشاب، حينما نشر نتاج عمله عبر السوشيال ميديا كانت المفاجأة بانتظاره، حيث يقول: شعرت بإنفجار وثورة حب وإعجاب وثناء بما قمت به، فكللوا ثمرة مجهود 3 أيام بعدما غمروني بكل هذا وجابت الرسمة مواقع التواصل الإجتماعي، وشعرت أن دفت حسابي تنقلب 360 درجة لصالح، فعدد المتابعين أخذ يتزايد أمام عيني بسرعة متناهية، كذلك الحال لمن سجلوا اعجابهم بالصورة فضلًا عمن تشاركوها فيما بينهم.

 

لم يتوقف "محمد" عند رسم أم كلثوم بقطع الملابس، ولكنه كرر الأمر مع عبد الحليم حافظ، والرئيس الراحل أنور السادات، والفنانة صباح.

يقول: بعد فترة بدأ من حولي أعينهم تأخذ على تلك الرسومات، وقل الانبهار، في الوقت نفسه كنت وصلت لمرحلة أنني أنظر للأشياء من حولي بصورة مختلفة، وبينما أنا أفكر كنت حينها أتسلي بأكل اللب فقررت رسم سعاد حسني به.

وتابع: ورسمت نجم كرة القدم محمد صلاح بالخضروات، و أحمد حلمي بالخبز وأديلي باليوستفندي، وأبلة فاهيتا بالمكسرات، وأم كلثوم بالذرة المشوي،  والأميرة ديانا بالخيط، وبيكاتشو بالموز.

 

لم يقف طموج الشاب وشارك في "عرب جوت تالنت"، وتمكن من أن يبهر الحضور والجمع بموهبته. 

 

وعن قصة مشاركته يقول الشاب عرض علي البعض  بالمشاركة في البرنامج إلا إنه أخبرهم أن الرسمة الواحدة تستغرق معه 3 أيام، فكيف سيرسمها في دقيقتين على الهواء، هنا اقترحوا عليه بأن يدرب نفسه خلال الـ 5 أشهر المتبقية على موسم البرنامج وإن استطاع الوصول للمدة فما المانع من المشاركة. 

 

يقول محمد: بالفعل أخذت أتدرب على رسم صباح بقطع الثياب بدأت بـ مدة بلغت 15 ساعة، وقبل قرب موسم عرض البرنامج كنت وصلت لانهائها في 15 دقيقة وشعرت حينها بالإحباط، كوني لم أصل لدقيقتين بعد كل هذا المجهود، لكني قررت أن أحاول للمرة الأخيرة. 

 

وتابع: بالفعل أنجزتها في مدة أقل وانبهر بي أحمد حلمي لافتًا إلى أنه لأول مرة يرى شخصًا يرسم بالملابس.

 

 

واختتم الشاب لافتًا أنه الآن يسعى لإكمال دراسته، مشيرًا أن كثير من شركات الإعلانات الكبرى انبهرت بأفكاره وكل شئ ولكن ترفضه لأنه ليس معه شهادة.

اعلان