أطباء حذَّروا من خطورتها
حفاضات الأطفال «المسرطنة».. مخاوف شعبية وتحركات برلمانية
بين حين لآخر، ينفجر الشارع المصري خوفًا عندما تصدر تحذيرات من بضائع وأطعمة ومشروبات فاسدة وأدوية وأدوات تجميل مغشوشة تُباع في الأسواق، وقد انضمت إلى هذه السلسلة "حفاضات أطفال"، تردَّد أنّها تحمل موادّ مسرطنة.
دراسة علمية حديثة أجرتها وكالة البيئة الفرنسية (ANSES)، عن المواد السامة المحتملة، توصلت إلى وجود مادة الغليفوسات القاتل في حفاضات الأطفال، ما جعل الحكومة الفرنسية تطالب المصنعين وتجار التجزئة التأكد من إزالة هذه المواد من الحفاضات.
ومع تحذير الوكالة الفرنسية من خطورة استخدام حفاضات الأطفال، سادت حالة من القلق بين المصريين، لا سيما بعدما حذر الدكتور أحمد أبو النصر عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" ، من وجود حفاضات مغشوشة في الأسواق، تسبب أضرارًا جسيمة للأطفال.
طلب إحاطة..الحفاضات كارثة
وبعد انتشار التحذيرات على مواقع التواصل من حفاضات الأطفال، تقدم النائب طارق متولي، نائب السويس وعضو لجنة الصناعة، بطلب إحاطة، موجه إلى وزيرة الصناعة والتجارة الداخلية الدكتورة نيفين جامع، حول الكشف مؤخرًا عن الحفاضات المغشوشة للأطفال.
وقال النائب متولي إنه انتشرت مؤخرًا حفاضات أطفال مغشوشة في الأسواق، يتم بيعها بأسعار زهيدة أو بنصف سعر الحفاضات العادية على الأقل، محذرا من خطورة الحفاضات المقلدة التي وصفها بـ"الكارثة" على صحة الأطفال، لاسيما أن مناعتهم ضعيفة، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض.
وأضاف في طلب الإحاطة، أنّ الحفاضات المغشوشة تمتلئ بالبكتيريا الضارة التي تخترق الجلد وتسبب التهابات وتسممًا في الدم، كما تتسلل عبر فتحة الشرج إلى الأمعاء، ومن ثم تتدهور حالة الطفل الصحية.
ونوه النائب بأن بعض الحفاضات المغشوشة يتم تعبئتها في أكياس مشابهة لأكياس الحفاضات الأصلية، ووضع ماركت وهمية عليها، وهو ما يتم في ورش غير معدة للتعامل مع منتجات خاصة بالأطفال، ولا اهتمام بقواعد النظافة، فضلا عن إضافة مواد صناعية ومعطرات، ما يزيد من أضرارها على الأطفال.
واستشهد طلب الإحاطة، بالدراسة التي أجرتها وكالة البيئة الفرنسية (ANSES)، وتوصلت إلى وجود مواد سامة في حفاضات الأطفال نتيجة وجود مادة الجليفوسات السامة.
وطالب النائب وزارتي التجارة الداخلية والتموين، بالتصدي لتسلل البضائع المقلدة والمغشوشة ومنع إنتاجها وانتشارها في البلاد، منوها إلى أن الغش التجاري يستنزف الاقتصاد المصري بشكل مخيف، ويهدر رؤوس أموال ضخمة ومستثمرة في السلع الأصلية.
كما طالب متولي الجهات المعنية، بعمل حملات تفتيش ورقابة على أماكن تصنيع وتعبئة وبيع حفاظات الأطفال، للتأكد من إزالة هذه المواد من الحفاضات.
مواد مسرطنة
وكان الدكتور أحمد أبو النصر، أخصائي النباتات الطبيعية، قد حذر من خطورة استخدام حفاضات الأطفال، مؤكدًا أن هناك حفاضات مغشوشة يتم تداوله في الأسواق، تمثل خطورة على صحة الأطفال.
وأوضح أبو النصر، أنّ مادة الجليفوسيت هي مبيد عشبي مسرطن، ويسبب مشاكل بغدة خصية الطفل المسؤلة عن صفاته الذكورية وغدة المبيض للطفلة المسئولة عن صفاتها الأنثوية، وكذلك الغدة الدرقية المسؤلة عن الذكاء والفهم .
وأضافأن الجليفوسيت يسبب للتوحد و مرض سلياك، والتصلب المتعدد والسمنة والربو الشعبى وحساسية الصدر .
وطالب أبو النصر، وزارة الصحة والشركات المنتجة للحفاضات برد رسمي عن اكتشاف وجود مادة الجليفوسيت السامة بحفاضات الأطفال، لافتا إلى أن الشركة المنتجة في فرنسا سحبت المنتج من السوق فورا، وتعهدت بتحليل كل عبوات الحفاضات للتأكد من خلوها من مادة الجليوفسيت.
دراسة..الحفاضات سامة
وبحسب الدراسة التي أجرتها الوكالة الفرنسية، فإن الأبحاث عثرت على مواد مثل :"بوتيل فينيل ميثيل بروبيونال"، المستخدمة في منتجات التجميل، وبعض الهيدروكربونات العطرية وكذلك الغليفوسات، والتي يشكل منها مخاطر محتملة.
وقد أصدر بوزرين ووزير البيئة فرانسوا دي روجي، ووزير المالية برونو لو ماير، بيانًا مشتركًا، دعوا فيه المصنعين وتجار التجزئة إلى اتخاذ تدابير في غضون 15 يوما للتخلص من هذه المواد السامة الموجودة في حفاضات الأطفال.
وكان وزير الصحة الفرنسي أغنيس بوزرين قد دعا، عبر حسابه على تويتر، الشركات إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتأكد من الحفاضات آمنة قدر الإمكان، مشيرا إلى أنه لا يوجد خطر فوري وخطير على الأطفال فيما يتعلق بالوضع الحالي، ولكن لا يمكن استبعاد المخاطر الصحية، ولابد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ووفقا لـ"رويترز"، فإنه من المقرر أن يتم التخلص التدريجي من الجليفوسيت في فرنسا في غضون ثلاث سنوات، على الرغم من إعفاء المزارعين من الحظر حيث لا يوجد بديل موثوق للمبيد.