أسلحة المواطنين في مواجهة كورونا..
«مصر العربية» يحقق في اختفاء المطهرات والكمامات بصيدليات الإسكندرية
اشتكى عدد كبير من المواطنين بالإسكندرية من أزمة كبيرة يشهدها سوق المطهرات ومواد التعقيم بالمدينة، مع اختفائها بشكل كامل من مختلف الصيدليات، أو تضاعف سعرها لما يقارب الـ50 بالمئة إن وجدت، مع تضاعف حالة القلق التي يعيشها العالم في ظل انتشار فيروس كورونا.
"الكحول الإيثيلي والكمامة والجونتي الطبي والجل المطهر"، أسلحة المواطنين في مواجهة الفيرس بات محرمة عليهم في عروس البحر، مع اختفائها بشكل كامل داخل الصيدليات ومحال بيع المستلزمات الطبية.
"مصر العربية" انتقلت إلى عدد من الصيدليات بوسط وشرق المدينة للتحقق من شكاوى المواطنين بشأن اختفائها، ورصدنا خلالها اختفاء ملحوظا في المطهرات وارتفاع سعرها بشكل كبير إن وجدت حيث ارتفع الكحول الإيثيلي بنحو 50 بالمئة والكمامات بنحو الثلاثة أضعاف.
البداية بإحدى الصيدليات التي تتبع السلاسل الشهيرة بمنطقة محطة الرمل، حيث أكد "ب ج"، أحد الأطباء العاملين بها، أن الأزمة بدأت منذ نحو أسبوع وتحديدا مع الإقبال الكبير من جانب المواطنين على شراء المطهرات والكمامات وخاصة الكحول الإيثيلي، مضيفا: "المعروض أكثر بكثير من المطلوب".
ويقول "أ م"، طبيب بصيدلية أرى بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية إن الكميات المعروضة تنفد سريعا وكلما تسلمنا طلبية من المورد تنفد قبل مرور الساعتين.
وعن سبب ارتفاع الأسعار أشار "م م"، طبيب يعمل في صيدلية بمنطقة العصافرة شرقي المدينة، إلى أن ذلك يعود إلى المورد الذي قام برفع الأسعار من تلقاء نفسه، وتضطر الصيدليات ببيعها بالسعر الجديد، لافتا إلى سعر الكمامة العادية تراوح ما بين 7 و10 جنيهات بدلاً من 2 و3 جنيهات، فيما تراوح سعر الكمامات الأعلى كفاءة بين 30 و50 جنيهًا في بعض المناطق، وكان لا يتجاوز الـ 20 جنيهًا قبل الأزمة.
ويرى "ح م"، طبيب بإحدى الصيدليات بمنطقة سيدي بشر، أن تسعير الكمامات لا يخضع لإشراف وزارة الصحة كما هو الحال في الأدوية، حيث يتم تصنيفها كمستلزمات طبية ويتم بيعها وفقا لقانون العرض والطلب.
في المقابل اشتكى عدد كبير من المواطنين من النقص الحاد في المستلزمات معتبرين أن الأمر استغلال غير مقبول من جانب الصيدليات والشركات المصنعة.
وطالبت رباب علي، مواطنة، بمحاسبة المسئولين عن اختفاء المطهرات من الصيدليات بشكل عاجل، باعتبارهم أغنياء حرب، يتربحون من آلام الناس وبحياتهم، مشيرة إلى أنها لم تجد الكحوال الإيثيلي أو الجل المطهر في أي صيدلية واضطرت لشرائه بأضعاف سعره عندما وجدته بعد 3 أيام من البحث".
واتهم محمود عبد السلام، مواطن، الصيدليات وخاصة السلاسل الشهيرة بتخزين المواد المطهرة والكمامات، بهدف رفع أسعارها مع اشتداد الأزمة مطالبا الحكومة بالتدخل لوقف التلاعب بحياه المواطنين.
وتوجه "مصر العربية" إلى الدكتور سمير صديق، عضو شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالإسكندرية، لسؤاله عن السبب وراء أزمة اختفاء المطهرات، حيث أكد أن الأزمة وراءها كبار التجار وأصحاب الشركات المصنعة، ويتحملها الصيادلة ظلما ولأنهم هم من في المواجهة مع المواطن".
وطالب "صديق"، الجهات الحكومية بالتدخل لضبط الأسعار بشكل عاجل لأننا في وضع استثنائي، ولا يمكن ترك البعض يتلاعب لتحقيق أعلى نسب ممكنة من الأرباح، على حد قوله.