إقرار الحجر على النفقة الخاصة.. القصة الكاملة لأزمة العائدين من الكويت
"مقطع فيديو لمصريين عائدين من الكويت يرفضون الخضوع للحجر الصحي"، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الاستياء والاستهجان الشديد بين مستخدمي "السوشيال ميديا"، معتبرين أنه تصرف غير مقبول بعد أن أعادتهم الدولة لأرض الوطن، ولكن هناك جانب آخر لم يظهره الفيديو.
ففي الوقت الذي استنكر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رفض العائدين من الخارج للخضوع للحجر الصحي، برر العائدون رفضهم بأن هناك إقرار يجب التوقيع عليه لدخولهم الحجر الصحي على نفقتهم الخاصة في فنادق بالقرب من المطار، وهو ما فتح باب آخر للجدل على "السوشيال ميديا".
في هذا السياق، أوضحت الحكومة أنّ إقرار خضوع العائدين من الخارج للحجر الصحي، هو من أجل حماية الـ 100 مليون مصري، وقالت إنّ هذا الإقرار إلزامي كشرط للعودة إلى البلاد، وبدون التوقيع عليه ستعتذر الحكومة عن نقلهم إلى مصر.
واتخذت وزارة الصحة والسكان إجراء جديدًا، يتمثل في إقرار إجباري يجب التوقيع عليه من قبل المصريين العالقين بالخارج، كشرط للعودة إلى البلاد، وهو ما كان وراء احتجاج البعض، نظرا لتحمل المسافر تكلفة الإقامة في الحجر الصحي لمدة 14 يوما على نفقته الخاصة.
متحدث الوزارء "تصرف غير مقبول"
من جانبه، وصف المستشار نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء، رفض المصريين العائدين من الكويت للخضوع للحجر الصحي، بأنه تصرف "غير مسؤول"، قائلا: "إجراء إخضاع العائدين من الخارج للحجر الصحي مش احنا اللي اخترعناه، كل الدول تفعل ذلك".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج على مسؤوليتي على قناة صدى البلد :"كل دول العالم أصبحت في حكم ووهان الصينية، لذا يجب أن يخضع جميع العائدين وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية لحجر إلزامي لمدة 14 يوم في المكان الذي تقرره وزارة الصحة".
الإقرار شرط للعودة
وأشار إلى أنّ القادمين من واشنطن ومن عدة دول أخرى، سيتم كشرط أساسي للصعود إلى الطائرة، الإمضاء على إقرار أنهم يقبلون الخضوع للحجر الصحي في المكان الذي تحدده وزارة الصحة لمدة 14 يوما، مؤكدا أنه بدون توقيع هذا الإقرار الإلزامي ستعتذر الدولة عن إمكانية نقلهم إلى مصر.
وتابع: "مثلما هو حق على الدولة أن تنقل رعاياها إلى مصر، حق البلد عليهم أيضا أن يلتزموا بالتعليمات، لأننا نريد أن ننقذ 100 مليون شخص، فليس من أجل 300 شخص نعرض حياة وصحة 100 مليون مصري للخطر".
وشدد على أن الإقرار إجراء جديد، يجب على كل مصري راغب في العودة إلى مصر توقيعه قبل الصعود إلى الطائرة، لافتا إلى أنه يتم إبلاغ الراغبين في العودة من باب الناحية القانونية، حتى لا يتكرر ما حدث من قبل.
الحجر على النفقة الخاصة
وأوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الحجر الصحي للعائدين من الخارج سيكون على نفقة العائد الخاصة، من حيث الإقامة بالفندق والمصاريف الشخصية من طعام وشراب، أما ما يستلزم من علاج ورعاية طبيبة ستتكفل به وزارة الصحة مجانا بدون أي مقابل.
وعن سبب تحمل العائد نفقة الإقامة بالحجر الصحي، قال سعد :" لما رجعنا المصريين في ووهان كان هذا على نفقة الحكومة لأن كان لهم ظروف خاصة جدا، وجميع الدول أجلت رعاياها من ووهان، لكن حالة الراغبين في العودة من الدول الأخرى الحالية، هي عودة طوعية، هم الذين طالبوا بذلك".
وتابع: "إلزامًا عليهم ما دامت الحكومة المصرية أخذت على عاقتها إرسال الطائرات الخاصة لعودتهم للبلاد، يجب عليهم أن يخضعوا للحجر الصحي على نفقتهم الخاصة".
تخفيضات كبيرة
وأكّد "المتحدث" أنّ الحكومة لن تترك العائدين من الخارج للفنادق، موضحا :" وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة السياحة حصلت على تخفيضات كبيرة جدا بالنسبة لفترة إقامة العائدين بالحجر في هذه الفنادق"، منوها إلى أنه ليس لديه معلومة بشأن الفنادق التي تم الاتفاق على الإقامة بالحجر الصحي فيها.
وأشار إلى أن مخاطبة العائدين من الكويت للالتزام بمنازلهم من أجل العزل الذاتي، وتم إقناعهم بأن هذا من أجل سلامتهم وسلامة أهلهم وذويهم، وأكد أن الفرق الطبية تقوم بالتواصل معهم للاطمئنان عليهمم، لافتا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات تجاه بعض القرى التي يشتبه في وجود حالات إصابة «قليلة» بين سكانها بفيروس كورونا.
جدل على السوشيال ميديا
نسرين رفعت، إحدى المسافرات، أوضحت أن سبب الاحتجاج هو إبلاغهم بالتوقيع على إقرار بدخول الحجر الصحي في فندق الماريوت على حساب المسافر، لافتة إلى أنه تم إبلاغهم بهذا القرار أثناء دخولهم المطار.
وعلقت رفعت، عبر منشور على "فيسبوك"، قائلة :"يعني إيه تاخدوا قرار مفاجيء وتحطوا الناس تحت الأمر الواقع، بعد ما حجزوا ووصلوا المطار، وليه اتحجز في الماريوت وادفع دم قلبي، ذنبنا إيه إن معندكوش مستشفيات تحجزوا الناس فيها".
وقال ملاذ الحكيم، أحد مستخدمي "فيسبوك": "مهم جدا نعرف إن المصريين اللي تم إجلاءهم من الكويت ورجعوا على طيارة مصر للطيران، ماكانوش معترضين على الحجر الصحي مطلقا.. بس الإعتراض كان على إن الحجر هيتم في فندق ماريوت أو مريديان على حساب الشخص اللي رجع .. يعني الحجر مش على حساب الدولة".
وأضاف: "ناس راحوا يشقوا ويتعبوا لأن معظمهم عُمّال وجايين مخروب بيتهم وتخلوا عن حياتهم العملية غصب عنهم وفي الآخر يتقالهم أقعدوا ف فندق ١٤ يوم على حسابكم.. والموضوع إجباري".
وتساءل الحكيم :"طيب مااتفقوش معاهم ليه قبل مايركبوا الطيارة؟! فرضا فيه مسافر ممعهوش يدفع ثمن ال١٤ ليلة، وضعه هيكون إيه؟! وليه وزارة الصحة ماوضحتش سبب اعتراض المسافرين وسابت الناس تبهدل في المسافرين من غير توضيح ".