الإفتاء تكتفي بالبث المباشر

قبل استطلاع هلاله.. تحذيرات من آيات محرفة تجيز إفطار رمضان

كتب: أحلام حسنين

فى: أخبار مصر

11:36 22 أبريل 2020

تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر رمضان الكريم، عقب صلاة المغرب اليوم الأربعاء، الموافق 29 من شهر شعبان لعام 1441 هجريا و22 إبريل 2020. 

 

وكانت دار الإفتاء قد قررت إلغاء احتفال رؤية هلال شهر رمضان المبارك لعام 1441، ضمن إجراءات الدولة بمنع التجمعات والمؤتمرات والاحتفالات، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19. 

 

 

وتكتفي دار الإفتاء هذا العام ببيان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، من مكتبه لإعلان هلال شهر رمضان الكريم، مع عمل بث مباشر على الصفحة الرسمية على "فيسبوك" لإعلان نتيجة الاستطلاع، مؤكدةً أنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن استطلاع الهلال وإعلان بداية الشهور.

 

وذكرت الإفتاء أنه يستحب عند رؤية الهلال ترديد دعاء رؤية الهلال الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو :"الله أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ".

 

حكم صيام رمضان

 

وفي سياق الحديث عن شهر رمضان الكريم، ورد سؤالٌ إلى دار الإفتاء المصرية، عن حكم صيام شهر رمضان، وذلك في ظل فتاوى البعض بجواز الفطر في رمضان خوفا من الإصابة بعدوى كورونا.

 

وردا على السؤال قال أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صيام شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، ومن أركان الإسلام الخمسة التي وردت بها الشريعة الإسلامية.

 

وأضاف ممدوح، خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيسوك": "قد يستغرب بعض الناس أن نجيب عن سؤال كهذا من الأمور البديهية، ولكن نحن التفتنا إلى هذا السؤال وأردنا أن نجيب عنه، لأن هناك بعض الناس  يريدون أن يستدلوا استدلال خاطئا ببعض آيات القرآن الكريم".

 

 

وأضاف: "هناك من يحرف آيات القرآن الكريم، ليستدل على  أن صيام شهر رمضان ليس واجبًا على المكلف القادر، ويستدلون بقوله تعالى "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين".

 

وتابع: "هذا استدلال خاطئ وتحريف لآيات القرآن الكريم، لأن هذه الآية لا تتحدث عن التخيير، بل تتكلم عن الذي يستطيع أن يصوم ولكن صيامه يؤديه مع مشقة وتعب شديد، فهناك فرق بين الإطاقة والوسع، الوسع القدرة على الأداء من غير مشقة، الإطاقة القدرة مع مشقة شديدة".

 

حسم جدل الإفطار 

 

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أكدت أن مجرد الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ليس مسوِّغًا للإفطار‬، وذلك بعد من فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أباح فيها الإفطار نتيجة الخوف من الوباء.

 

 

وقالت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالنسبة لصيام رمضان القادم:

 

1) من كان صحيحًا لم يصبه فيروس كورونا واستوفى شروط الصيام ولم يكن لديه عذر يمنعه من الصوم وجب عليه الصوم بل هو أولى لأن الصوم يقوي المناعة.

 

2) فيما يخص المصابين بالفيروس فإننا في هذه الحالة نسأل الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فإنه يجب عليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام.

 

3) أما الأطباء وطاقم التمريض الذين يواجهون فيروس "كورونا" يجوز لهم الفطر، إذا وقع عليهم ضرر والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة، ومن أفطر فعليه القضاء بعد تمام شفائه بإذن الله.

 

وفي سياق متصل، وجهت دار الإفتاء المصرية، رسالة لمن يحزن وينزعج من عدم أداء صلاة التروايح في رمضان القادم، وذلك بسبب غلق المساجد احترازًا من انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وقالت دار الإفتاء، : "لا تنزعجوا وصلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم؛ لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها"، منوهة أن المعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تمامًا.

 

فتوى الهلالي

 

كان الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال: إن صيام شهر رمضان لا علاقة له بالمناعة ولا السوائل، ولكن له علاقة بقدرة الإنسان على الصوم أو خوفه من الصوم، موضحًا: «هذا تعبير فقهي وليس تعبير مني».

 

 

وأضاف الهلالي، في مداخلة هاتفية مع برنامج «الحكاية» الذي يذاع على قناة «mbc مصر» لتوضيح الآراء الفقهية المختلفة عن صيام رمضان وسط وباء كورونا: "الله يقول (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) و(ما جعل الله عليكم في الدين من حرج).. وكل من يتكلم يتكلم من خلال ثقافته الدينية، فالإنسان يتكلم من خلال منظور نفسه وليس من منظور الآخرين".

 

وتابع: "الطب فيه تخصصات، وهناك طب نفسي في حال الفوبيا والخوف فالأمر يجب أن يترك للناس تسهيلا عليهم.. جمال هذا الدين أن جعل التكليف شخصاني، فالاستطاعة شرط لوجوب التكليف.. مجرد الخوف من المرض يجوز الفطر فخوف الإنسان من المرض يرفع عنه الفرض، وهذا في كل المذاهب عدا المالكية"، مضيفًا: «صحتي قبل ديني.. ديني يأمرني بذلك".

اعلان