بعد كثرة الشكاوى.. لغز "فقدان الشم" وروشتة العلاج
مئات من الشكاوى، على مواقع التواصل الاجتماعي، تدور معظمها حول فقدان حاستي الشم والتذوق، وسط حالة من القلق والفزع والخوف بأن تكون إحدى علامات الإصابة بفيروس كورونا، فما حقيقة الأمر؟.
منذ انتشار فيروس كورونا المستجد أجريت العديد من الدراسات حول الأعراض المصاحبة للفيروس، ونظرا لكون الفيروس جديد فمن حين لآخر تتوصل الدراسات إلى أعراض جديدة ظهرت على المصابين، كان إحداها فقدان حاستي الشم والتذوق حتى سجلتها منظمة الصحة العالمية ضمن الأعراض الرئيسية لكوفيد 19.
ولكن هل كل من فقد حاستي الشم والتذوق أصابه فيروس كورونا؟، سؤال بات مطروحا بشدة في الآونة الأخيرة، إذ فجأة باتت هناك آلاف الرسائل والشكاوى من فقدان الشم والتذوق، ما يصيب أصحابها بالهلع، ويهرع الكثير منهم إلى معامل التحاليل والمستشفيات لإجراء التحاليل التي تكشف إصابته بكورونا من عدمه؟.
هل فقدان الشم عرضا لكورونا؟
يقول الدكتور عصام المغازي استشاري أمراض الصدر، إن فقدان حاسة الشم والتذوق أحد أعراض فيروس كورونا، ولكنه ليس من الأعراض القطعية التي يتم التشخيص بها، كما أنها عرض لأمراض أخرى كثيرة تصيب الجهاز التنفسي وحساسية الأنف وغيرها من فيروسات الأنفلونزا وليس الكورونا وحده.
وأضاف المغازي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هبة جلال ببرنامج التاسعة المذاع عبر الفضائية الأولى المصرية، أنه ليس شرطا أن يكون كل من فقد الشم والتذوق مصابا بكورونا، فهناك أعراض أكثر أهمية مثل ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس.
في السياق نفسه قال الدكتور آدم محمد، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، إن هناك حالة رعب كبير بين المواطنين بسبب فقدان الشم والتذوق، مؤكدا أنه ليس كل من فقد الشم والتذوق مصابا بكورونا.
وأوضح استشاري الأنف والأذن، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج الحكاية المذاع على قناة mbc مصر، أن فقد حاسة الشم والتذوق قد يكون نتيجة إصابة فيروسية أخرى ليس لها علاقة بكورونا.
ونوه إلى أن فقدان الشم والتذوق قد يكون مؤشرا على الإصابة بكورونا، ولكن لابد أن يكون مصاحبا له أعراض أخرى، مشددا على ضرورة استخدام "الكمامة" للوقاية.
فيروسات أخرى
ومن جانبه قال الدكتور أحمد الشريف، إنه وصلته الكثير من الرسائل عن فقدان الشم والتذوق، مناشدا المواطنين بعدم الخوف والقلق، وألا يجعلوا الأوهام تسيطر عليهم.
وأكد الشريف، خلال مقطع فيديو على صفحته على فيس بوك، أن فقدان الشم والتذوق ليس عرضا مؤكد للإصابة بفيروس كورونا، بل هو أحد الأعراض التي سجلتها منظمة الصحة العالمية، ولكنه وحده لا يكفي للتشخيص، لأن هذا العرض يحدث مع كل فيروسات الأنفلونزا، والفيروسات الأخرى وأمراض كثيرة مثل حساسية الأنف.
ولفت إلى أنه خلال موسم حبوب اللقاح يتعرض الكثير من مرضى حساسية الصدر إلى فقدان الشم والتذوق نتيجة لحساسية الأنف والأغشية المغاطية، التي يتسبب فيها حبوب اللقاح.
متى تذهب للمستشفى ؟
وطالب الدكتور أحمد الشريف المواطنين الذين يتعرضون لفقدان الشم والتذوق أو غيرها من الأعراض التي تظهر بداية لفيروس كورونا، مثل ارتفاع درجة الحرارة والكحة، في حالة ظهور عرض واحد فقط، بعدم التسرع والذهاب للعيادات والمستشفيات، قائلا "هنعالجكم أون لاين، لا تذهب للمستشفى أو العيادة إلا لو الأمر جلل".
وأضاف أن هناك أعراضا كثيرة تصاحب فيروس كورونا، وهناك بعض الحالات التي تصاب بالكورونا دون ظهور أعراض، مشيرا إلى أن الفيروس مستجد ولا تزال سلوكياته غير مؤكدة ولكنها تخضع لدراسات عديدة.
ونوه إلى أن أكثر الأعراض التي تدل على الإصابة بفيروس كورونا الحمى وضيق التنفس، ولكن حتى ارتفاع درجة الحرارة وحده ليس دليلا مؤكدا على كورونا، فلابد أن تصاحبه أعراض أخرى مثل الكحة وضيق التنفس والتهاب الحلق، والتهاب الرئة.
وأشار إلى أنه ليس شرطا أن تجتمع كل الأعراض حتى تؤكد الإصابة بكورونا، فقد يجتمع بعض الأعراض، وهنا لابد من إجراء التحاليل والمسحة للتأكد.
إحدى سلالات كورونا
وفي المقابل قال الدكتور حسن عزت الشرقاوي، إن فقدان حاسة الشم والتذوق المنتشرة في الآونة الأخيرة هي إحدى سلالات كورونا الضعيفة، لافتا إلى أن عدة أبحاث من دول مختلفة توصلت إلى أن الكورونا المصحوبة بفقدان الشم والتذوق في أغلب الحالات تكون ضعيفة للغاية.
وأشار الشرقاوي، خلال منشور له عبر موقع فيس بوك، إن فيروس كورونا يشمل ما يزيد عن ٢٠ سلالة أضعفهم التى تعرض لفقدان حاسة الشم والتذوق وتكسير الجسم واضطرابات الجهاز الهضمى، وفى بعض الحالات إسهال لمدة يوم أو يومين، مع صداع.
روشتة علاج
وقدم الدكتور حسن عزت الشرقاوي روشتة علاج لمن يفقد حاسة الشم والتذوق، وعلى رأسها تقوية المناعة بفيامين سي وفيتامين د وزنك، إلى جانب شرب سوائل وماء بكثرة واستمرار.
وأكد الشرقاوي، أنه يعرف الكثير ممن تعرضوا لفقدان الشم والتذوق وتجاوزوا الأزمة بسلام خلال أسبوع، وعادت إليهم الحاسة، داعيا المواطنين لعدم الخوف والقلق.
وأوصى الشرقاوي، بتناول القرنفل والزنجبيل وزيت حبة البركة الطبيعي، والليمون والكيوي، والجوافة والفلفل الرومي البارد والحار، والإكثار من تناول الفواكه والخضار والسلطة.
كما أوصى بالمحافظة على قسط واف من النوم لا يقل عن 8 ساعات في اليوم، مع كثرة الغرغرة بالماء الدافء والملح، واستخدام بخاخة الأنف صباحا ومساء.