اتهامات بعدم الانتظام..
«نقابة أسيوط» ترد على رئيس الحكومة: هذا واقع الأطباء في مصر
تسود حالة من الغضب بين الأطباء بسبب حديث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن عدم انتظام بعض الأطباء في عملهم ما نتج عنه الإضرار بسلامة وصحة المواطنين، معتبرين أن هذه التصريحات تؤجج غضب المواطنين ضد الأطباء وتزيد من حالات الاعتداء عليهم.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي قد وجَّه الشكر لجميع الأطقم الطبية الذين يبذلون جهدًا هائلًا واستثنائيًا في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الإدارية كافة للتعامل مع ما شهدته بعض المستشفيات من تغيب للأطقم الطبية العاملة بها، وعدم انتظامهم في أداء أعمالهم، وهو ما نتج عنه الإضرار بسلامة وصحة المواطنين.
وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء، أصدرت نقابة أطباء أسيوط بيانا صحفيا، أعربت فيه عن أسفها لتصريحات وزيرة الصحة والدكتور مصطفى مدبولي، ووصفتهما بـ"غير موفقين".
وقالت النقابة، في بيانها :"استمعنا مؤخرا آسفين لتصريحين غير موفقين للسيدة وزيرة الصحة والسيد رئيس الوزراء، الأول (لسيادة الوزيرة) عن نسبة إشغال مستشفيات العزل، وأن الأماكن متوفرة بهذه المستشفيات (على خلاف الحقيقة فى كثير من الأماكن)، مما يعطى انطباعا للمواطنين أن الأطباء يرفضون دخولهم لهذه المستشفيات دون وجه حق، وبالطبع سينتج عن هذا التصريح زيادة فى حالات الاعتداء على الأطباء".
وأضاف البيان: "كان الأجدر يا سيادة الوزيرة أن تنشر الوزارة على موقعها متوسط نسب الإشغال بالمستشفيات المختلفة، فبعضها كما تعلمين سيادتكم، لا يخلو فيها سرير مريض إلا ليستقبل مريضا آخر".
واستطرد البيان: "التصريح الثانى لسيادة رئيس الوزراء عن أسباب زيادة أعداد المصابين والوفيات، وقد عزاه سيادته لتغيب بعض الأطباء ببعض المحافظات، والحقيقة أن تفشى الوباء لا يمكن ربطه بحال من الأحوال بتغيب الأطباء، ولكن يمكن ربطه بمنتهى الأريحية ببعض القرارات الحكومية (التى أدت لتكدس المواطنين فى البنوك ووسائل المواصلات العامة على سبيل المثال)، وبسلوكيات بعض المواطنين، وبظروف توفر الواقيات والمستلزمات الطبية".
وتابع : "أما عن الوفيات، فقد يتسبب بها بالفعل نقص الأطباء، او حتى تغيبهم، ولكن هل تساءل السيد رئيس الوزراء عن أسباب النقص؟، لقد نادينا مرارا وتكرارا بتحسين ظروف عمل الأطباء حتى لا تخلو منهم البلد؟ ألم نحذر كثيرا من تفشى الاعتداء على الأطباء بالمستشفيات؟ وطالبنا بتشريع لتغليظ عقوبة المعتدين؟".
وأضاف: "ألم نطالب منذ سنوات بقانون المسئولية الطبية الذى يحمى الأطباء من جحافل الافتراء والجهل ومافيا التعويضات، ويوقف مهزلة عمل الأطباء تحت تهديد الحبس فى أى لحظة، وهى العقوبة التى تنفرد بها مصر دون سائر العالم، أوله وثالثه؟".
وواصلت: "ألم نحذر كثيرا من طوفان الاستقالات والسفر بحثا عن حياة كريمة فرارا من بلد لا تعطى الطبيب راتبا يكفى انتقاله من وإلى محل عمله فى بعض الأحيان؟، ألم نصرخ مرارا وتكرارا بسبب قلة ما تخصصه الحكومة للصرف على المستلزمات والأجهزة الطبية".
ولفتت نقابة أطباء أسيوط إلى أن كثيرا ما طالب الأطباء على مدى سنوات طويلة برفع نسبة الصرف على الصحة إلى النسبة التى حددها الدستور، ولا تلتزم بها الحكومة، وفقا للبيان الصادر عنها.
واستطردت النقابة: "لقد قدم الأطباء منذ بداية الجائحة عشرات الشهداء وآلاف المصابين لمنظومة صحية متهالكة، ولا يزالون، رغم علمهم بكل مثالب المنظومة التى لا يأملون إصلاحها طالما لا تضعها الحكومة كأولوية".
واختتمت النقابة بيانها قائلة :"كم مليارا من الجنيهات صرفت مباشرة على الصحة من المائة مليار التى أعلن عنها سيادة الرئيس فى بداية الجائحة؟، ربما لو علمنا هذا الرقم فهمنا سبب زيادة عدد الحالات الجديدة والوفيات".
وفي السياق نفسه تساءلت النقابة العامة لأطباء مصر، عن كيفية التعامل مع شهداء الجيش الأبيض والأجهزة الطبية المعاونة، الذين سقطوا وهم يواجهون على الخطوط الأمامية وباء كورونا الشرس، مخاطرين بحياتهم دفاعا عن حياة مئات الضحايا الذين يسقطون يوميا ؟.
وأضافت النقابة، عبر صفحتها على فيس بوك، أن هذا التساؤل بحاجة إلى إجابة واضحة غير ملتبسة، مشيرة إلى أن هؤلاء الشهداء أغلبهم من الشباب الذين تركوا وراءهم أسرا و أبناء، من حقهم علينا جميعا أن يعيشوا بكرامة، وأن يشعروا أن هذه التضحيات مقدرة من المجتمع، والدولة بكل أجهزتها، ومن جهات عملهم والنقابات التي ينتمي إليها هؤلاء الأبطال.
وكان مجلس نقابة أطباء مصر، قد أعرب عن رفضه لما صرح به رئيس الوزراء بأن عدم انتظام بعض الأطباء كان سببًا في ازدياد عدد الوفيات، متجاهلاً الأسباب الحقيقية من عجز الإمكانيات وقلة المستلزمات الطبية والعجز الشديد في أسرة الرعاية المركزة، وفقا لما ورد في بيان نقابة الأطباء.
وطالبت نقابة الأطباء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بالاعتذار والتراجع عن هذه التصريحات منعاً لحالة الفتنة، مطالبة إياه بمراجعة كشوف وفيات الأطباء منذ بداية أزمة كورونا، مشيرة إلى أن عدد شهداء الأطباء وصل إلى قرابة المئة طبيب وطبيبة والإصابات إلى أكثر من ثلاث آلاف مصاب.