دويتشه فيله: «صرخة المصريات».. نقطة تحول ضد التحرش الجنسي
"لم يردن الصمت.. طالبات من الجامعة الأمريكية بالقاهرة يتهمن على إنستجرام زميلًا لهن بالاغتصاب والتحرش الجنسي.. مصر تشهد حركة "مي تو" #meToo جديدة".
هكذا استهلّت إذاعة دويتشه فيله الألمانية تقريرًا بعنوان: "العنف الجنسي وصرخة المصريات".
وانتشرت حركة "مي تو" كهاشتاج مؤلف من كلمتين بصورة كبيرة وواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم خلال أكتوبر2017، لإدانة واستنكار الاعتداء والتحرش الجنسي وذلك على خلفية فضيحة هارفي واينستين الجنسية التي تفجرت عقب اتهامات الاغتصاب والتحرش التي وجهتها عشرات النساء لمنتج أفلام هوليوود البارز هارفي واينستين
ويوم السبت الماضي، اعتقلت الشرطة أحمد بسام زكي، 21 عامًا، وعليه الآن مواجهة سيل من الاتهامات الخطيرة.
وبحسب التقرير، بدأت القضية عبر صفحة على إنستجرام باللغة العربية باسم "الشرطة والعنف الجنسي"، أبلغت من خلالها 93 امرأة وفتاة عن واقعات اعتداء جنسي.
وتسببت اتهامات الفتيات والنساء التفصيلية والصادمة في ضجة كبيرة في مصر.
ونقلت دويتشه فيله تصريحًا لمحامية إحدى الفتيات المتحرش بهن، نهاد أبو القمصان، حيث قالت إن متحرش الجامعة الامريكية أساء التقدير، حيث بدا الطالب، الذي قام لأكثر من عامين بالتحرش الجنسي أو اغتصاب زميلاته طالبات الجامعة الأمريكية في القاهرة، واثقا من نفسه، معتقدًا أن الفتيات لن يجرؤن على الإبلاغ عنه أو التصرف ضده، وحاول تخويفهن بنفوذ وهمي لعائلته.
وأضافت دويتشه فيله: "يوم الثلاثاء، تلقى المجلس القومي للمرأة في مصر أكثر من 400 شكوى ضد الطالب، وقال إنه يشجع الفتيات الآخريات المتضررات على الشهادة ".
واستطردت: "هذه هي الطريقة الوحيدة لمعاقبة هذا الشاب المتحرش بموجب القانون، ولا سيما أن طالب الجامعة الأمريكية متهم باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا".
بالإضافة إلى ذلك، أفادت فتيات أخريات أن الشاب هددهن بنشر صورًا مزيفة لهن عبر الإنترنت تظهرهن في مواضع مخلة.
وأشارت الإذاعة الألمانية إلى إعلان المذيعة التلفزيونية الشهيرة، رضوى الشربيني، تضامنها مع الفتيات الضحايا على تويتر، وإلى ما دعت إليه الفنانة المصرية، رانيا يوسف، بضرورة إصدار قانون يمنع التحرشات الجنسية بأنواعها كافة، بما في ذلك التي على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستدرك التقرير: "عانت المرأة المصرية لفترة طويلة من التحرش الجنسي بمختلف أنواعه".
ونقلت دويتشه فيله عن الناشطة في مجال حقوق المرأة، رولا خليل، قولها: "نحن نعيش في مجتمع يهاجم النساء دائمًا".
بينما قالت العالمة السياسية الألمانية المصرية وخبيرة حقوق المرأة، هدى صلاح، للإذاعة الألمانية إن مصر تشهد الآن نقطة تحول.
ورأت هدى صلاح، أستاذة الجامعة الحرة في برلين أن التحرش الجنسي يحدث في جميع الطبقات الاجتماعية ولا يقتصر فقط حدوثه على الطبقات الدنيا.
وأضافت: "من الناحية النظرية، فإن حقوق المرأة محمية بشكل جيد في الدستور المصري، ولكن هناك فجوة كبيرة بين المتطلبات القانونية والواقع اليومي".
وتابعت: "ترسل السلطات المصرية إشارات متضاربة، فمن ناحية، تسن الدولة قوانين جيدة وتشير إلى أنها لن تقبل ثقافة التحرش، ومن ناحية أخرى، تتجاهل الوصاية على المرأة المنتشرة في المجتمع المصري".
ومع ذلك، وفقًا للتقرير، يظهر سلوك الفتيات النساء المتضررات من التحرش الجنسي والمغتصبات أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرًا جذريًا لصالح المرأة.
كما أن الجيل الجديد من الناشطات في مجال حقوق المرأة في مصر أكثر شجاعة من أسلافهن، بحسب دويتشه فيله.