
فيديو| ادخار الذهب.. كارثة أم ملاذ آمن وطريق سريع للثراء؟

يحتل الذهب مكانة كبيرة ضمن الأوعية الإدخارية، فالمعدن النفيس هو أفضل طريقة للإدخار وحفظ المال على مر الزمان، بحسب خبراء الاقتصاد، فيما يصفه المستثمرون بالملاذ الآمن.
تتعدد طرق ادخار الذهب، ولعل أبرزها، شراء سبائك الذهب الخام - العملات الذهبية - شهادات إيداع الذهب بالبنوك، شراء الذهب الورقي من البنك المركزي.
ويعتبر شراء الذهب عيار 21 هو أفضل الطرق الشعبية للادخار حيث إن عيار 24 مصنعيته غالية جدا وعيار 18 يضاف إليه نحاس ما يعني أنه ليس ذهبا صافيا.
وعادة ما تتجه الطبقة المتوسطة والأغنياء إلى ادخار الذهب، فهو الطريق السريع للثراء، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحيط بالبلاد.
بيد أن البعض يعتبر هوس شراء الذهب للادخار أو الاستثمار فيه كارثة كبيرة، إذ إن تحول رؤس الأموال إلى المعدن النفيس، سؤدي بالأحرى إلى تقلص ضخ الأموال في المشروعات الاستثمارية، ما سيؤدي حتما إلى ارتفاع معدلات البطالة في ظل أزمة اقتصادية تلوح في الأفق.
ويقول أحمد جمال المحلل الاقتصادي، إن الاضطرابات التي تمر بها اقتصادات العالم، نتجت عنها زيادة الاستثمار في المعدن الأصفر، عبر شراء السبائك وشهادات إيداع الذهب، خاصة أنه يعد من الأصول القادرة على الاحتفاظ بقيمتها على المدى الطويل والحماية من التضخم وتقلبات الأسواق بعيدة المدى.
لكن الكاتب الصحفي سيد علي، أشار في إحدى مقالاته بجريدة الأهرام القومية إلى أن ادخار الذهب يمكن أن يتحول إلى كارثة، على نطاق واسع وعادة ما يكون على حساب الصناعة والمشروعات الأخرى بما يؤدي للانكماش وزيادة أعداد البطالة؛ مما يفاقم من أَي حلول للكارثة الاقتصادية العالمية.
وعادة ما يؤثر الدولار على الذهب، لأنه يخفف من حدة جاذبية المعدن كأصل بديل ويجعل السلع المسعرة بالدولار أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
غير أنه منذ مطلع العام الحالي يرتفع كلاهما جنبا إلى جنب مع تراجع قيمة الأصول الأخرى، وهو ما يعيد للأذهان ما حدث عام 2009 إبان الأزمة المالية العالمية، حيث ارتفعت أسعار الذهب خلال ذلك العام نحو 16 %، فيما ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية نحو 12%، وفقا لسيد علي.
ولم يرتفع الذهب والدولار معًا سوى 5 مرات خلال العقد الماضي ومطلع الجاري وبالتحديد في أعوام 2001 و2005 و2008 و2010 و2011.
طرق ادخار الذهب
شراء السبائك الذهبية
يمكن ادخار الذهب على هيئة سبائك ذهبية، وعادة ما تصنع تلك السبائك من عيار 24 وهو ما يصنع منه أيضا المصوغات والمشغولات الذهبية، إذا ما الفرق بينهما وأيهما تختار؟
سبائك الذهب الخام، مصنوعة من عيار 24 هي أفضل وسيلة للادخار على الإطلاق، بسبب قلة مصنعيتها، فهي عبارة عن قالب لا يصلح للزينة.
أما المشغولات الذهبية عيار 24 فمصنعيتها غالية جدا عند الشراء، وعند البيع تفقد مصنعيتها أو ربما تقل فقط.
الذهب الورقي من أفضل الطرق لادخار الذهب، وهو عبارة شراء حصص محددة النسبة من الذهب على أساس عدد وحجم الأونصات، ويتم شرائه عبر البنك المركزي.
العملات الذهبية، هي طريق سهل لأقتناء الذهب وادخاره ويمكن شراؤها من البنك المركزي، وتزيد قيمة العملات الفنية النادرة عن سعر الجنيه الذهب، لكن الأشخاص الذين سيقبلون على شراء العملات النادرة هم فقط المولعون باقتنائها.
يتجه غالبية المواطنين إلى ادخار الذهب على هيئة شهادات إيداع بالبنوك، وهي بديل عن شراء الذهب الفعلي وتمنح مالكيها حق تداول الذهب بالبيع أو الشراء بالسعر اليومي للمعدن الأصفر، ويمكن استبدالها بسبائك ذهبية أو قيمتها النقدية.
أفضل أنواع المشغولات الذهبية للادخار
خبراء الاقتصاد عادة ما يرشحون شراء المشغولات الذهبية عيار 21 طالما كان الهدف هو الادخار، حيث إن مصنعيته غير غالية جدا كمصنعية عيار 24 وهو ذهب صافٍ لا يخالطه نحاس مثل عيار 18.
أفضل وقت للشراء وأفضل وقت للبيع
خبراء الاقتصاد، يرشحون الوقت المناسب لاقتناء الذهب بهدف الادخار، وهو وقت الأزمات الاقتصادية، والوقت المناسب أيضا لبيعه، وهو وقت حدوث رخاء، مؤكدين أن المعدن الأصفر يرتفع كلما انخفض الدولار ويستقر حال صعود أسعار العملة الخضراء.
يقول المهندس رفيق العباسي، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن السبب في ارتفاع أسعار الذهب يرجع لأنها بأنها ترتبط بشكل عكسي مع الاقتصاد، حيث إنه في حالات الانهيار الاقتصادي العالمي وهو المتوقع حدوثه في القريب العاجل بسبب أزمة فيروس كورونا فإن الحكومات والمؤسسات المالية الضخمة تبيع السندات والنقد وتلجأ للملاذ الآمن وهو الذهب.
وقال العباسي في تصريحات تليفزيونية صباح اليوم الثلاثاء، إن أسعار الذهب ترتفع نتيجة الإقبال الشديد على الشراء وقلة المعروض بالنسبة للطلب يرتفع السعر، مشيرًا إلى أنه من المتوقع دخول العالم في أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما يعني ارتفاع أسعار الذهب.
وأضاف رئيس شعبة الذهب أنه في حالة استقرار الاقتصاد العالمي أو تحسنه فإن الذهب يعتبر أداة لحفظ القيمة ولكنه لا يدر دخلًا.
وتابع: "كل اللي اشترى ذهب هيبتدي يبيعه عشان يبتدي تاني يشتري أسهم وسندات وتبدأ المصانع في العمل، ونتيجة حركة البيع الكثيرة التي ستحدث بعد تحسن الاقتصاد أما أن يستقر سعر الذهب أو ينخفض قليلًا، لكن في المجمل فإن سعر الذهب مثله مثل أي سلعة أخرى يرتفع في وقت الأزمات الاقتصادية ووقت الرخاء يبدأ سعره في الاستقرار".
وعالميا، قلص الذهب مكاسبه اليوم الثلاثاء بعد صعود قياسي في حين عوض الدولار جزءا من خسائره إلا أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين والمراهنة على تأكيد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على سياسات ميسرة دعم إغراء الذهب كملاذ آمن، وفقا لرويترز.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1943.14 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0507 بتوقيت جرينتش ولكن دون ذروة عند 1980.57 دولار للأوقية، ويرجع الهبوط إلى مبيعات لجني الأرباح.
وزاد الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.2 بالمئة إلى 1934.90 دولار.
كما قلصت الفضة مكاسبها وارتفعت 0.7 بالمئة بعد أن زادت بما يصل إلى 6.4 بالمئة إلى 26.19 دولار للأوقية.
وقال مايكل مكارثي من سي.إم.سي ماركتس ”قد يؤدي تحول طفيف في اتجاه الدولار لتخارج من كونوا مراكز دائنة ويشعرون بقلق ولكن ما من تغيير في العوامل الأساسية“.
وتابع ”حدثت زيادة حادة على مدار ثماني جلسات من 1800 دولار صعودا إلى 1980 دولارا ومثل هذا الصعود في أي سوق في فترة قصيرة كتلك يجعله معرضا للهبوط“.
وارتفع مؤشر الدولار من أقل مستوى في عامين مع ترقب السوق إقرار حزمة إنقاذ مالي جديدة.
وفقد البلاتين 1.5 بالمئة إلى 931.32 دولار وخسر البلاديوم 2.2 بالمئة إلى 2263.84 دولار.