85 ألف سائح فى شهر ونصف.. هل تعافت السياحة المصرية من كورونا؟
قدرت أعداد السائحين القادمين إلى مصر في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ منذ بداية استئناف الحركة الخارجية، أوائل شهر يوليو الماضي، بأكثر من 85 ألف سائح خلال شهر ونصف، وهو مؤشر على تفاعى السياحة المصرية بعد أزمة فيروس كورونا المستجد الذى اجتاح العالم خلال الشهور الماضية.
وكانت وزارة السياحة والآثار، قد قررت عودة السياحة الداخلية منتصف يونيو الماضى بنسبة إشغال 25%، ثم 50%، ثم فتح المطاعم السياحية في 3 محافظات فقط، هي جنوب سيناء ومطروح والبحر الأحمر لكونهم أقل المحافظات التى سجلت أقل نسب إصابة بفيروس كورونا المستجد، كما سمحت الوزارة بإعادة فتح السياحة الخارجية اعتبارا من الأربعاء 1 يوليو بنسبة 50% فى المحافظات سالفة الذكر.
وحطت فى الأول من يوليو الماضى، أول رحلة طيران خارجي قادمة من أوكرانيا، على متنها 167 سائحًا أجنبيًّا، بعد أكثر من 100 يوم من توقف حركة الطيران بين الدول بسبب فيروس كورونا المستجد.
وجرى استقبال السياح الأجانب فى مدينة الغردقة بالمزمار البلدي والتنورة ترحيبًا بهم، الأمر الذى ساهم فى إدخال البهجة على ضيوف مصر معبرين عن شكرهم للمسئولين على حفاوة الاستقبال.
وتم تطبيق الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء فور وصول الركاب لمطار الغردقة، حيث تم تعقيم الركاب فور وصولهم وتعقيم حقائبهم وتعقيم الطائرة، وكذلك تم نقل أعداد صغيرة منهم لصالات الوصول داخل الأتوبيسات، وكذلك قامت إدارة المطار بتوجيههم للحفاظ علي المسافات بينهم البعض، وقام الركاب بالمرور علي الكاميرات الحرارية التي تقيس تلقائيا درجة الحرارة بمجرد المرور من أمامها.
من جانبه، أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر وعضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، أن الوقت أصبح مناسبا لزيادة نسب التشغيل بالفنادق من 50% الى 75% في ظل انحسار موجة كورونا السلبية بدرجة كبيرة في مصر ونجاح تجربة الإشغالات بنسبة 50% التي قررتها الدولة.
وأشار عبداللطيف، إلى أن نسب السياحة الوافدة لمصر بدأت في التحسن التدريجي بشكل ملحوظ مؤخرًا، ومن المنتظر أن تعود السياحة الأوروبية والأجنبية بشكل عام بنسب أكبر مع بداية شهر أكتوبر المقبل في ظل تراجع معدلات الإصابات بفيروس كورونا داخل البلاد.
وشدد رئيس جمعية المسافرين للسياحة، على ضرورة وضع برامج سياحية جديدة تناسب احتياجات السائح الأجنبي بعد أزمة كورونا من سياحة شاطئية واستشفائية وروحانية.
وأوضح أن الإجراءات الاحترازية التى قامت بها الفنادق من تعقيم وتطهير وتباعد داخل المنشآت الفندقية حققت نجاحا كبيرا في ظل الضوابط التي وضعتها الدولة، لافتا إلى أن مدنًا مثل شرم الشيخ والغردقة بالبحر الأحمر أصبحتا خالية من كورونا.
وعن السياحة الداخلية، قال عبد اللطيف، إننا حاليا في مصر نشهد نشاطاً في موسم السياحة الداخلية نتيجة للموسم الصيفي والإجازات الدراسية والكثيرين يرغبون في قضاء إجازاتهم في المنتجعات السياحية المصرية، وهناك طلب كبير على الحجوزات في الفنادق، خاصة في ظل تأخير بداية العام الدراسي الجديد إلى 17 أكتوبر.
وشدد على ضرورة الإسراع في منح المنشآت الفندقية المستوفية للاشتراطات المتعلقة باستقبال النزلاء مع الالتزام بضوابط وتعليمات الصحة في مواجهة فيروس كورونا التصاريح اللازمة لبدء النشاط.
رغم التحسن المشهود فى السياحة إلا أن صندوق النقد الدولي توقع في آخر تقاريره، أن تتجاوز خسائر مصر من إيرادات السياحة 2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام جراء قيود السفر التي فرضتها الدول لمواجهة وباء فيروس كورونا "كوفيد-19".
واستند هذا التوقع على دراسة أجرتها منظمة السياحة العالمية، تفترض الدراسة أن جميع قيود السفر سيتم رفعها بشكل تدريجي بدءًا من سبتمبر المقبل، وحتى مع تخفيف القيود، ستنخفض إيرادات قطاع السياحة بنسبة 73% في العام الحالي عن مستوياتها التي حققتها في 2019.
وتوقع التقرير أن تتركز خسائر السياحة التي سببتها الجائحة بين كبار مصدري السياحة مثل كوستاريكا ومصر واليونان والمغرب ونيوزيلندا والبرتغال وإسبانيا وسريلانكا وتايلاند وتركيا.
وسجلت عوائد السياحة في مصر انخفاضًا بنسبة 11.2% على أساس سنوي خلال الربع الأول، لتسجل أدنى مستوى فصلى خلال العامين الماضيين، وفق ما أظهرته بيانات البنك المركزي المصري الشهر الماضي.
وقد لا يشهد القطاع تعافيا سريعا العام المقبل، ولكن من يدري! ذكر صندوق النقد نقلا عن مسح أجرته منظمة السياحة العالمية، أنه رغم ارتفاع درجة عدم اليقين، قد تستمر الآثار على قطاع السياحة إلى حد ما خلال عام 2021 وما بعده.
وتوقع 40% من المشاركين في المسح أن يبدأ الطلب على السياحة الدولية في التعافي فقط في عام 2021.
فى السياق ذاته، تراجعت صافي أرباح الشركة القابضة للسياحة والفنادق بنسبة 56% لتسجل نحو 350 مليون جنيه، مقابل 795.3 مليون جنيه، خلال العام المالي قبل الماضي، بإجمالي إيرادات 3.2 مليار جنيه
ويتبع الشركة القابضة 7 شركات، هي الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "ايجوث"، شركة مصر للفنادق، وشركة مصر للسياحة، وشركة الصوت والضوء والتنمية السياحية، وشركة المعمورة للإسكان والتنمية السياحية، و شركة بيوت الأزياء الراقية (هانو- بنزايون)، و شركة صيدناوي وبيع المصنوعات.
وقالت ميرفت حطبة رئيس الشركة القابطة للسياحة، إن تحسن أداء الشركات خلال العام المالي الجديد، مرهون بعودة السياحة مرة أخرى إلى مصر، وفتح الطيران في الدول المختلفة،وأشارت إلى قيام الشركة بزيادة الترويج للسياحة الداخلية لتكون بديلا يساهم في تشغيل الشركات.