«المونيور» يكشف أسباب جمود مفاوضات سد النهضة
"لماذا توقفت مفاوضات سد النهضة؟".. بهذا التساؤل عنون موقع المونيتور الأمريكي اليوم السبت تقريرا حول مستجدات التطورات بشأن المشروع الإثيوبي والخلافات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم حول آلية الملء والتشغيل المرتبطة به.
وأضاف الموقع الأمريكي أن جلسة المفاوضات التي عُقدت يوم 28 أغسطس بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان برعاية الاتحاد الأفريقي فشلت في التوصل إلى اتفاق موحد وملزم لكافة الأطراف يوافق بين مقترحات البلدان الثلاثة.
ومنذ ذلك الحين، لا توجد أخبار بشأن المفاوضات باستثناء بيان صحفي أصدرته الجنرال الإثيوبي ييلما مارداسا في 2 أكتوبر قال فيها إن القوات الجوية الإثيوبية لديها القدرة على تأمين السد والدفاع عنه.
وواصل المونيتور: "جاء بيان مارداسا بعد تصريحات الرئيس السيسي أثناء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في 29 أغسطس بأن مصر تواصل تمسكها بحقوقها المائية من خلال الوصول إلى اتفاق ملزم يضمن قواعد ملزمة بشأن عمليتي بناء وتشغيل السد وتخدم مصالح الأطراف المعنية".
وشدد الرئيس السيسي على ذلك أثناء اجتماعه في 4 أكتوبر الجاري بالقاهرة مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.
وفي 28 سبتمبر، قال تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية: "طالما ظل سد النهضة أداة لمحاولة إثيوبيا السيطرة على النيل الأزرق، فإن الفشل المصير المحتوم للمفاوضات".
وبالمقابل، نقل المونيتور عن طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله إن الاتحاد الأفريقي لم يعلن بعد فشل مفاوضات سد النهضة.
ومضى يقول: "الاتصالات بين اللجان الفنية لمصر وإثيوبيا والسودان مستمرة. ربما لا توجد اجتماعات يغطيها الإعلام لكن الاتصالات ما تزال مستمرة".
وأشار فهمي إلى أن المفاوضات ربما تحتاج إطارًا زمنيا لتشهد تقدمًا وفقا لما طالب به الرئيس السيسي في وقت سابق.
وتابع فهمي أن مصر ملتزمة بالمسار التفاوضي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي حتى حدوث نتائج.
ورأى أستاذ العلوم السياسية أنه في حال الفشل في الوصول إلى اتفاق، سيتعين على مصر العودة إلى مجلس الأمن الدولي كخطة بديلة.
ولفت فهمي أن مصر أمامها نحو عام في سعيها للوصول إلى اتفاق ملزم لإثيوبيا قبل بداية أديس أبابا المرحلة الثانية لملء خزان سد النهضة.
وأعلنت رئيسة إثيوبيا سهلورق زودي في 5 أكتوبر أن بلادها سوف تبدأ المرحلة الثانية من ملء خزان السد الكهرومائي خلال 12 شهرا.
وجاء ذلك في وقت، قررت فيه إثيوبيا حظر كافة الرحلات الجوية فوق السد بدعوى "أسباب أمنية".
من جانبها، قالت أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن الهدوء في مفاوضات سد النهضة يعزى إلى انشغال مصر بقضايا أخرى تتضمن الأزمة الليبية والوضع في السودان.
وأرسلت مصر مساعدات عاجلة إلى السودان التي ضربها فيضان في أوائل أغسطس تسبب في مصرع 121 شخصا ودمر أكثر من 25 ألف منزل.
بدوره، قال نصر علام، وزير الري المصري السابق إن المفاوضات بشأن سد النهضة لا تمر بمرحلة هدوء ولكن جمود ناجم عن غياب التوافق على مبادئ رئيسية حول تشغيل المشروع.
وأوضح قائلا: "ثمة محاولات إثيوبية مستمرة لإجهاض المفاوضات واتخاذ إجراءات أحادية لاستكمال إنشاء السد".
وطالب الوزير السابق بضرورة اتخاذ الاتحاد الأفريقي موقفا قويا ضد تعنت أديس أبابا.