صور| حلوى المولد النبوي .. بقيت المناسبة وركدت الأسواق بشمال سيناء

كتب: إسلام محمود

فى: أخبار مصر

16:22 28 أكتوبر 2020

يشتكي بائعو حلوى احتفالات "المولد النبوي الشريف" في شمال سيناء من قلة الزبائن والفعاليات، بسبب الحالة الاقتصادية للمواطنين ، و تداعيات جائحة "كورونا" حسب التجار والمواطنين.

 

وبحسب جولة لمراسل" مصر العربية' في أسواق مدينة العريش بشمال فقد انخفضت المبيعات ما بين 25 - و50 % في بعض الأماكن؛ بسبب تراجع حركة البيع والشراء، والتي تعود بالمقام الأول إلى انخفاض السيولة لدى الأسر المصرية.

 

و يحتفل العالم الإسلامي بذكرى مولد النبي محمد عليه السلام في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، والذي يوافق 29 أكتوبر الجاري.

 

ولكن الاحتفال بهذه المناسبة الكبرى لها طقوس وعادات خاصة في شمال سيناء تعود لسنوات خلت، حيث تمتد قرابة الشهر من خلال إقامة شوادر حلوى المولد، وهي حلوى تقليدية لا تدخل فيها مكونات الحلوى الحديثة مثل الشوكولاتة والبسكويت والكراميل.

 

وحسب بائع الحلويات محمد ابو طعيمه : تعتمد تلك الحلوى بشكل أساسي على مكونات رخيصة الثمن نسبيا؛ مثل السكر وعسل الجلوكوز والنشا والدقيق والسوداني والسمسم والحمص لتصبح في متناول الجميع.

 

وحسب المعروض في الشادر الممتد بشارع 26 يوليو وسط مدينة العريش ، يتراوح سعر علبة الحلوى بسعة كيلو جرام واحد 40 جنيها وحتى 250 لسعة عدة كيلوجرامات، كما ترتفع من 300 إلى 550 في بعض أنواع الحلوى التي تحتوي على بعض أنواع المكسرات وتزن نحو 5 كيلوغرامات.

 

وخلال جولة" مصر العربية" في الأسواق الشعبية بمدينة العريش ، كان الإقبال ضعيفا رغم مرور أكثر من أسبوعين على إقامة شوادر بيع الحلوى، وكان المعروض أكثر من المطلوب بصورة كبيرة .

 

وكالعادة هناك فئات لن تشتري حلوى المولد هذا العام وربما لن تتذوقها إلا إذا أهداهم بعض الأهل القليل منها.. وبسؤال لسيدة تدعى "أم بسام " بالقرب من أحد شوادر الحلوى بشارع 26 يوليو بمدينة العريش عن خططها للشراء هذا الموسم، أكدت: "لن نشتري، فلا يوجد لدينا فائض من المال".

 

وأشارت إلى أنها تتدبر شؤون أسرتها بالكاد، قائلة: "زوجي لا يعمل، وأبنائي في الدراسة، وأعمل في حضانة، وأتقاضى أجرا زهيدا، فمن أين لنا شراء الحلوى، إلا إذا جاءتنا كهدية أو نتناولها عند بعض الأصدقاء أو الجيران أو الأهل، الجيوب فارغة، والنفقات كثيرة".

 

إلا أن المواطن محمد ابو شقره يؤكد : " أنه رغم الحالة الاقتصادية الصعبة للمواطنين فإن الناس تشتري ولن تكف عن الشراء، فهذا موسم ذكرى ميلاد الحبيب النبي، والناس لن تكف عن الفرح بقدومه وشراء الحلوى والتزاور لأنها عادة لن تقطعها أي أسباب، والكل يشتري على قدر حالته".

 

وحسب ابراهيم الكاشف ، تاجر ، أن هذا التراجع وكساد الأسواق، يأتي ضمن سلسلة من التراجعات التي بدأت منذ 2016 في أعقاب تعويم الجنيه المصري، وارتفاع أسعار مكونات الحلوى أكثر من 300 % .

 

ولم يختلف الحال كثيرا في محلات بيع حلوى المولد الفاخرة بتلعريش، رغم تحفظها على زيادة المعروض منها إلا أن الإقبال تفاوت بين الضعيف والمقبول، ولكن يلاحظ لجوء المصنعين إلى تقليل أحجام وأوزان الحلوى بهدف إتاحة عملية الشراء.

 

السيد الخليلي تاجر حلوى المولد، اشتكى من حالة الركود في الأسواق، والتي وصفها "بالطبيعية"، قائلا: "لم أتوقع تحسن السوق هذا العام عن العام الماضي فالأسباب لم تتغير بل زادت سوءا".

 

وأضاف : "أثرت أزمة كورونا على أوضاع الناس الاقتصادية، وأصبح الشراء صعبا، والنفقات زادت مع دخول موسم المدارس والدروس الخصوصية ومصروفات الدراسة والملابس الشتوية، من أين ستأتي الأسر بالمال لكل هذا؟".

 

بدوره، توقع احمد ايوب عضو الغرفة التجارية بشمال سيناء، ورئيس شعبة الحلوى، "تراجع حجم الطلب على شراء حلوى المولد بما لا يقل عن 20 بالمئة حتى الآن مقارنة بموسم العام الماضي؛ نتيجة جائحة فيروس كورونا".

 

وأضاف : "الأسعار مستقرة؛ بسبب عدم زيادة أسعار السكر، المكون الرئيسي للحلويات التقليدية، ولكن حجم الاقبال لن يكون جيدا، إلى جانب أزمة فيروس كورونا في مصر والعالم، هناك أوضاع اقتصادية صعبة نتيجة تداعيات الإغلاق الذي فرضته الإجراءات الاحترازية".

 

بحسب رئيس شعبة الحلوى ، فإن "الكثير من الأسر السيناوية ستعتمد على استراتيجية تقليل الكميات لأسباب صحية ومالية، كبار السن يخشون من زيادة السكر وبالتالي التعرض لمشاكل صحية، وتحاول الكثير من الأسر تقليل الكميات ولا أن تقطع عادة الشراء".

اعلان