فيديو:

فى ذكرى اكتشاف مقبرته.. أسرار لا يعلمها المصريون عن توت عنخ آمون

كتب: كريم أبو زيد

فى: أخبار مصر

12:20 04 نوفمبر 2020

 

تحل علينا اليوم الأربعاء الذكرى 98 لاكتشاف مقبرة الفرعون المصري الصغير توت عنخ آمون، والتى توافق الرابع من شهر نوفمبر من كل عام، وبهذه المناسبة قرر الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، تخفيض ٥٠٪ على أسعار تذاكر دخول مقبرة الملك الذهبي، بالبر الغربي بمدينة الأقصر، للمصريين والأجانب.

 

وعلى عكس الأعوام الماضية، غابت هذا العام مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، التي جعلت منها محافظة الأقصر التاريخية عيدا قوميا لها، جراء تراجع أعداد السياح وإجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.

 

من جانبه أكد محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ" أن ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، مناسبة وحدث عالمي مهم، "لكون ذلك الاكتشاف من أعظم الاكتشافات الأثرية التي شهدها العالم عبر التاريخ".

 

 

ووفقا لتصريحات عثمان كانت مدينة الأقصر تشهد في تلك المناسبة حالة من الزخم الثقافي والسياحي والفني، تتمثل في إقامة كرنفالات فلكلورية، وعروض للبالون الطائر (المنطاد) في سماء المدينة، إلى جانب عروض مائية وسط نهر النيل، وندوات ومؤتمرات تناقش الجديد فى علوم المصريات، لكن تداعيات جائحة كورونا غيبت معظم تلك المظاهر الاحتفالية.

 

كان توت عنخ آمون فرعونًا مصريًا قديمًا كان آخر أفراد عائلته الحاكمة في نهاية الأسرة التاسعة عشرة خلال عصر الدولة الحديثة، ورث العرش عن عمر يناهز تسعة أعوام وتوفي في ظروف غامضة بعد أقل من عقد من الزمن، مما دفع الكثيرين إلى الادعاء بأنه قُتل.

 

 

تمّ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" في الرابع من نوفمبر عام 1922، من قبل عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة "هوارد كارتر"، عندما كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك، فلاحظ وجود قبو كبير واستمرّ بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضمّ ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات.

 

ورغم مرور أكثر من 3 آلاف عام، إلا أن أسرار هذا الملك كثيرة لا حصر لها، وتتكشف واحدة تلو الأخرى دون انقطاع، منها أن اسمه الأصلي هو "توت عنخ آتون"، الذي يعني "الصورة الحية للإله آتون"، وهو الذي اعتقد أخناتون بكونه إله الشمس، وبعد سنوات من اعتلاء الملك الصبي للعرش، تخلى عن الإله آتون، وبدأ يعبد "آمون"، لذا غيّر اسمه إلى "توت عنخ آمون"، أي الصورة الحية للإله آمون.

 

 

 ومن الأسرار التي أزيح عنها الستار مؤخرًا، هي الصلاة السرية للملك توت عنخ أمون التى دونت على كأس مصنوع من المرمر معروف باسم "لوتس تشاليس" وجاءت الترجمة كالتالي: "عش روحك ، قد تقضي ملايين السنين ، أنت تحب طيبة ، وتجلس مع وجهك على الريح الشمالية ، وعيناك تنتظران السعادة."

 

 

ومن الأسرار الغامضة، أيضًا هى دفن الملك المصري في قبر ضيق هو الأصغر في وادي الملوك، وبينما أرجع علماء الآثار هذا الأمر إلى وفاته في سن مبكرة، الأمر الذي حال دون تشييد مقبرة فخمة عملاقة، لكن علماء آخرين استبعدوا هذه الفرضية لوجود مقابر عظيمة لفراعنة آخرين شيدت في زمن قصير لم يتجاوز العامين أو الثلاثة.

 

وخلافا لطقوس التحنيط المصرية القديمة، التي كانت تحرص على المحافظة على جسد الإنسان بحالة سليمة، فقد دفن توت بدون قلب، وهو ما فتح الباب أمام تخمينات عديدة حول ذلك، إذ ذهب البعض إلى إلصاق تهمة الإهمال بالمشرفين على التحنيط حيث تسببوا بتلف القلب، بينما قال آخرون إن وفاة الملك كانت في مكان بعيد عن موقع التحنيط، مما أتلف قلبه لحين وصوله إلى الموقع الذي حنط به.

 

 

كذلك عثر في غرفة دفن الملك على مروحة مصنوعة من ريش النعام، مما يتوافق مع آراء خبراء أكدوا تعلق توت باصطياد النعام، وهو ما ظهر في نقوش صورته وهو يصطادها.

 

ومن المثير أيضا العثور على آلات موسيقية في مقبرة توت، وهي عبارة عن أبواق وأدوات تصدر صوتا يشبه التصفيق، وقد تباينت الآراء حول استعمالها، إذ أشار رأي إلى كونها خاصة بالحرب وليست للعزف، بينما قال فريق من الباحثين إن مهمتها كانت تقتصر على الطقوس الدينية.

 

 

 وأثبتت الدراسات الأثرية المصرية أن الملك الصغير كان عليل الجسد ربما بسبب عادة زواج الأقارب للطبقة الحاكمة، وكان يعاني من عدم وصول الدم للأطراف، مما جعل مقبرته توجد بها العكاكيز التي كان يستخدمها في تحركاته وتنقلاته.

 

وبلغ عدد عكاكيز الملك توت عنخ آمون والتي وجدت في مقبرته 6 عكاكيز، نقشت علي أطرافها السفلي رموز لأعداء مصر التقليديين، كأن الملك يدوس عليهم بعكازه.

 

وأثبتت الدراسات العلمية أن سبب وفاة الملك الصغير هو تسمم الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ الذي تعرض له توت عنخ أمون وليس القتل.

 

يذكر أنه في بداية العام الحالي أقيم بالعاصمة البريطانية لندن معرض "توت عنخ أمون: كنوز الفرعون الذهبي"، ومشاركة أكثر من 150 قطعة، منها تماثيل ومنحوتات وبوق فضي وسرير جنائزي، ودرع خشبية، وقفاز من الكتان، وتمثال بالحجم الطبيعي للملك يقف متأهبا عند مدخل مقبرته.

 

وحرصت إدارة المعرض علي الدقة في نقل وتناول القطع الأثرية، ووضعها في أماكنها داخل قاعات المعرض، وكانت حريصة تماما علي نقل القطع ثقيلة الوزن، وتم استخدام صناديق خارجية مصممة خصيصًا لضمان عدم وجود حركة أثناء النقل، مع وجود عناصر تحكم محددة لدرجة الحرارة والضوء داخل الصناديق وفتارين العرض،لإبقاء الآثار في حالة آمنة.

 

 

كانت لندن المحطة الثالثة التى تحلّ فيها كنوز الملك الشاب بعد زيارة مدينة لوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ومدينة باريس بفرنسا، بعدها عادت هذه الكنوز إلى مصر لتوضع للعرض في المتحف المصري الكبير الواقع بجوار أهرامات الجيزة، الذي سيفتتح العام المقبل.