
أطباء يطلقون صيحة تحذير: موجة كورونا الثانية قاتلة للأطفال

في الوقت الذي أعلنت فيه مستشفى عزل العديسات بالأقصر عن تعافي أصغر طفل مصاب بكورونا ويبلغ من العمر عاما ونصف، تصاعد الحديث على الجانب الآخر عن وفاة صغيرين آخرين، أحدهما في المنوفية والآخر في البحيرة، إثر اصابتهما بكوفيد 19.
وطرح ذلك تساؤلات عن مدى خطورة هذا الوباء على الصغار خلال هذه الموجة، وهل يمكن أن يقود أبنائهم للقبر أم أن ما حدث ليس إلا استثناء؟
أستاذ طب الأطفال بالقصر العيني الدكتور أحمد البليدي؛ حسم الأمر قائلًا: فيما يتعلق بالأطفال على وجه الخصوص، فهم حتى الآن أقل عرضة من حيث شدة الحالة، ولكن هذا لا يعني عدم حدوث مضاعفات وتحول الحالات البسيطة لشديدة والبعض منها سيتوفى وهو ما حدث في العالم بأكمله ومصر ليست استثناء.
واستكمل، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "مساء dmc" قائلًا: "الوضع يدعو للقلق ولكنه يدعو للحرص ما أمكن ايضًا، فمجرد اعتقادنا أن الأطفال في أمان ونتركهم يتحركون ويتعاملون بصورة طبيعية وكيفما يشاءون خطر للغاية عليهم".
وهنا يأتي التساؤل حول كيفية حماية الصغار ووقايتهم من الاصابة؛ ويقول البليدي: "هي ذات أساليب الاجراءات الاحترازية عند الكبار وإن كان الأمر سيكون أكثر صعوبة عند التطبيق مع الأطفال".
وأضاف: "الطفل دون العامين ممنوع أن يرتدي الكمامة، أما تحت 5 أعوام فليس مطالبًا بإرتدائها، في حين يجب على من هم فوق الـ 12 عامًا ارتدائها مثل الكبار.
أما فيما يتعلق بالبروتوكول المستخدم مع الأطفال؛ فأشار إلى أنه يختلف عن ذاك الخاص بالكبار، ليس هذا فحسب بل إنه يتغير من طفل لآخر بحسب الأعراض التي ظهرت عليه، ولفت إلى أن الصعوبة الحقيقية تتمثل في ضبط الجرعة حسب وزن كل طفل.
وكشف "البليدي" أن التحورات التي حدثت للفيروس جعلته سريع الانتشار بعنف وبشدة، قائلًا: "الآن اضرب في 10 عن ما كان عليه الوضع في الموجة الأولى، وبالتالي عدد الحالات سواء بين الأطفال أو الكبار سيزيد".
وتابع: إذا كنا نقول في الأوضاع العادية أن نسبة الحالات الشديدة من اجمالي الاصابات هي 2%، ففي الوقت الراهن مع ارتفاع الأعداد ستزيد بالتبعية نسبة الحالات الخطرة، ولذا فعدد الوفيات من المتوقع أن ترتفع ايضًا، وهنا أتحدث عن جميع الأعمار سواء كبار أو صغار.
يذكر أنه خلال الساعات القليلة الماضية انتشر الحديث عن وفاة الطفل عبد الله شريف غنيم، من ذوي الهمم البالغ من العمر 10 أعوام، على خلفية اصابته بفيروس كورونا.
الطفل من قرية كفر هلال التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، وقد فارق الحياة داخل مستشفى قويسنا العام، عقب تدهور حالته الصحية -بحسب ما نشرته صحيفة الأهرام- وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتطرق إليه الإعلامي رامي رضوان في حلقته.
وفي البحيرة فارقت الحياة الطفلة "جوري محمد" البالغة من العمر 16 شهرًا، متأثرة بإصابتها بكورونا، داخل مستشفى عزل الأطفال بالإسكندرية بحسب موقع "أخبار اليوم".
على الجانب الآخر، أعلنت مستشفى عزل العديسات بمحافظة عن تعافي الطفل "محمد" البالغ من العمر عام ونصف إثر إصابته بكورونا.
وبدأت القصة بملاحظة الأم ارتفاعًا مستمرًا في درجة حرارة صغيرها "محمد" وسعال يُلازمه، فتوجهت به للمستشفى التي أجرت له فحوصات عدة للتأكد من عدم إصابته بكورونا ولكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال بعدما أخبرها الأطباء أن مسحته "ايجابية".
تقول أمل ضوي محمد، والدة الطفل، خلال مداخلة هاتفية لها مع برنامج مصر تستطيع: ظهرت في البداية أعراض سخونية لازمت صغيري محمد لمدة 6 أيام رغم الأدوية والكمادات، فضلًا عن التهاب رئوي شديد وقئ.
وتابعت: حينها توجهت به لطبيب في عيادة خاصة لأجده يُطالبني بسرعة اصطحاب صغيري والتوجه به للمستشفى وهناك اشتبهوا من خلال التحاليل بإصابته بكورونا وتم التأكد بعد أخذ مسحة منه وتم حجزنا وحالته مع الوقت بدأت تتحسن.
الدكتور أحمد أبو زيد، الطبيب المعالج للطفل يروي التفاصيل قائلًا: يوم 27 ديسمبر الماضي في الساعة الرابعة فجرًا، تمَّ ابلاغنا بإيجابية مسحة كورونا للطفل، وبناءً عليه تمَّ نقله لمستشفى العديسات للعزل، وسمح لوالدته بمرافقته لصغر عمره..
وتابع خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي أحمد الدريني مقدم برنامج اليوم المُذاع عبر فضائية DMC قائلًا: كان الطفل يعاني من التهاب شعبي رئوي، وكحة مستمرة، وارتفاع في درجة حرارة لا تنخفض، وتبين من الأشعة المقطعية أنه يعاني من التهاب رئوي شديد والمسحة أكدت اصابته بكورونا.
وأضاف: الصغير جاء لنا حالته سيئة حيث كان يعاني من صعوبة بالتنفس من الدرجة الثانية، الأعراض ظهرت قبل مجيئة المستشفى بنحو 9 أيام.
وعن البرتوكول المطبق على الأطفال؛ أشار إلى أن جرعات الصغار مختلفة عن الكبار، وتمَّ إعطاء "محمد" الأدوية اللازمة إلى أن تعافى من كورونا.