خلعه مبارك وأعادته الثورة.. الموت يغيب كمال الجنزوري (بروفايل)

الجنزوري

غيب الموت الدكتور كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق عن عمر يناهز 88 عاما، بعد صراع مع المرض.

 

ولفظ الراحل أنفاسه الأخيرة صباح اليوم في مستشفى القوات الجوية بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، والتي دخلها قبل أيام إثر وعكة مرضية.

 

لقب الجنزوري بوزير الفقراء والغلابة، كما لقبه الشارع المصري إبان حكم الرئيس الراحل حسني مبارك بالوزير المعارض.

 

رائد الخصخصة  

كما لقب مراقبون وإعلاميون الجنزوري بـ"رائد الخصخصة" في البلاد، إذ شهدت فترة حكومته الأولى واحدة من أعلى معدلات النشاط في برنامج خصخصة الشركات التابعة للقطاع العام.

 

ولاقت آلية تطبيق برنامج الخصخصة في مصر حالة من الرفض الشعبي وقتها، بسبب تعرض جزء من العمالة بالشركات التي تم بيعها للفصل، فيما دافعت الحكومة عن البرنامج باعتباره وسيلة لتنشيط الاقتصاد وتحفيز الإنتاج خاصة أن غالبية الشركات العامة التي تم طرحها للبيع كانت تعاني من خسائر كبيرة.

 

 

"الجنزوري"، هو رئيس وزراء عهدين، خلعه "مبارك" عام 1999، وأعادته ثورة يناير عام 2011، بعدها اصطف مع المجلس العسكري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، وسط معارضة من شباب ميدان التحرير آنذاك.

 

ولد الجنزورى في 12 يناير 1933 بالمنوفية، تولى رئاسة الوزارة في الفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999، وكلفه المجلس العسكري بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر 2011 .

 

بدأ في عهده عدة مشاريع ضخمه بهدف تسيير عجلة الإنتاج والزراعة والتوسع بعيداً عن منطقة وادي النيل المزدحمة، من ضمنها مشروع مفيض توشكى الذي يقع في أقصي جنوب مصر، وشرق العوينات، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس بالإضافة إلى الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة (بالقليوبية) والمنيب (بالجيزة) مروراً بمحافظة القاهرة للحد من الازدحام المروري بمحافظات القاهرة الكبرى.

 

قوانين جريئة  

كما أقر مجموعة من القوانين والخطوات الجريئة منها قانون الاستئجار الجديد كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي.

 

مبارك والجنزوري

 

كما شهد في عصره تعثر بنك الاعتماد والتجارة فتدخلت الحكومة لحل الأزمة وتم ضم البنك إلى بنك مصر.

 

كما شغل الجنزوري منصبي محافظ بني سويف والوادي الجديد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

اعتزل الجنزوري العمل السياسي بعد خروجه من رئاسة الوزراء، وصرَّح في لقاء تلفزيوني في برنامج العاشرة مساء في فبراير 2011 (عقب ثورة 25 يناير) أن نظام مبارك ضيَّق عليه وحاصره إعلامياً بعد مغادرته رئاسة الوزراء حتى أنه لم يتلق ولا مكالمة هاتفية واحدة من أي وزير كان في حكومته.

 

خلعه مبارك وأعادته ثورة يناير  

رشحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ ثورة 25 يناير برئاسة المشير "طنطاوى" لرئاسة الوزراء، وكلّفه بتشكيل الحكومة معلناً أنه سيكون له كافة الصلاحيات، يوم 25-11-2011، جراء مليونية 18-11-2011 «جمعة الفرصة الأخيرة» والتي استقالت بعدها حكومة عصام شرف.

 

الجنزوري والمشير "طنطاوي"

 

اعترض المتظاهرين وقتها على تعيين الجنزوري كونه من المحسوبين على نظام مبارك، وفي الأول من فبراير عام 2012 وقعت مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها ما يزيد عن 73 فرداً وعشرات المصابين بعد اعتداء مسلحين بالأسلحة البيضاء على مشجعي النادي الأهلي، فاتخذ الجنزوري قراراً بإقالة محافظ بورسعيد وإقالة كل من مدير أمن بورسعيد ومدير مباحث بورسعيد.

 

صاحب الخطة العشرينية  

كذلك أثيرت في عهده ما يُعرف بقضية التمويل الأجنبي، وهو صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003، ولُقب بوزير الفقراء والوزير المعارض لما ظهر منه في وقت رئاسته الوزراء وعمله الذي اختص برعاية محدودي الدخل.

 

كما عينه الرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، مستشاراً له للشؤون الاقتصادية من دون صلاحيات معلنة.

 

 

من جانبه نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور الجنزوري وقال على صفحته على مواقع التواصل إن مصر فقدت اليوم رجل دولة من طراز فريد، كان بارًا بها، وفيًا لترابها وأهلها، وصاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية.

 

وأضاف أن الراحل كانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة، فضلًا عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ بلاده.

 

 

أيضا، نعى مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماعه، رئيس الوزراء الراحل، ووقف أعضاء المجلس دقيقة حداداً على روحه.

 

وأعرب المجلس عن تقدير مصر للدور الوطني الكبير الذي ساهم به الجنزوري خلال سنوات عمله الحكومي الطويلة، من قيادة دفة الحكومة لفترتين دقيقتين من تاريخ البلاد، مثمنا الإسهامات الجليلة التي بذلها في سبيل وطنه.

 

وقال المجلس إن رئيس الوزراء الراحل كان نموذجاً في البذل والعطاء، ولم يتأخر يومأً عن نداء الوطن، كما لم يبخل ساعة بعلمه أو جهده، وتفانى في تقديم خبراته الواسعة لاسيما في المجال الاقتصادي، لمصلحة بلاده.

 

ومن المقرر دفن الجنزوري، بمقابر العائلة بمدافن كلية البنات، بمصر الجديدة، بجوار مقابر أسرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

 

 

مقالات متعلقة