«كينشاسا الفرصة الأخيرة وإلا».. ما خيارات دول المصب في أزمة سد النهضة؟ (فيديو)

كتب: أيمن الأمين

فى: أخبار مصر

10:01 05 أبريل 2021

تعول دول المصب لنهر النيل على مخرجات ونتائج الاجتماعات الوزارية في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي، والذي يعد أحد أهم التوترات في قارة إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

 

وتأتي الاجتماعات الوزارية برعاية رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي (Félix Tshisekedi)، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي.

 

ملف سد النهضة يعد الأهم داخل القارة السمراء، تحديدا في ظل تعنت إثيوبيا تجاه الاستمرار في ملء السد، وسط إصرار من القاهرة والخرطوم على الوساطة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تحت قيادة الاتحاد الأفريقي، وهو مقترح يطرحه السودان ومصر، وترفضه إثيوبيا.

 

تقارير إعلامية، أكدت أن اليوم الأول من الاجتماعات الوزارية في كينشاسا حول سد النهضة خرجت بدون التوصل إلى نتائج ملموسة.

 

وعلى صعيد آخر المستجدات، اعتبر وزير الخارجية، سامح شكري، أن جولة مفاوضات سد "النهضة" الراهنة في العاصمة الكونغولية كينشاسا، بمثابة "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.

 

وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا

 

 

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، بالتزامن مع مفاوضات ثلاثية بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، برعاية إفريقية في كينشاسا، بحضور شكري ووزير الري المصري، محمد عبد العاطي.

 

ويأتي تصريح شكري بعد تأكيد الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الأحد، لرئاسة الاتحاد الإفريقي تمسك القاهرة بإتمام "اتفاق ملزم" قبل الملء الثاني للسد بالمياه، في يوليو المقبل.

 

وشدد شكري على "ضرورة أن تؤدي اجتماعات كينشاسا إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تتسم بالفاعلية والجدية ويحضرها شركائنا الدوليين لضمان نجاحها".

 

وأضاف: "تعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل".

 

وأوضحت الخارجية، في البيان، أن الاجتماع الوزاري يُعقد يومي الأحد والإثنين.

 

 

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، في تصريحات صحفية، إن بلاده تأمل التوصل إلى نتائج في مفاوضات كينشاسا تضمن مكاسب للدول الثلاث.

 

أما وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، فقالت إن الملء الثاني لسد النهضة قبيل التوصل لاتفاق يشكل خطرا حقيقيا على السودان.

 

وأضافت المهدي في تصريحات صحفية، أن حديث رئيس الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي بعث الأمل في مفاوضات سد النهضة.

 

وأوضحت المهدي أن السودان لم يقدم مطالب جديدة، وإنما شدد على موقفه المطالب بتغيير منهجية التفاوض لتكون فعالة، على حد وصفها.

 

من جهته، قال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، في الجلسة الافتتاحية إن الأطراف أظهرت ثقة كبيرة في قيادة الاتحاد الأفريقي للمفاوضات، وإن الاتحاد جاهز لقيادتها لمصلحة الدول الثلاث.

 

 

وتبحث الجولة الحالية منهجية وآليات التفاوض؛ تمهيدا لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات بعد انقطاع استمر عدة أشهر.

 

وتناقش الجولة أيضا مقترح الوساطة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تحت قيادة الاتحاد الأفريقي، والذي يطرحه السودان ومصر، وترفضه إثيوبيا.

 

ويعقد الاجتماع الوزاري الذي ترعاه الوساطة الأفريقية في ظل مواقف متباعدة، مع تمسك إثيوبيا بالتعبئة الثانية لبحيرة سد النهضة، التي ينتظر أن تتم في يوليو المقبل.

 

وتطالب مصر والسودان بالتوصل قبل ذلك لاتفاق ملزم حول قواعد تشغيل وملء السد الإثيوبي، الذي يقع على نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية السودانية، وتقدمت أشغاله بنسبة 79%، وفقا لأديس أبابا.

 

 

والسبت، انطلقت في كينشاسا جولة مفاوضات حول السد على مستوى الخبراء بالدول الثلاث، قبل أن تلتئم الأحد بمشاركة وزارية.

 

وتأتي هذه الجولة بعد 3 أشهر من تعثر المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، وعقب تصريحات السيسي، في 30 مارس الماضي، حذر فيها من المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل، وحملت أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل عقد.

 

 

وقال السيسي، آنذاك، إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".

 

وقبل ساعات من انطلاق الاجتماعات الوزارية في كينشاسا، اتهم وزير الري السوداني ياسر عباس إثيوبيا بأنها رفعت السقف للمطالبة ببحث تقاسم مياه النيل.

 

 

وشدد عباس من كينشاسا على وجوب التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث قبل التعبئة الثانية لسد النهضة الإثيوبي الذي تفوق كلفته 4 مليارات دولار.

 

وكان وزير المياه والري الإثيوبي سِليشي بقلي قال قبل يومين، إن الأشهر المقبلة تعتبر حاسمة لبناء سد النهضة، وإن الأعمال جارية لإنجاح التعبئة الثانية للسد.

 

وأضاف بقلي في كلمة نشرتها الوزارة على موقعها- أن البلاد تتوقع أن يعيد اجتماع كينشاسا مسارَ المفاوضات إلى طريقه، وأن يتم الوصول إلى اتفاق مقبول من الجميع، على حد قوله.

 

 

وأشار الوزير الإثيوبي إلى أن بلاده تبذل جهودا مضاعفة لإنتاج أول طاقة كهربائية من سد النهضة بحلول أغسطس المقبل.

 

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد، في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه.

 

فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على التوالي.

 

 

 

اعلان