انفوجراف.. خارطة وجود "بي كا كا" في العراق

كتب: وكالات ـ الأناضول

فى: العرب والعالم

16:42 23 أكتوبر 2016

عقب انسحاب الجيش العراقي من مدينة الموصل شمالي البلاد دون مقاومة حقيقية أمام هجمات تنظيم "داعش" في يونيو 2014، وخروج البيشمركة (قوات الإقليم الكردي) من قضاء "سنجار" شمال المدينة، فُتح الطريق أمام انتشار عناصر منظمة "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابية في المنطقة بشكل سريع.
 

وكانت "بي كا كا" تنتشر منذ 1982 في المناطق الشمالية للعراق على الحدود مع إيران وتركيا، إلا أنه في أعقاب عام 1991 انتشرت في معسكر مخمور جنوب الموصل، مستفيدة من الفراغ الأمني في البلاد بعد سيطرة "داعش" على ثلثي مساحة البلاد، ولتبدأ في بسط نفوذها على العديد من المناطق. 
 

وجراء المقاومة الهشة التي أظهرتها "البيشمركة" خلال المعارك مع "داعش" في قضاء "خانقين" بمحافظة ديالى الحدودية مع إيران، ونزولًا نحو الجنوب بمناطق "جلولاء" و"قره تبه"، و"داقوق"، والمناطق الوسطى مثل "طوزخورماتو"، و"مخمور"، و" كوير"، وفي الشمال "سنجار"، أدى ذلك إلى انتشار "بي كا كا" في تلك المناطق بذريعة تقديم الدعم للبيشمركة. 
 

وفي المجال العسكري، خلق "ب ي د/ بي كا كا" تصورًا بأنه يقاتل "داعش"، فيما ساهم الدعم الأمريكي له بالذخائر خلال أحداث مدينة عين العرب "كوباني"، شمالي سوريا (في يونيو 2015)، وتصوير الإعلام العالمي له بأنه "المنقذ"، إلى تعزيز وجوده في المناطق التي انتشر فيها بالعراق. 
 

وعلى خلاف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني رئيس الإقليم الكردي، يسمح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (مركزه مدينة السليمانية/شمال)، المعروف بقربه من إيران، وحركة "غوران" (منظمة سياسية تنشط في الإقليم الشمالي)، لـ "بي كا كا" بممارسة أنشطتها بكل حرية في مناطقهم.
 

ويدعم كل من الاتحاد الوطني الكردستاني، و"غوران"، استمرار وجود "بي كا كا" في محافظة السليمانية، وإقامة معسكرات في مدينة كركوك (شمال)، عقب وصول "داعش" إلى المنطقة. 
 

وفي 18 سبتمر الماضي عارض رئيس الجبهة التركمانية العراقية "أرشد صالحي" وجود "بي كا كا" في كركوك وطالب بخروجها على الفور. 
 

وردًا على تصريحات صالحي، قال ويستا رسول، قائد البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في مؤتمر صحفي باليوم التالي لتصريحات الأول: "نرفض عبارات صالحي، واعتباره لـ بي كا كا إرهابية". 


ويتعمد "بي كا كا"، إرسال عناصره إلى قضائي "طوزخورماتو" و"داقوق" التركمانية، والقيام بحملة تضليل ضد تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني. 
 

وفي 14 يونيو الماضي، زار رئيس "ب ي د"، صالح مسلم، مدينة كركوك، وقال خلال لقائه محافظة كركوك نجم الدين كريم، إن المدينة تعد مقدسة بالنسبة للأكراد. 
 

وألمح كريم بأن التضامن مع "روجافا" (اسم تطلقه ب ي د على مناطق سيطرتها شمالي سوريا)، سيتم تعزيزه مستقبلًا. 
 

كما أن تعليق رايات عليها صورة عبدالله أوجلان، زعيم "بي كا كا" على مدخل كركوك، واستقبال صالح مسلم كقائد سياسي قادم من بلد جار، إضافة إلى استمرار وجود معسكرات المنظمة جنوبي المدينة، تعد مؤشرات على الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه المنظمة الإرهابية. 
 

وباتت مدينة السليمانية تأمن اتصال "بي كا كا" بعناصرها في جبال قنديل (شمالي العراق/تتخذها المنظمة كمعقل) وتركيا وأوروبا وباقي البلدان في العالم، حيث تثار ادعاءات حول نقل المنظمة لعناصرها الذين أصيبوا خلال معارك مع "داعش" في سوريا إلى المدينة عبر مروحيات خاصة لتلقي العلاج. 
 

وفي نفس الوقت، ساهم مطار السليمانية في تسهيل اتصال كوادر المنظمة بجبال قنديل، مع نظرائهم في أوروبا وتركيا. 

كما تحتضن السليمانية إلى جانب ذلك، مقارًا لمواقع إخبارية للمنظمة تبث بعدة لغات مثل (روج نيوز) " rojnews"، و"أخبار الفرات" أو fıratnews""، فضلًا عن أنها تشهد انتشارا واسعا لمنشورات وصور تعود للمنظمة. 
 

وفي وقت لم يعترف فيه الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بالكانتونات (تقسيمات إدارية) التي أعلنتها منظمة "ب ي د" شمالي سوريا، وعارضها بشدة، أيد الاتحاد الوطني الكردستاني تلك الخطوة، إذ افتتحت المنظمة ممثليات لتلك "الكانتونات" في السليمانية منذ 2015. 
 

و"الكانتون" هو عبارة عن تقسيم إداري صغير نسبيًا من حيث المساحة والسكان عندما يقارن بالتقسيمات الأخرى مثل المحافظات أو الإدارات أو الأقاليم. 


"سنجار" ومساعي تحويلها إلى "قنديل" ثانية


واستغلت "بي كا كا" اضطرار البيشمركة للانسحاب من قضاء سنجار (ذي الغالبية اليزيدية) شمال غرب الموصل، بعد هجوم "داعش" على القضاء في 3 أغسطس 2014، لتعلن عن بدء وجودها في المنطقة بعد إرسال مسلحيها إليها من سوريا وجبال قنديل. 
 

وتسعى "بي كا كا" إلى الإبقاء على سيطرتها الدائمة على المنطقة من خلال إقامة معسكرات في جبل "سنجار" ومحيطه، ونقاط تفتيش منذ أكثر من عامين ونصف العام.
 

وقال علي عوني العضو بالمجلس الرئاسي للحزب الديمقراطي الكردستاني إن "بي كا كا تسعى إلى إنشاء قنديل ثاني يخدم مصالح إيران في سنجار، حيث يعملون على حفر نفق وتأسيس قاعدة لها في الجبل، إلا أن الإيزيديين وأعضاء حزبنا واعين لتلك الخطوة". 
 

بدورهم، طالب وجهاء ورجال الدين اليزيديين في 27 سبتمبر، بي كا كا بالخروج من سنجار وذلك في بيان مشترك لهم.
 

وقال قائمقام سنجار محما خليل إن "هناك قوة قدمت من روجافا قبل فترة إلى جبل سنجار ومناطق أخرى تريد احتلاله، ونحن نرفض ذلك ونطالب تلك القوة بالخروج من المنطقة". 

 

وفي نفس السياق، قال القائد الإيزيدي في البيشمركة  قاسم شيشو: " نريد انسحاب تلك القوة التي أتت إلى سنجار، فهذه منطقتنا، ويمكننا حماية أنفسنا، وعندما نحتاج نحن من يطلب المساعدة". 


استغلال الاضطراب السياسي بالإقليم الكردي 

وزادت "بي كا كا" من نفوذها في الإقليم الكردي شمالي العراق، من خلال استغلال الخلافات التي بدأت مع ظهور حزب "حركة غوران" على رأس المعارضة، بعد الاتفاق بين "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" عقب فترة طويلة من الخلاف السياسي بينهما. 
 

وبحكم معارضة "الاتحاد الوطني الكردستاني"، و"حركة غوران" للتقارب بين "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" وتركيا، وترجيح التقارب مع إيران على ذلك، فإن "بي كا كا" قدمت دعمها للحزبين المعارضين. 
 

وجراء ذلك فإن "الاتحاد الوطني الكردستاني"، و"حركة غوران"، يقدمان دعمهما لـ "بي كا كا"، ويسمحان بانتشارها. 


دعم بغداد لـ "بي كا كا

وتفيد وحدات حماية "سنجار" المشّكلة من عناصر "إيزيدية" ومرتبطة بالحشد الشعبي (شيعي)، بأنها تتلقى رواتبها بشكل مباشر من حكومة بغداد. 


وبرر مراقبون دعم حكومة بغداد للمسلحين اليزيديين الذين تهيمن عليهم "بي كا كا" في سنجار، بأنها مساع من قبل الحكومة لكسر التأثير السني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في المنطقة وخلق بديل لذلك. 


وتسعى الحكومة المركزية في العراق إلى إبراز قوى منافسة للاتحاد الديمقراطي الكردستاني وإضعاف نفوذ مسعود بارزاني، واستخدام تلك القوى كورقة ضغط فيما يتعلق بأزمة معسكر "بعشيقة" مع تركيا. 


"بي كا كا" يسيطر على 515 قرية
 

وتسيطر "بي كا كا" على 515 قرية في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك بالإقليم الكردي شمال العراق. 


وجاءت سيطرة المنظمة على تلك القرى إثر استغلالها للصراع الذي نشب بين "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة جلال طالباني الرئيس السابق للعراق آنذاك. 


وفي بيان نشره الاتحاد الديمقراطي في 16 ديسمبر 2015، أعلن عن وجود 515 قرية تحت احتلال "بي كا كا"، 304 منها في محافظة دهوك، و177 في أربيل، و34 في السليمانية.
 

 

اعلان