في سباق رئاسة لبنان

بتأييد مرشح حزب الله .. لماذا انقلبت بوصلة "الحريري"؟

كتب: محمد المشتاوي

فى: العرب والعالم

23:35 23 أكتوبر 2016

45 جلسة فشل فيها البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في غضون قرابة العامين، التي يعرقلها عدم حضور نواب "حزب الله"، و"التيار الوطني الحر"، ونواب "تيار المردة" الذين يرغبون في تمرير تنصيب الميشال عون زعيم التيار الوطني الحر  وقائد الجيش السابق حليف حزب الله رئيسا للبلاد.

 

سعد الحرير زعيم تيار المستقبل المشارك بائتلاف 14 آذار كان يدعم ترشيح النائب اللبناني "سليمان فرنجية" ولكنه قرر أخيرا تغيير الدفة 180 درجة ودعم الميشال عون مرشح حزب الله في مفاجأة للكثيرين.

 

بعض الغموض أزاله  رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع،  وعضو قوى الـ14 آذار حينما صرح بأن سعد الحريري سيكون رئيس الوزراء اللبناني القادم.

 

وأعلن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني دعمه لترشح العميد ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية.

 

"عندما تعقد الجلسة القادمة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب، فإن كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر الجلسة بكامل أعضائها، وستنتخب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيسا للجمهورية" هكذا أضافه زعيم حزب الله.
 

قبول حزب الله

وأكد عدم ممانعته أن "يتولى سعد الحريري رئاسةالحكومة"، لافتا إلى أن هذه الموقف "مخاطرة من قبلنا".

 

انقلاب

ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إنه عاش بلبنان فترة طويلة والمعروف عن الميشال عون عنصريته الشديدة ضد العرب وتطرفه والعديد من الدماء معلقة في رقبته وهو مرشح إيران وحزب الله، مؤكدا أن تأييد الحريري له انقلاب على مبادئه.

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن سعد الحريري فقد معظم شعبيته واستثماراته وأمواله في لبنان ووجد نفسه خارج الحسابات السياسية لذلك لجأ إلى مناورة سياسية وخطاب عاطفي يحاول من خلاله أن يعود للخريطة السياسية ويوجد  لنفسه موطئ قدم.

 

ولفت إلى أن الحريري فقد أيضًا الداعمين العرب والإقليميين الذي يعتقدون أنهم لا يستطيعون تقديم شيء له، كما أنه يخسر العديد من أنصاره.

 

تكرار خطأ الأب

ونوه بكور إلى أن سعد يكرر ما فعله والده من قبل في 2004 عندما قبل بتمديد ولاية إيميل لحود بضغوط من بشار الأسد ولكن الفرق بين الحريري الابن والأب أن الأب كان مضطرا ومضغوطا عليه ولكن الابن كان أمامه خيارات كثيرة، بحد قوله.

 

وذكر أن الكثير من أعضاء 14 آذار يعارضون قرار سعد الحريري بدعم الميشال عون في الرئاسة، موجها تساؤلا للحريري:" ماذا لو لم يلتزم عون بتعهداته لك؟ كيف سيكون ردك؟ هل أنت قادر على الرد أم ستتفرج وأنت تخسر ما تبقى من أنصارك؟".

 

لكسر الجمود

بينما الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة رأى أن الحريري قد تنازلا حتى تسير الأمور المجمدة منذ قرابة السنتين.

 

واعتبر أن جزء من هذا التحول بيد السعودية التي تدعم الحريري بشكل مباشر والتي تعاني في حربها باليمن ورفعت يدها بعض الشيء عن ما يحدث في لبنان.

 

وشدد على أن رئاسة الحريري للوزراء المقابل المنطقي لدعمه الميشال عون وهكذا هي السياسة تقدم شيئا مقابل شيء.

 

وقرّر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، تحديد يوم 31 أكتوبر المقبل، موعداً لانعقاد جلسة جديدة للمجلس، لانتخاب رئيس للبلاد.

 

ويتطلب النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حضور 86 نائبًا على الأقل من أصل 128 إجمالي عدد النواب، شارك في الجلسة الأخيرة، 35 فقط، وفي حال عدم حصول مرشّح الرئاسة على ثلثي أصوات النواب، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها إلى 65 صوتا على الأقل للفوز بالمنصب.

 

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان في 25 مايو 2014، لم يتمكن البرلمان من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس،

اعلان