في ندوة المركز المصري للدراسات الكردية
بالفيديو| أبرزها الأقليات.. 5 عقبات تواجه الموصل بعد معركة التحرير
نظم المركز المصري للدراسات الكردية ندوة بعنوان "إشكاليات تحرير الموصل وما بعد التحرير" بحضور رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات الكردية والدكتورة نيفين مسعد أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة و والملا ياسين ممثل مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني، وشيركو حبيب ممثلا عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
وفي إطار الحلقة النقاشية التي أدارها الدكتور رجائي فايد، قال شيركو حبيب ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن، قبل البدء بالحديث عن عملية تحرير الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية من إرهابي داعش لابد التطرق إلى كيفية و لماذا سيطر داعش على الموصل، متابعا:" كما هو معلوم مدينة الموصل مركز مهم، فهو عاصمة السنَة العرب في العراق، حيث يعيش أكثرية المكون السُني العراقي في هذا المثلث".
وأضاف:" أهالي الموصل كان لهم دور في إدارة دولة العراق، من الناحية العسكرية و المدنية، ولكن بعد عملية تحرير أو الاحتلال كما يسميها البعض، وعدم اشتراك أكثرية سكان هذه المنطقة في أول عملية انتخابية التي جرت بعد عام 2003، أدى الى خلق التنافر و المشاكل مع السلطة في العاصمة بغداد".
ولفت حبيب إلى أن بعد ذلك أصبحت هذه المشاكل تظهر للعيان بصورة مباشرة بعد تولي المالكي رئاسة الوزراء في العراق، فحاول تدريجيا تهميش دور السًنة من الحكم، و نتيجة لذلك بدأت اعتصامات الفلوجة و الأنبار والمناطق السًنية الأخرى، التي اتهم فيها الكثير من الرموز السنية بأنها تتعاون مع أوساط إرهابية و تحاول زعزعة الاستقرار في العراق، مما ترتب عليه خلق جو من التوتر و العداوة بين السلطة في بغداد و المناطق السنية و كان متوقعا حدوث نوع من الاضطرابات و المشاكل.
البشمركة
وتابع:" عملية تحرير الموصل لايمكن أن تنجح دون مشاركة البيشمركة و التنسيق مع القوات المسلحة العراقية، لأن قوات البشمركة تسيطر على المناطق الشمالية و الشرقية و الغربية من المدينة، في حين القوات العسكرية العراقية تسيطر فقط على المنفذ الجنوبي، و كذلك عدم دخول الحشد الشعبي إلى المدينة و يكون دورهم المساندة فقط".
واستطرد أنه رغم أهمية تحرير الموصل و الاتفاق العسكري، إلا أن الاتفاق السياسي و كيفية إدارة المدينة أكثر أهمية، و ذلك لمنع التدخل الإقليمي في شؤون الموصل، وإدارة المدينة بعد تحريرها.
وواصل حبيب:" و رغم أهمية هزيمة داعش داعش عسكريا، إلا أن هزيمته فكريا ضروري أيضًا؛ لأن مدينة الموصل أصبحت لهم مركزا مهما و حاولوا نشر أفكارهم بين الأطفال و الشباب من أعمار7-16 سنة وهذا يشكل خطرا و تهديدا على استقرار المدينة و المنطقة إن لم يتم معالجة المشكلة، أي ماعدا الجانب العسكري يجب الاهتمام بالجوانب السياسية و الأمنية و الثقافية".
القوميات
وأضاف:" الأهم الآن مرحلة ما بعد داعش، كيف سيتم ادارة المدينة و المحافظة بأكملها، الموصل مدينة متعددة القوميات و الأديان و المذاهب، لابد من الجميع أن يشاركوا في إعادة الهيكل الاداري لمحافطتهم فهنالك العديد من السيناريوهات.
سيطرة مجموعة
السيناريو الأول بحسب حبيب عدم تغيير الواقع الذي كان علية قبل سيطرة داعش، كعهد نوري المالكي، أي سيطرة مجموعة على زمام الحكم في المدينة وتهميش باقي المكونات، وكان هذا أحد أسباب ظهور داعش و سيطرتهم على هذه المدينة.
الثاني ترك مصير المدينة للقدر بعد خروج داعش من المدينة، وبطبيعة الحال ليس معلوما ماذا يجري بعد ذلك حيث مكوناتها ليسوا على وئام تام.
التقسيم
الثالث تقسيم المحافظة إلى عدة مقاطعات أو إلى محافظات وفقا لمكوناتها، مثلا مركز المدينة للعرب السُنة، ومدينة سنجار للكورد، مدينة تلعفر للتركمان، وسهل نينوى للمسيحين، على أن تدار هذه الإدارة من قبل أهاليها,
تدمير المدينة
وأردف:" رغم أن القانون يجيز استحداث محافظات جديدة، و الدستور ينص على إعلان إقليم إذا أراد اهالي المنطقة، ولكن من الصعب إحداث محافظات على هذه الشكل أي على الوجود القومي أو الطائفي أو الديني و المذهبي، وكذلك من الصعب رجوع النازحين في هذه الفترة حيث تم تدمير المدينة و الوضع الاقتصادي العراقي لايسمح باعادة البناء في هذه الفترة".
وفي السياق ذاته قالت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الجزء الغارق من المشهد في معركة الموصل أكبر بكثير مما يطفو على السطح.
وأضافت:" من الإشارات التي يمكن أن توضح كم التشابكات والألغاز في هذه المعركة، بث القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي لقاء أجرته مراسلة التلفزيون الإسرائيلي من الموصل، والسؤال هنا من الذي سمح للقناة الثانية الإسرئيلية بالوصول إلى هناك؟ وهذه أول مرة تبث القناة مباشرة من الموصل".
والغريب أيضًا وفقا لنيفين أن الولايات المتحدة أعلنت أن تركيا خارج نطاق التحالف الدولي ثم نفاجئ منذ يومين بزيارة من وزير الدفاع الأمريكي إلى رئيس الوزراء العراقي ثم تفاهمات حول دور تركيا في عملية تحرير الموصل، ثم يخرج رئيس الوزراء العراقي لينفي هذا الأمر.
واستطردت:" ما قيل حول فتح باب أو طريق لقيادات داعش لكي تنتقل من الموصل إلى الرقة وهى منطقة حدودية تشرف عليها قوات التحالف الدولي وهي من تسمح، أو لا تسمح بالمرور من هذه الحدود، يلزم تساؤلا كيف لقوات التحلف الدولي وهي قادمة أساسا لكي تحارب داعش والمنظمات الإرهابية في سوريا أن تسمح لهم بالمرور؟".
وأشارت إلى أن من الأمور الغامضة التي لم ينتبه إليها الكثيرون في العلاقة بين الأكراد وتركيا، فقيل إن هناك اتفاقا غير مكتوب وغير معلن بينهما على تقاسم النفوذ ،حيث تؤول الموصل إلى تركيا ويحصل الأكراد على كركوك، فكيف لتركيا التي تتهم بمساندة داعش أن تحاربهم بهذا الشكل؟.
التهميش
من جانبه قال المُلا ياسين ممثل مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة، إن خلافة داعش مبنية على أساس عودة المجد السني في العراق، بعد أن أصبحت الدولة في يد الشيعة والكرد بحسب نظرهم، مضيفًا أن أكثر من 50% من ملتحقي أو مؤيدي داعش من ساكني الموصل ما أدى إلى ازدياد الفتن الطائفية بين ساكني الموصل لتعدد مشاربهم الاعتقادية بين سنة وشيعة وكرد ومسيحيين إضافة إلى أقليات أخرى.
وواصل:" داعش ترى أنها حامية حمى السنة من سطوة الشيعة والكرد وهذه الفلسفة أصبحت دارجة ورائجة لدى سنة الموصل وخصوصًا بعد عام 2003".
وأضاف:" ما حدث منذ احتلال داعش لمدينة الموصل من قتل وسبي وتهجير لساكني الموصل من غير السنة، أدى إلى إظهار روح الانتقام والثأر عند التحرير من قبل الأقليات الأخرى ضد السنة الذين التحقوا بداعش أو أيدوهم".