"بائع السمك".. هل يفجر ثورة بالمغرب؟
تصاعد الغضب في الشارع المغربي بعد واقعة مقتل تاجر أسماك، نتيجة تعرضه لعملية طحن مروعة وسط شاحنة للنفايات أثناء محاولته استرداد أسماكه المحجوز عليها من قبل السلطات وذلك في أول أزمة يواجهها المغرب بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
ويعيد مقتل الشاب المغربي للأذهان مشهد واقعة مقتل الشاب محمد البوعزيزي في تونس قبل 5سنوات والتي كانت بداية شرارة ثورات الربيع العربي والتي أطاحت بعدد من الأنظمة كان أولها نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وكانت شاحنة نفايات طحنت الجمعة بائع أسماك بمدينة الحسيمة شمال المغرب يدعى محسن فكري بعد أن ارتمى بداخلها اعتراضا على مصادرة رجال الأمن بضاعته بحجة مخالفتها للقانون حسب ما جاء في مواقع مغربية.
وشهدت المغرب حالة حراك وغضب نتيجة الحادثة التي أثارت تعاطفا على كافة المستويات، خاصة مع دعوة منظمات شبابية وسياسية وجمعيات، بوقفات احتجاجية وتضامنية مع فكري في مدن مختلفة.
وخرجت تظاهرات في مدن الحسيمة، الرباط، طنجة، القنيطرة، الدار البيضاء، مراكش، تطوان، بني ملال، القصر الكبي، سيدي سليمان، وجدة، إمزورن، الصويرة، بوكيدان، أكادير، بني بوعياش، والناضور.
فيما طالب سياسيون ونشطاء بكشف هوية المسؤول عن مقتل بائع الأسماك، واعتبروا الحادثة جريمة نكراء، وحمّل حزب الأصالة والمعاصرة المعارض الحكومة المسؤولية عن هذه "الفاجعة المؤلمة ووقائع أخرى مماثلة من خلال طريقة تعاطيها وتعاملها التي تضرب في الصميم أبسط حقوق المواطن وهي الكرامة والعيش الكريم والحق في الحياة".
تنديد حقوقي
وندد مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالواقعة التي وصفها بالجريمة النكراء، وطالب بالكشف العاجل عن ملابسات مقتل الشاب و"تقديم الجناة المتسببين في ذلك إلى العدالة في أقرب وقت".
وأثارت هذه الدعوة قلق الحكومة المغربية بقيادة عبدالإله بنكيران الذي دعا أنصاره في حزب العدالة والتنمية لعدم الاستجابة للمظاهرات، غير أن عدد من الأحزاب دعمت التظاهرات، بما فيها حزب العدل والإحسان الإسلامي.
ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة الجديدةالمكلف عبد الإله بنكيران أنصار حزبه إلى عدم الاستجابة لأي احتجاجات ضد الحادثة.
فتح تحقيق
وأعرب بنكيران عن أسفه "الشديد" للحادث "المؤلم" لوفاة بائع، مؤكدا فتح تحقيق بشأن الحادث من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي انتقلت لعين المكان لهذه الغاية.
بدوره قال الدكتور سيد حسين ـ مدير مركز عرب للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المغرب دولة مستقرة بالرغم من المشاكل والأوضاع المحيطة بها، لكن هناك محاولة لشد أطراف الدولة بسبب الصراع في منطقة البوليساريو، فما بين الجزائر وبين إيران تخضع السياسات الداخلية لمدى تباين العلاقة بين الدول الثلاث سواء كان توترا أو استقرار على المدى القصير.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الاحتجاجات الداخلية في المغرب قد تكون لها دوافع اجتماعية عديدة، ولكن الأمور لا يجب أن تخرج عن سياقها الطبيعي، لانها مجرد احتجاجات على حادثة أومشكلة إجتماعية قائمة.
استغلال الحدث
وأكد أن ذروة التصعيد للاحتجاجات سيكون اعتصامات أو إضرابات أو مجموعة مشاغبين هنا أو هناك، ولكن إذا خرج الأمر عن السياق وشهدت المغرب كما شهدته الدول العربية في ثورات الربيع العربي فإن الأمر يؤكد استغلال الحدث من الخارج.
ولفت إلى أن الانتكاسات التي حدثت لثورات الربيع العربي على جميع المستويات من الناحية الاقتصادية والأمنية ستكون سببا منطقيا للشعب المغربي بعدم وصول الأمر لانتفاضة حفاظاً على استقرار البلاد، لكن الخطر الحقيقي هو استغلال قوى إقليمية ودولية للأزمة ومحاولة النفخ في نيران تلك الاحتجاجات لتعقيد الأزمة.
تغول السلطات
بدورها قالت الناشطة السياسية المغربية إسراء أيوب، إن فساد السلطات أصبح لايمكن السكوت عليه، فعند كل حادثة تعلن السلطات عن فتح تحقيق دون اتخاذ تدابير وإجراءات تمنع تغول السلطات التنفيذية.
وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المغرب شهد كثيراً من تلك الجرائم التي ترتكب في حق المواطنين من دون أن يردع المسؤول عن هذه الجرائم.
ووجهت تساؤل للحكومة المغربية أين نتائج التحقيق في فاجعة طانطان مي فتيحة كلميم؟، وغيرهم من الجرائم، وأكدت أنه لابد من استمرار الاحتجاجات حتى يجتث الشباب الفساد على حد قولها.