ميشال عون "العماد اللاجئ" .. حليف حزب الله يعتلي بعبدا(بروفايل)
زعيم مسيحي بدرجة جنرال عسكري، برلماني هو الأقوى مسيحيّاً والأكثر تمثيلاً، تقلد غالبية المناصب القيادية في لبنان، من قيادة الجيش لرئاسة الحكومة.. إنه ميشال عون الرئيس اللبناني الجديد والثالث عشر للجمهورية اللبنانية.
ففي الجلسة الـ 46 للمجلس النيابي، انتخب عون كرئيس جديد للبنان بعد ولادة متعثرة استمرت لثلاث سنوات، وفراغ رئاسي استفادت منه التكتلات السياسية والجماعات المسلحة، ليحكم لبنان من قصر بعبدا.
ولد ميشال عون في الـ 18 من فبراير عام 1935 في حارة حريك، البلدة المسيحية الشيعية في الضاحية الجنوبية لبيروت. والده نعيم عون مزارع، ووالدته ماري عون، سيدة منزل. ثم التحق بالمدرسة الحربية كتلميذ ضابط، وتلقّى رتبه حتى وصل لرتبة العماد.
ميشال عون يؤسس حكومة عسكريةعام 1988
في يونيو عام 1984، عين عون قائدًا للجيش اللبناني، وبات لقب "الجنرال" منذ ذاك الحين ملتصقا باسمه.
بدأ "الجنرال" المسيحي قائداً للجيش، ثمّ رئيساً لحكومة بتراء شكلّها رئيس الجمهورية آنذاك، واستمر في رئاستها رغم استقالة ثلاثة من أعضائها ـ وهم أعضاء المجلس العسكري عام 1988.
أثناء ترؤسه للحكومة العسكرية، خاض عون حربين، الأولى ضد القوات السورية الموجودة في لبنان بقرار عربي، ثمّ حرب ضد القوات اللبنانية التي رأت أنها شريكته، ثمّ تجاوزته فقررت أن تستقل بمنطقة سيطرتها بالقوة في بعض جبال لبنان.
وفي أغسطس 1989 تم التوصل في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، ولكنه رفض الاتفاق بشقه الخارجي، وذلك لأنه يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان.
سعد الحريري وميشال عون
وبعد معارك ضارية تم إقصاؤه من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية "لبنانية / سورية" مشتركة، حيث قام الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود الرئيس الأسبق للبلاد، بمؤازرة من الجيش السوري، في قصف قصر بعبدا، فأرغم عون على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.
في العام 1996، أسس عون "التيار الوطني الحر" من باريس.
وكان لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 وما تلاه من اندلاع احتجاجات شعبية دفعت القوات السورية إلى الانسحاب من لبنان، الدور المباشر في عودة عون من منفاه الباريسي.
وبعد شهر على عودته، شكل عون مفاجأة كبرى بفوزه بـ21 مقعدا من أصل 128 في المجلس النيابي، وقد خاض الانتخابات وحده من دون حليف. ومنذ ذلك الحين، بدأ أنصاره يطلقون عليه اسم "الزعيم المسيحي القوي"، ويطالبون بأن يصبح رئيسا.
حسن نصر الله
وفي خطوة مفاجأة قلبت موازين القوى في لبنان، وقع عون في السادس من فبراير العام 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله الذي يعد أبرز حلفاء النظام السوري، وبعد عداء طويل، زار عون سوريا ثلاث مرات في الأعوام 2008 و2009 و2010، واستقبله الرئيس السوري بشار الأسد.
في العام 2009، عاد عون إلى البرلمان على رأس كتلة نيابية من عشرين نائبا، هي أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني.
وفي يناير من العام 2016، أعلن جعجع دعمه ترشيح عون إلى الرئاسة، ما أحدث توترا بينه وبين حليفه سعد الحريري الذي عاد وانضم الآخر لمؤيدي عون رئيسا.
ويرى خصوم عون بأنه شخص متقلب ومتهور، وتابع لحزب الله، لذلك اعترضت على وجوده، بعض النخب والحركات السياسية، أبرزها حركة أمل ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، والذي يعد أكثر الرافضين لوجود الجنرال في قصر بعبدا.
في حين يرى آخرون أن التعايش السياسي في لبنان سيكون صعب للغاية، خصوصا بين الرئيس الجنرال "عون" الحليف حزب الله، وسعد الحريري خصمه التاريخي.
كما هناك تحفظ مسيحي آخر على ترشح ميشال عون للرئاسة حيث رفض رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، دعم ترشيح زعيم التيار الوطني الحر النائب عون من دون الاتفاق على رؤية سياسية مشتركة.
وبعد وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا، يترقب الشارع اللبناني، أول قرارات الجنرال الجديد، بشأن الأزمات التي تحيط بلبنان داخليا وخارجيا.