فوز ترامب .. يمهد الطريق لمنطقة آمنة بسوريا

كتب:

فى: العرب والعالم

15:19 10 نوفمبر 2016

“رب ضارة نافعة" .. ربما يكون هذا لسان حال السوريين عقب تولي دونلاد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالرئيس الكاره للمهاجرين سيسعى كما أعلن من قبل لإنشاء منطقة آمنة في سوريا تلم شتات السوريين المشردين في العالم، ليس من أجل عيون السوريين ولكن لتجنب تدفقهم لبلاده.

 

وصرح بذلك دونلاد في مارس الماضي بنيته في إقامة منطقة آمنة تستوعب “المهجرين السوريين”، لوقف تدفقهم باتجاه أوروبا والعالم.

 

وقال آنذاك إنه سيجعل دول الخليج تسدد تكاليف هذه المنطقة “دول الخليج هذه هي الأغنى في العالم، وسنجعلها تفتح كيسها”.


 

مراقبون سوريون رجحوا ذلك أيضًا في ظل التفاهم الأمريكي التركي في سوريا، خاصة بعدما حققت قوات درع الفرات – العملية التي أطلقتها أنقرة أغسطس الماضي – تقدما كبيرا في سوريا وباتت على مشارف مدينة الباب على بعد 38 كيلومتراً من مدينة حلب.


 

قريبا

وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الإعلان عن منطقة آمنة شمالي حلب سيتم قريباً، مبينا أن مساحة المنطقة ستكون 5 آلاف كيلومتر مربع، وسيعلن عنها من قبل عملية "درع الفرات"

.

وقال أردوغان خلال كلمة له، أواخر أكتوبر الماضي إنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسألة خروج مقاتلي "جبهة فتح الشام" من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات. وأكد أن "الوضع في حلب مقلق فهناك أكثر من مليون سوري، من الممكن أن يزحفوا نحو تركيا إذا حدثت هجرة جماعية


 

تصريحات الرئيس التركي بينت تفاهما بشكل أو بآخر بين تركيا وروسيا في سوريا إذ كان الروس عقبة أساسية أمام هذه المنطقة لتحكمها بسماء سوريا بأسطولها الجوي وصواريخ إس 400 التي نشرتها بها.


 

وأوقفت روسيا في الفترة الأخيرة غاراتها على حلب عدة مرات بعد الضغوط الدولية عليها.


 

متفق عليها

تيسير النجار رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين رجح البدء في إنشاء منطقة آمنة كبيرة في سوريا بعد نجاح دونلاد ترامب، مؤكدا أن هناك اتفاقا دوليا على إنشائها وهناك جدية على ذلك.


 

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" إلى أن المنطقة الآمنة لن تكون صغيرة فهي ستمثل 2% من مساحة سوريا وستصبح جاهزة لتأسيس مشاريع للاجئين.

 

منع التحليق

وذكر أن منع التحليق الجوي من جانب روسيا بات ممكنا الآن وهو ما سيمكن من إقامة هذه المنطقة.

 

ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إنه من الناحية النظرية هذا ممكن فقد أعلن دونلاد ترامب عزمه إنشاء منطقة آمنة ولكن يظل السؤال هل ترامب وهو رئيس سينفذ ما تعهد به كمرشح رئاسي أم لا ومن سيكون فريقه الرئاسي وحكومته.

 

توافق تركيا وترامب

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن ما يعزز فرص إنشاء منطقة عازلة من الناحية النظرية أيضًا هو الأريحية بين تركيا وترامب فقد كان موقف الأخير جيدا برفض محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو الماضي في تركيا كما أنه لم يتدخل بالشؤون الداخلية التركية ويهاجم أنقرة بدعوى حقوق الإنسان كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تنتمي هيلاري كلينتون لحزبه.

 

علاوة على كل ذلك يظل ترامب الأقرب لروسيا كما أكمل بكور، وربما يساهم ذلك في إنشاء المنطقة العازلة، وإن كان ذلك صعبا فالروس الذين حشدوا أساطيلهم البحرية والجوية لن يسمحوا بسهولة بمنطقة عازلة في سوريا خاصة إذا كانت تقترب من ما تسميه روسيا "سوريا المفيدة" وهو المشروع الذي أقره الكرملين وحلب جزء منه.

 

وتابع:” ترامب لا يخفي تقاربه مع بوتين وقال سيسعى لأفضل علاقات معه، ولكن شكل العلاقات الفعلية بين أمريكا وروسيا هي التي ستحدد مصير المنطقة الآمنة التي يريده ترامب ليبعد المهاجرين عن بلده وليس حبا في السوريين وتتوافق مع الرؤية التركية".
 

وتؤيد أوروبا حظر التحليق بسوريا تمهيدا لإعادة اللاجئين الذين يؤرقون البلاد الأوروبية.

 

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، 24 أبريل الماضي ، إن ألمانيا تسعى لإقامة "مناطق آمنة" لإيواء اللاجئين الفارين من سوريا، وهي الفكرة التي تبنتها تركيا طويلا.

 

وأيدت فرنسا من قبل إنشاء منطقة آمنة في سوريا تستوعب اللاجئين السوريين وعبرت عن ذلك على لسان السفير الفرنسي لسوريا فرانك جيليه

اعلان