بعد الموصل .. سيناريوهات سوداء "دراسة"
"تحرير الموصل من قبضة داعش" يراها البعض نهاية للكثير من أحداث العنف في العراق، إلا أن مؤشرات كثيرة تنذر بأنها بداية لصراع أكبر بين مكونات العراق الطائفية على نطاق أوسع، بل أن آثارها ستنتقل إلى سوريا وتقلب الموازين، وفق ما أفردت دراسة جديدة لمركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية تحت اسم "معركة الموصل والمآلات المحتملة".
بحسب الدراسة فإنه سيترتب على معركة الموصل نتائج بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبل العراق، لأن انطلاق المعركة جاء بضغط أمريكي دون تحديد أو بلورة تصور مسبق وواضح لمستقبل المدينة وإدارتها بعد تحريرها، ما يزيد من تعقيد المشهد المحلي وتصاعده إقليمياً.
نقطة التحول ستكون بعد المعركة في سحب ذريعة حرب الإرهاب من يد ا لأطراف المشاركة في الحرب وحينها قد تشعل صراعات طائفية وعرقية بين السنة والشيعة العرب من جهة، والتركمان السنة والشيعة من جهة أخر ى، إضافة إلى صراع نفوذ محتمل بين الحشد الشعبي والكرد، وبين الكرد أنفسهم في السليمانية الموالية لإيران وأربيل الموالي لتركيا، نظرا لتنوع التكوين الديمغرافي للمدينة وطبيعة الأطراف المشاركة فيها.
التقسيم أو الفدرلة
وستترك معركة الموصل العراق مفتوحاً على العديد من الاحتمالات كالتقسيم أو الفيدرالية الكاملة على أساس طائفي وعرقي أو حرب أهلية شاملة على أساس طائفي قد تعيد تقوية تنظيم الدولة من جديد من جهة.
كما تنذر مشاريع إعادة الإعمار التي ستحدد مدى عودة النازحين إلى مناطقهم أو تغييرها ديمغرافياً بشكل نهائي، خطورة الهندسة الاجتماعية التي تسعى طهران لتكريسها في البنية العراقية، إذ يظهر ذلك في مناطق تمت استعادتها من أيدي التنظيم ولم يسمح للعراقيين السنة بالعودة إليها من جهة أخرى.
التغيرات الخطيرة لن تطال العراق وحسب بل ستمتد وفق الدراسة إلى سوريا إذ سينتقل أعداد من مقاتلي تنظيم الدولة وبخاصة الأجانب منهم إلى الرقة السورية، إذا شعروا بقرب سقوط الموصل، وهذا ما سيزيد من صعوبة معركة الرقة كونها ستكون الحاسمة بالنسبة للتنظيم ودولته.
الحشد إلى سوريا
سيترتب على ذلك انتقال أعداد كبيرة من مقاتلي الحشد الشعبي إلى سوريا لدعم نظام الأسد بعد نهاية معركة الموصل، وهو ما أكدته قيادات الحشد في تصريحاتهم وتزيد خطورة هذا الاحتمال في حال نجاح الحشد في السيطرة على قضاء تلعفر.
سيزيد الطين بلة أيضًا انتقال عناصر من حزب العمال الكردستاني ممن كانوا يقاتلون داعش في سنجار العراقية لتدعيم مليشيات الـ pyd في سوريا.
من جانبها ستحاول روسيا والنظام السوري فرض أنفسهم كطرف أساسي في المعركة وتحولها إلى ساحة جديدة للصراع الأمريكي الروسي، ومن المحتمل أن يشارك النظام من محور "السلمية-أثريا" كونه يمتلك قوات في تلك المنطقة لمهاجمة مدينة الطبقة واستعادتها لأهميتها البالغة له،كونها تحتوي سد الفرات.
تشتيت تركيا
بالنسبة لتركيا ستستغل قوات سوريا الديمقراطية الكردية الانشغال التركي وقوات درع الفرات بمعركة الرقة لمعاودة العبور إلى غرب الفرات، ويرجح هذا الاحتمال رغبة النظام وإيران في إرباك تركيا وتشتيتها على أكثرمن جبهة.
وقد يستغل النظام معركة الرقة والضغط على داعش في الرقة لفتح معركة في دير الزور بالاعتماد على مقاتلي الحشد الشعبي لكسب مساحات أكبر من الأرض.
متنفس للمعارضة السورية
انشغال النظام المؤكد بمعركة الرقة وتركيز جهوده على تقديم نفسه وحليفه الروس كشركاء في مكافحة الإرهاب ،قد يمنح قوات المعارضة السورية هامشا أوسع لإحداث اختراقات على جبهات النظام المختلفة و بخاصة في حلب
وتختم الدراسة:" بقدر ما تدل إليه المؤشرات على بداية انحسار نفوذ تنظيم الدولة في العراق و سوريا، إلا أن حركية الأحداث الأنبار وصلاح الدين وديالى وغيرها تنبئ أن استخدام ذات الآليات في محاربة التنظيم لن تفضي لهزيمة التنظيم إن لم يكن هناك رؤية سياسية متكاملة لأزمة العراق مقبولة من المكون السني".