حفتر أم السراج .. على من يراهن ترامب الطامع بنفط ليبيا؟
"لنا نصف نفط ليبيا مقابل إسقاط القذافي" هذا ما صرح به الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب في حديث سابق مع شبكة فوكس نيوز.
ترامب دافع عن التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا أغسطس الماضي من أجل قصف داعش في سرت، مؤكدا عزمه مواصلة قصف التنظيم، متابعا: "من الواضح أنه لم يكن أمامهم خيار آخر، فقد سيطر التنظيم على ليبيا وعلينا قصفه".
السؤال الآن بعد أن استطاع ترامب الظفر بكرسي رئاسة البيت الأبيض على من سيراهن الرئيس الأمريكي من المتنازعين في ليبيا ، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الذي يحظى بدعم أممي، أم خليفة حفتر قائد عملية الكرامة الذي استطاع أن يتنزع الهلال النفطي من قبضة السراج.
النفط وداعش
كلا من المتنازعين لديه ميزة مهمة جدا بالنسبة لأمريكا، فخليفة حفتر بات يتحكم في غالبية آبار النفط في ليبيا الذي أكد ترامب أحقية أمريكا بنصفه وبسيطرته على الهلال النفطي بعد معركة شنتها قواته على الهلال لانتزاعه من سيطرة حرس المنشآت الموالي للسراج حتى لا يخرج من المعادلة السياسية أصبحت له اليد العليا عليه.
وفايز السراج نجح بمساعدة القصف الأمريكي في حرمان تنظيم داعش من معقلهم الرئيسي في ليبيا وأهمها مدينة سرت بعد عدة أشهر من إطلاق عملية البنيان المرصوص وبات التنظيم محصورا في منطقة الجيزة البحرية على أطراف سرت وهي صغيرة جدا.
وأعلنت عملية "البنيان المرصوص" في ليبيا أن قواتها سيطرت أمس الثلاثاء على مواقع جديدة في منطقة الجيزة البحرية بمدينة سرت آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة.
وأعطى ترامب الأولوية في حديثه للقضاء على داعش حتى أنه أعلن أن المشكلة في سوريا ليست بشار الأسد ولكن تنظيم داعش.
الهجرة
اهتمام ترامب بليبيا ليس من أجل النفط وداعش وحسب ولكنها أيضًا لأنها ساحة للهجرة غير الشرعية لبلاده ولأوروبا وهو من البداية أعلن عدائه للمهاجرين وتعهد ترامب، بترحيل أي مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة، وقال إنه سيشكل لجنة لتحديد الدول التي يجب حظر المهاجرين القادمين منها، مؤكدا أن سورية وليبيا في المقدمة.
نجاح ترامب أضفى الغموض على الموقف الدولي في ليبيا، فحتى الأوربيين أجلوا الملف الليبي لحين بيان الرؤية حول السياسة الأمريكية الخارجية بخاصة حول ليبيا.
واجتمع المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر في بروكسل أمس الثلاثاء مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية، حيث تبادل الطرفان للمرة الأولى منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية تداعيات ذلك على مهمة كوبلر، وعلى سياسة بروكسل تجاه الأزمة في ليبيا.
السراج
كامل عبدالله المتخصص في الشؤون الليبية وإن كان يرى أن الحكم على سياسة ترامب في ليبيا لن تظهر قبل 6 أشهر من حكمه إلا أنه يعتبر أن فايز السراج ما زال أكثر الوجوه المقبولة دوليا رغم سيطرة حفتر على الهلال النفطي وإعلان خليفة الغويل رئيس الحكومة السابق سيطرته على مقر حكومة الوفاق ووقف عمل حكومة السراج.
وأوضح عبدالله في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن السراج لم يتأثر بتحرك الغويل وأنصاره فغالبية تصريحاتهم تلفزيونية فقط.
وأشار إلى أن سرت بالكامل شبه محررة من داعش على يد فايز السراج ولم يبق للتنظيم إلا بضعة أمتار وهي من النقاط التي تحسب له، في وقت لم يحسم فيه حفتر المعركة في بني غازي ضد الإسلاميين.
وتوقع المتخصص بالشؤون الليبية أن يتصرف دونلاد ترامب في ليبيا بعيدا عن الأوربيين.
واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية تصرفا فرديا بالتدخل جويا في ليبيا لتوجيه ضربات ضد الدولة بجانب حكومة السراج بعد فترة طويلة من المناقشات مع أوروبا حول تدخل عسكري في ليبيا، أفشله بحسب مراقبين الخلاف بين فرنسا وإيطاليا حول تثبيت أقدام الحكومة وتحقيق وفاق سياسي أولا، أو الضربات العسكرية أولا.
تجربة الطرفين
اللواء أركان حرب طلعت مسلم الخبير العسكري توقع أن ترامب سيحاول تجربة الطرفين فايز السراج وخليفة حفتر ويمد حدود التواصل مع الطرفين ويستقر في النهاية على من يحقق الصالح لبلاده أكثر.
وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن ترامب يتحدث فقط، وليس لديه معلومات لأنه لم يخض تجارب سياسية يكون فيها مسؤولا لذلك سيعتمد بشكل كبير على مستشاريه في تحديد وجهته في ليبيا.
وواصل:" الاتجاهات الشخصية سيكون لها دور ولكن في النهاية سيكون الاعتماد الأكبر على المعلومات".
وبعد مرور 5 سنوات على سقوط نظام معمر القذافي، دخلت ليبيا في دوامة صراع داخلي غزته قوى دولية وإقليمية، لم تستطع الحكومات الليبية إحراز تقدم صوب إنهاء أعوام من الاضطرابات السياسية والصراعات المسلحة التي مزقت البلاد.
وحذر البنك الدولي في تقرير له من أن نسبة كبيرة من سكان ليبيا أصبحوا "على شفا السقوط في براثن الفقر" بفعل هبوط أسعار النفط، وتعطل إنتاجه، والجمود السياسي والصراع الشامل الذي يعصف بليبيا.