في حوار لـ"مصر العربية"
سياسي عراقي: نازحو الموصل يحتمون من الشتاء بالحفر.. وداعش فكرة لن تنتهي
أمريكا تريد القيارة بديلا لانجرليك التركية
الفيدرالية حق لأهل الموصل
كركوك ساحة الصراع المقبلة
المشاكل الكبرى ستظهر بعد داعش
" الكثير منهم بدأ بحفر الحفر وتغطيتها بالبطانيات من أجل الحصول على شيء بسيط من الدفء" كان هذا جزء بسيط مما يتعرض له نازحو مدينة الموصل وفق ما كشف غانم العابد السياسي العراقي المعارض في حوار مطول لـ"مصر العربية".
العابد تطرق أيضًا لآخر تطورات معركة الموصل، ومصير المدينة بعد تحريرها، واحتمالات الصدام بين القوات التركية والشيعية في تلعفر، وأيضًا سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب في العراق، والصراعات المقبلة في كركوك.
إلى نص الحوار
في ظل عدم الوضوح حول ما يحدث في الموصل .. إلى أين وصلت الأمور هناك؟
معركة الموصل جرت على عدة مراحل ابتدأت أولاً بمعركة الأطراف ومثلما هو معلوم للجميع أن أطراف الموصل عبارة عن أراضٍ مفتوحة بالإمكان استعادتها عبر القصف المكثف سواء بالطيران الحربي أو المدفعي ومن ثم تقدم الجيش باتجاه الموصل على الرغم من أن داعش اعتمد استراتيجية الأنفاق إلا أن الجيش العراقي استطاع استعادتها وبوقت قياسي.
المرحلة الثانية التي تدور الآن استعادة مركز المدينة، والتنظيم عمل على إنشاء التحصينات الكبيرة منذ فترة طويلة من أجل عرقلة تقدم قوات الجيش العراقي بالإضافة إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية وإرغامهم على النزوح العكسي مثلما ما حدث في قرى جنوب الموصل عندما دفع بهم إلى داخل مركز المدينة وبأعداد كبيرة جداً.
وبالتأكيد معركة مركز المدينة أكثر شراسة وتعقيداً باعتبار أنها تجري داخل المدينة بطريقة حرب الشوارع والعصابات فضلا عن قيام التنظيم بتفخيخ المنازل واستخدام العجلات المفخخة وقصف الأحياء السكنية بالهاونات.
رأينا جنودا ببزات عسكرية يعذبون أطفالا من الموصل وأحدهم دهسته دبابة ثم تبرأت الحكومة ومنهم وقالت أنهم ليسوا من الجيش إن لم يكونوا كذلك فمن هؤلاء؟
الاعتداءات على المدنيين في المدن السنية ليست جديدة وحدثت في كثير من المدن السنية التي دخلها الحشد أو المليشيات وفيديو دهس الطفل بالدبابة لازال مثار جدل لأنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى هوية الطفل أو المكان الذي يسكنه.
لكن في المجمل لحد الآن لم تحدث أية انتهاكات كبيرة في داخل مدينة الموصل على الرغم من أن الجيش استعاد عددا من الأحياء السكنية فيها عدا ما ذكرته منظمة العفو الدولية حول اعتقالات واعتداءات على الأهالي في مناطق جنوب الموصل.
ولكن هناك اتهامات للجيش العراقي والميليشيات الشيعية المرافقة له بالقتل والتعذيب في الموصل..
ليس هناك أي تواجد للمليشيات في مركز مدينة الموصل ولم يثبت أن ارتكاب الجيش انتهاكات ضد المدنيين داخل مركز المدينة.
البعض يتنبأ للموصل بالفدرلة أو التقسيم بعد نهاية المعركة .. فما مصير المدينة من وجهة نظرك؟
الاتجاه للفيدرالية في مرحلة ما بعد داعش هو حق دستوري لأهالي الموصل، لكن تحويل نينوى من محافظة مرتبط بالمركز إلى إقليم يحتاج مبدئيا استفتاء وموافقة 56% من المصوتين على إقامة إقليم نينوى وهذا ما سيحدده رغبة الأهالي هل يتوجهون إلى أقلمة نينوى أم تبقى محافظة مرتبطة بالمركز.
وهل تدخل الميليشيات الشيعية الموصل؟
بالنسبة للمليشيات أو الحشد الشعبي فهناك اتفاق وإن كان غير معلن بأن الموصل لن يدخلها إلا القوات النظامية وستكون السيطرة على الأرض بعد استعادتها للشرطة المحلية والحشود العشائرية وحرس نينوى الذي يقوده أثيل النجيفي المحافظ السابق لنينوى.
هل تتوقع صداما بين تركيا والميليشيات الشيعية في تلعفر؟
موضوع تلعفر معقد جداً هناك الحشد الذي سيطر من قبل على مطار تلعفر وطرد داعش منه وهناك حزب العمال الكردستاني التركي الذي أعلن أنه جهز خمسة آلاف مقاتل للمشاركة بمعركة الموصل وهناك تواجد لقوات تركية في بعشيقة.
دخول هذه الأطراف المتناقضة إلى تلعفر سيؤدي بها إلى الاقتتال فيما بينها، لهذا سارع وجهاء وأعيان تلعفر إلى لقاء رئيس الوزراء العراقي وشرحوا له المشاكل التي قد تنجم عن ذلك، وصدر القرار من حيدر العبادي بأن تلعفر لن يدخلها سوى القوات النظامية.
كانت هناك مناوشات بين الأكراد والحشد الشعبي .. هل تعاونهم الآن تصالح أم إرجاء للصدام بعد داعش؟
بسبب الحرب على داعش كل المشاكل مثلما يبدو تم تأجيلها أو ترحيلها لفترة قادمة، فالجميع متفق على محاربة داعش والجميع مختلف على كل شيء، لهذا قناعتي إن المشاكل الكبرى والتقاطعات ستظهر بعدما يتم استعادة الموصل بالكامل.
هل يختفي داعش من العراق بعد تحرير الموصل؟ أم يعود للهجمات المتفرقة ولحروب العصابات؟
داعش فكر ولاننسى أن التنظيم ظل مسيطرا لأكثر من سنتين على الموصل وفيها مارس كل منهاجه على المدينة ولابد من أنه قد أثر بشكل أو بآخر على الأطفال تحديداً ما يعني أن بذرة داعش موجودة تحتاج فقط إلى الأجواء المناسبة لتنمو.
أقصد أنه بعد تحرير الموصل إذا عاد التعامل الطائفي مع أهالي الموصل على نفس الشكل الذي كان عليه قبل سيطرة داعش في 2014 فأعتقد أنه ستظهر لنا جهة جديدة أشرس من داعش الحالية.
أما ماذا ستفعل داعش، فأتوقع أن التنظيم سينفذ ضربات في كثير من المناطق التي لاتقع تحت سيطرته.
كيف هي أوضاع النازحين خاصة في فصل الشتاء؟
أوضاع النازحين مثلما يشاهد الجميع في أسوأ حال ونرى الكثير منهم قد بدأ بحفر الحفر وتغطيتها بالبطانيات من أجل الحصول على شيء بسيط من الدفء ولايختلف الأمر عن المناطق المحررة مثل جنوب الموصل حيث أن الكثير منها حررت لكن تعاني من نقص كبير في المواد الإغاثية والإنسانية وقد نكون أمام كارثة إنسانية كبيرة إذا استطاع الأهالي الهروب من المدينة باتجاه أماكن آمنة.
وتتحدث التقارير الدولية عن موجات بشرية نازحة قد يصل أعدادها إلى مليون نازح في مدينة يقطنها الآن أكثر مليون ونصف نسمة مع إجبار داعش الأهالي على النزوح العكسي في المناطق التي يخسرها ولا أرى هناك أية خطة موضوعة لمواجهة مثل هذه الكارثة إذا تحققت.
هناك دراسات تتحدث عن حربا سنية شيعية تركمانية كردية في كركوك ما بعد نهاية داعش من العراق .. فهل توافقها الرؤية؟
بالنسبة لكركوك أعتقد أنها ستبقى تحت سيطرة إقليم كردستان حاليا إلا أن يجري الاتفاق على مصيرها، والخلافات لا أظن أنها ستكون مذهبية إنما ستكون شيعية شيعية، وكردية كردية، وسنية سنية وبسبب داعش والحرب عليه أجلت المشاكل لفترة قادمة لحين الانتهاء من حرب داعش.
الحشد أعلن أنه سيتوجه لسوريا بعد معركة الموصل .. ما جدية هذه التصريحات؟
إعلان الحشد ليس بجديد لأن المليشيات هي أساساً موجودة في سوريا وتقاتل دفاعاً عن نظام الأسد منذ سنين مثل مليشيا أبو الفضل العباس والنجباء وعصائب أهل الحق وغيرها.
أين وصلت المعركة بين تيار الصدر والحكومة العراقية؟
الخلافات بين الحكومة والتيار الصدري مؤجلة لحين الانتهاء من معركة الموصل، وبعدها أعتقد الأمور ستتصاعد باعتبار أن التيار الصدري قادرعلى تحريك الشارع ضد الحكومة مثلما سبق أن فعل ذلك مرات عديدة.
كيف تتوقع سياسة ترامب في العراق .. وعلى من سيراهن ويتحالف؟
لن تكون سياسة ترامب في العراق مختلفة فأمريكا مهما تغير الرؤساء تتبع مصالحها، وأعتقد أن مصالح أمريكا أصبحت الآن في المدن السنية بعد أن استحوذت إيران على بغداد والمحافظات الجنوبية الشيعية بدليل أنها استقرت الآن في قاعدة القيارة الجوية جنوب وهناك حديث أنها ستكون البديل لقاعدة انجرليك التركية في ظل الخلافات التركية الأمريكية أخيراً.