اقترب حسمها عسكريا
بمعركة بني غازي .. خليفة حفتر يغري الغرب
من أجل حسم حرب بني غازي لصالحه يرمي المشير خليفة حفتر قائد عملية الكرامة بثقله في هذه المعارك، لمجابهة انتصار كبير حققه خصمه السياسي المدعوم أمميا فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية بحصر تنظيم داعش في رقعة صغيرة في معقلهم الرئيسي بليبيا.
حفتر يأبي إلا أن يكون جزءا من الاتفاق السياسي الذي سيعاد رسمه من جديد بعد عام من الذي جاء على إثره السراج لرئاسة الحكومة، التي رفض حفتر التسليم لها رغم الضغوط الدولية بدعوى إنها لم تحصل على الثقة من برلمان طبرق في الشرق الذي يتبع له حفتر.
قوات حفتر تخوض معركة كبيرة منذ عدة أشهر في بني غازي ضد مجلس شورى ثوار بني غازي ذو التوجه الإسلامي ويعد تنظيم أنصار الشريعة - فرع تنظيم القاعدة في ليبيا - أحد روافده.
قرب الحسم
وأعلنت قوات خليفة حفتر منذ ثلاثة أيام سيطرتها على أحد المعاقل الأخيرة للفصائل المسلحة الإسلامية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وسط اشتباكات قتل فيها ما لا يقل عن 18 جنديا.
وأعلنت سيطرتها على منطقة القوارشة كاملة، غربي مدينة بنغازي، التي تعد أهم المناطق التي كانت تتحصن بها كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي.
وتستعين قوات عملية الكرامة بالضربات الجوية المكثفة وحصار مدينة قنفودة التي يقبع بها بعض أعضاء مجلس شوى ثوار بني غازي.
نجاح السراج
يأتي هذا في وقت تستعد فيه قوات حكومة الوفاق الليبية باستئصال تنظيم داعش من مدينة سرت آخر وأكبر معاقله في ليبيا، بعدما تقدمت قوات السراج في منطقة الجيزة البحرية آخر بقعة يستوطنها عناصر داعش في سرت بعد ثلاثة أشهر من انطلاق عملية البنيان المرصوص التي أطلقها السراج لاستعادة سرت.
بحسب مراقبين فإن حفتر يريد أن يغير دفة الغرب من دعم السراج إليه لتكون ليبيا موحدة بقبضته، فلم يكن سيطرته على الهلال النفطي وانتزاعه من يد قوات حرس المنشآت التابعة لحكومة السراج كافيا، فيريد قائد عملية الكرامة انتصارا عسكريا حبذا على إسلاميين يراهم الغرب متشددين لينتزع الميزة التي حصل عليها السراج.
تعزيز موقفه التفاوضي
كامل عبدالله المتخصص في الشؤون الليبية رأى أن نجاح حفتر في معارك بني غازي يحتاجه بشدة لتعزيز موقفه التفاوضي في عملية الحوار والاتفاق السياسي.
وبحسب ما يعتقد عبدالله في حديثه لـ"مصر العربية" أنه ما زال مبكرا الحديث عن السيطرة على بني غازي واستقرار الوضع بها، ولكن هذا يروج له فريق حفتر من أجل تعزيز موقفهم الذي بات أكثر تفاؤلا في الفترة الأخيرة.
جوء من العملية السياسية
وأضاف أن خليفة حفتر مصر أن يكون جزءا رئيسيا في العملية السياسية التي لم يتحدد حتى الآن موعد للنقاش حول الاتفاق السياسي.
ولفت عبدالله إلى أن بعض المقربين من حفتر قالوا إنهم تلقوا وعودا من المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر بفتح ملف الاتفاق السياسي من جديد ولكن الأهم في رأي المتخصص في الشؤون الليبية الآليات التي سيقوم عليها الاتفاق.
ما زال الوقت مبكرا ليس فقط لأن المعارك لم تحسم بعد بني غازي كما يوضح عبدالله ولكن لأنهم الأوربيين أنفسهم ينتظرون ملامح سياسة إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب في كيفية التعامل مع الوضع الراهن في ليبيا.
وتابع:" ولكن كثير من الأوساط الليبية يعتقدون أن ترامب سيعزز من خصوم الإسلاميين، ولكن في رأيي ترامب لن يدعم أحدا هكذا بدون مقابل، ومن سيقدم لترامب أكثر سيحصل على دعمه".
توحيد ليبيا
اللواء أركان حرب طلعت مسلم الخبير العسكري رأى هو الآخر أن حفتر سيستفيد من حسم معركة بني غازي في التأكيد بأنه ماض في طريق توحيد ليبيا تحت قيادته، وهذا في رأيه مفيد لكل اللليبيين وليس حفتر وحده.
وأضاف في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن حفتر يسطر على رقعة كبيرة وجيدة من مساحة ليبيا ولا يطمع في المزيد إلا في سبيل توحيد ليبيا وإنهاء المسأساة التي يعانيها الليبيون منذ 5 سنوات.
في اعتقادج الخبير العسكري الغرب سيؤيد النتائج على الأرض، وهو من مصلحته نظام سياسي مستقر في ليبيا.
غموض كوبلر
وما زال موقف المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر غير واضح المعالم ففي الوقت الذي يثني فيه على تقدم قوات خليفة حفتر في بني غازي يؤكد بأن اتفاق الصخيرات السياسي الذي أفرز عن حكومة الوفاق الوطني سيبقى الإطار الوحيد للمضي قدما وحل الأزمة الليبية.
ونقل علي القطراني نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية عن كوبلر أنه اقترح تشكيل لجنة من 15 شخصية تمثل أقاليم ليبيا الثلاثة، لاختيار رئيس حكومة توافقية جديد ونائبين.
ومع هذا قال مارتن كوبلر في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ، إن الجيش الوطني الليبي يتكبد خسائر مؤلمة في الأرواح في سبيل محاربة الإرهاب في بنغازي محققًا تقدمًا مهمًا للقضاء على الإرهاب لمصلحة جميع الليبيين.