بزيارة تاريخية لإثيوبيا .. المغرب يحاصر البوليساريو أم مصر؟

كتب:

فى: العرب والعالم

23:10 21 نوفمبر 2016

زيارة أولى من نوعها أجراها ملك المغرب محمد السادس لإديس أبابا عاصمة إثيوبيا لأول مرة منذ توليه الحكم من 18 عاما، مصطحبا معه العديد من الاتفاقيات والكثير من علامات الاستفاهم حول أسباب الزيارة هل هي تصب في صالح عودة المغرب للحضن الإفريقي بعد فترة قطيعة، أم معاقبة المغرب لمصر بعد التوتر الأخير.

 

ملك المغرب اصطحب في زيارته منذ يومين 63 شخصية، لتوقيع اتفاقيات متنوعة تخطت العشر اتفاقيات غطت معظم الجوانب الاقتصادية والثقافية وخلافه.

 

وأبرز هذه الاتفاقيات، واحدو وقعت بين مجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط" المغربي، أكبر مصدر للفوسفات في العالم، مع أديس أبابا لبناء مصنع لإنتاج الأسمدة بقيمة 3.7 مليار دولار.

 

ويتوقع أن ينتج المصنع في مرحلته الأولى بحلول العام 2022 نحو 2.5 مليون طن من الأسمدة، ومن المقرر في المرحلة الثانية استثمار 1.3 مليار دولار في هذا المشروع، إضافية لزيادة الإنتاج إلى 3.8 مليون طن بحلول العام 2025.

 

دعم إثيوبي للمغرب
في المقابل أعلنت إثيوبيا دعمها للمغرب، وفي بيان مشترك بين البلدين رحبت أديس أبابا بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، معلنة تأييدها له بقوة في هذا الاتجاه، وأفادت بأن العودة مدرجة على أجندة القمة الإفريقية القادمة بأديس أبابا في يناير".

 

القطيعة بين المغرب والاتحاد الإفريقي مضى عليها أمد بعيد منذ 1948 احتجاجا على انضمام جبهة البوليساريو التي تحكم الصحراء الغربية وتطالب باستقلالها عن المغرب وتعتبر المغرب محتل لها في وقت يرى الأخير أنها جزء لا يتجزأ من أراضيه.

 

البوليساريو
وكما كانت جبهة البوليساريو سببا في الطلاق بين المغرب والاتحاد الإفريقي، كانت عاملا في توتر العلاقات بين الدار البيضاء والقاهرة على خلفية استقبال الأخيرة لوفد من الجبهة، ما أشعل غضب المغرب.

 

الدكتور عبدالفتاح الفاتحي المحلل السياسي المغربي أرجع سر التقارب المغربي الإثيوبي لرغبة الطرفين في تقوية علاقاتهما الثنائية بعد شبه قطيعة سياسية، حيث يجدان أنفسهما في مسيس الحاجة لاستثمار إمكانياتهما من أجل عوائد اقتصادية وسياسية لصالح الطرفين.

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن المغرب إذ يتوجه إلى إثيوبيا بعلاقات تتجاوز المواقف السياسة نحو براغماتية اقتصادية مفيدة للبلدين، فإن ذلك يأتي ضمن رؤية ملكية شاملة لأسس تعاون جديد مع كامل دول إفريقيا وبدون استثناء.

 

تعزيز الاقتصاد الداخلي
وتابع:" يعول المغرب على الفضاء الإفريقي لتعزيز اقتصاده الداخلي من خلال شراكات ثنائية ندية مع دول إفريقية أساسها مبدأ رابح – رابح، وكذلك مهتم بقوة النفوذ السياسي لدول إفريقيا الشرقية داخل منظمة الاتحاد الإفريقي".

 

وعن سبب اختيار إثيوبيا كأول محطة لملك المغرب قال الفاتحي إن إثيوبيا عاصمة إفريقيا السياسية ودولة مقر الاتحاد الإفريقي، فضلا عن أنها مقبلة على أن تكون أكبر مزرعة إفريقية، وطبيعي أن يسابق المغرب لأن يكون أحد القاطفين من ثمارها. 

 

نفوذ سياسي
وأشار إلى أن استعادة المغرب للحضن الإفريقي ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة لتقوية النفوذ السياسي لمنظمة الاتحاد الإفريقي وتوطيد العلاقات البينية بين الدول الإفريقية وفقا لاستراتيجية تعاون جنوب – جنوب التي أعلن عنها الملك محمد السادس.

 

وأكد أن عودة المغرب إلى الفضاء السياسي الإفريقي أعمق من أن تكون لحسابات حل نزاع الصحراء الذي يبقى من اختصاص الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأن جولة الملك الأخيرة في إفريقيا الشرقية تأتي ضمن استراتيجية مغربية شاملة تروم تشكيل "حكومة المغرب الإفريقي".

 

في حاجة لمصر
وعما إذا كان للزيارة علاقة بمصر قال المحلل السياسي المغربي إن بعض القراءات الصحفية فسرت مشاريع استثمار المغرب في إثيوبيا بمثابة دعم لمواقفها السياسية بخصوص سد النهضة، وهي قراءات مجانبة للمنطق السياسي، لأن المغرب يعول على مساندة ودعم مصر لاستعادة وضعه الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي ولا يمكن أن تكون له خلفيات ضيقة كهذه.

 

واختتم:" كما أن التحرك الملكي في إفريقيا خيار جيواستراتيجي شامل لا يبنى على موقف استقبال مصر لجبهة البوليساريو، حيث تنفي جهات رسمية مصرية استدعائها لوفد البوليساريو أو تأييدها لمواقفه الانفصالية". 

 

بينما كان لعادل عامر رئيس مركز المصرييين للدراسات السياسية والاقتصادية والقانونية رأي آخر فاعتبر أن جبهة البوليساريو وأزمة الصحراء الغربية تقلقان المغرب قلقا  كبيرا جدا.

 

ردا على القاهرة
وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية":" عندما وجد المغرب مصر تستقبل وفد جبهة البوليساريو وهذا ضد مصالحه في حل مشكلة الصحراء التي يعتبرها جزءا منه لجأ لأثيوبيا ردا على ما قامت به مصر".

 

ورأى عامر أن إثيوبيا ليس لها وزن وثقل لتعيد المغرب للحضن الإفريقي وكل قيمتها في ملف سد النهضة وعلاقتها بإسرائيل واليهود، وغالبا أي تقارب يحدث مع إثيوبيا يكون كنوع من التوازن السياسي أو لتقويض مصر أو الضغط عليها.

اعلان