أبرزهم المغرب والسعودية والإمارات

بانسحاب 9 دول .. البوليساريو تربك القمة العربية الإفريقية

كتب:

فى: العرب والعالم

19:02 23 نوفمبر 2016

كما أفسدت علاقة المغرب بالاتحاد الإفريقي منذ 1984 عندما انسحب من الاتحاد بسبب ضم جبهة البوليساريو، عادت الأيام وانسحب المغرب من القمة من القمة العربية الإفريقية الرابعة التي تعقد اليوم، في مالابو بغينيا أيضا بسبب  إصرار  الدولة المضيف على مشاركة وفد الصحراء "جبهة البوليساريو" في أعمال القمة تحت مسمى الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية.

 

 

اللافت هذه المرة انسحاب 8 دول عربية أخرى تضامنا مع المغرب في معركتها ضد جبهة البوليساريو، وهي  البحرين، والسعودية والإمارات وقطر واليمن والأردن وسلطنة عمان والصومال.

 

يأتي هذا في وقت يسعى فيه المغرب للعودة للحضن الإفريقي بعد قطيعة دامت قرابة الـ32 عاما بسبب حصول جبهة البوليساريو على عضوية منظمة الوحدة الإفريقية 1982 وهو الكيان الذي يعتبره المغرب وهميا.

 

وأعلن  العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في يوليو الماضي أن الرباط قررت العودة إلى الاتحاد الافريقي، وأجرى محمد السادس مطلع الأسبوع الجاري جولة تاريخية لإفريقيا بدأها بإثيوبيا التي تستضيف قمة الاتحاد الإفريقي وثع معها 13 اتفاقية اقتصادية وثقافية، وفي المقابل دعمت أديس أبابا عودة المغرب للاتحاد.
 

جذور الأزمة

مشكلة الصحراء الغربية أن المغرب يراها جزءا لا يتجزأ من أراضيه وله سيادة كاملة عليه، بينما جبهة البوليساريو التي تحكم الصحراء وتقول إنها دولة مستقلة وتعتبر المغرب محتلا لها.

 

قضية الصحراء خط أحمر بالنسبة للمغرب لا تقبل التهاون فيها، فلم يصطدم بسببها فقط بالاتحاد الإفريقي ولكن رد فعله كان أقسى مع الأمم المتحدة حين وصف أمينها العام المنتهية ولايته بان كي مون وضع المغرب في الصحراء بأنه احتلال ما دفع المغرب لمطالبة بعثة الأمم المتحدة لمغادرة الصحراء.

 

كما اصطدم المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية حين انتقد تقرير للخارجية الأمريكية ما سماها انتهاكات تقترفها السلطات المغربية بحق النشطاء الصحراويين من تعذيب واحتجاز وخلافه.
 

 

ورأى الدكتور عبدالفتاح الفاتحي المحلل السياسي المغربي أن انسحاب المغرب من القمة طبيعي ومنسجم مع موقفه السياسي تاريخيا من الدولة الوهمية لجبهة البوليساريو الانفصالية.

 

غير معترف به

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أن هذا لسبب قانوني وهو أن الكيان غير معترف به في لوائح الأمم المتحدة ولا في أي تنظيم قاري ولم يتشكل وفق مبادئ القانون الدولي لتأسيس الكيانات القومية.

 

وأشار إلى أن مساندة الدول العربية من غير المنتمين إلى منظمة الاتحاد الإفريقي لأنها من جهة تؤمن بمقتضى القانون الدولي ولائحة الأمم المتحدة للدول الكيانات المنتمية لها، ولا يمكنها القبول بحضور كيان بلا شرعية قانونية أساس اجتماعات النسخ السابقة من القمم العربية الأفريقية.

 

وذكر الفاتحي أن عدم تسجيل انسحاب الدول العربية المنتمية إلى إفريقيا فإنه يأتي في سياق مساعٍ براغماتية لإنجاح عقد القمة العربية الإفريقية حيث تحاول مصر لعب دور الوساطة بين الموقف الإفريقي والعربي

 

ضوابط الاتحاد الإفريقي

واختتم:” ولأن هذه الدول الإفريقية محكومة بضوابط الاتحاد الإفريقي الذي تنتمي له والذي يقبل عضوية البوليساريو في هياكله".

 

زكريا عبدالرحمن الخبير بالشؤون العربية رأى الأزمة  "وقاحة" وعدم تقدير سياسي من غينيا باستضافة جبهة البوليساريو، فهي قمة عربية إفريقية والدول العربية غالبيتها ترفض الاعتراف بجبهة البوليساريو، متابعا:” لو كانت قمة إفريقية لقبل الأمر على مضض ولكنها قمة عربية إفريقية وهذا غباء سياسي".

 

الممالك تدعم بعضها

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الدول العربية التي انسحبت معظمها ممالك وإمارات والممالك تتضامن مع بعضها وهو مبدأ سياسي لذلك انسحبت تعاطفا مع احتجاج المغرب.

 

ولفت إلى أن الدول التي انسحبت ذات الثقل المالي والمفترض أن مثل هذه القمم تمهد لتعاون وتفاهم اقتصادي مثل الدول وبعضها لذلك تكون إفريقيا هي الخاسرة الأكبر.

 

واختتم:” كان على الدولة المنظمة أن تأخذ كل هذه الاعتبارات في الحسبان قبل أن تدعو جبهة البوليساريو للمشاركة".

 

وفي بيان للمغرب أوضح أنه حرص على التقيد بالضوابط المشتركة في القمم السابقة، ومنها احترام الوحدة الترابية لللبلدان بأن  تقتصر المشاركة في الأنشطة على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، إلّا أن "وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي في إشار لما يسمى الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطي داخل الاجتماعات يخلّ بهذه الضوابط".

 

وتابعت الخارجية المغربية أن الرباط وجدت نفسها مضطرًة برفقة دول أخرى إلى الانسحاب من أشغال المؤتمر حتى لا يكون طرفا في الإخلال بالضوابط المشتركة العربية الإفريقية، وحتى لا يسجل التاريخ عليه وعلى الدول المنسحبة التاريخ أنها تراجعت عن "المكتسبات المشتركة التي ستسمح للعرب والأفارقة ببناء المستقبل ومواجهة التحديات الأمنية والتنموية الماثلة أمامهم.".

 

اعلان