مكاسب بالجملة .. كيف استفادت إسرائيل من تدخل روسيا في سوريا

كتب:

فى: العرب والعالم

18:22 25 نوفمبر 2016

رغم العداء التاريخي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية حليفة إسرائيل إلا أن التدخل الروسي عسكريا في سوريا أكتوبر 2015 جاء محملا بالعديد من الهدايا لتل أبيب.

 

"فتح سماء سوريا لإسرائيل .. واتفاقيات .. وتعاون أمني .. ومكاسب سياسية" كلها مزايا حصلت عليها تل أبيب منذ تدخل موسكو في سوريا دعما للنظام السوري فهي من تملك الجو هناك بعد نشرها صواريخ إس 400 القادرة على إسقاط أي طائرة تدخل المجال السوري.

 

" العلاقات الروسية الإسرائيلية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ويعد التنسيق بين البلدين بعد السيطرة الروسية على الأجواء السورية أبرز تجليات ذلك" هذا ما قالته الكاتبة الإسرائيلية فيزيت رافينا الكاتبة في موقع "أن آر جي" الإسرائيلي.

 

أرباح مالية

11 مليار دولار هو حجم المكاسب التي جنتها إسرائيل من اتفاقياتها مع روسيا بعد زيارة رئيس  الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف لها وتوقيعه العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة أبرزها الاقتصادية.

 

وبحسب موقع "أن آر جي":" في ظل التعاون الأمني القائم بين موسكو وتل أبيب، فإن ذلك يوفر حرية عمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، ومنذ دخول القوات الروسية سوريا، أصبحت كل طائرة إسرائيلية تحلق في السماء السورية مسجلة في أجهزة الأمن الروسية، وتحول بياناتها تلقائيا إلى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس" .

 

اغتيال أعداء إسرائيل

ومكن هذا لإسرائيل اغتيال بعض الشخصيات التي تعتبرها من أعدائها أبرزهم سمير القنطار القيادي البارز في ميليشيا حزب الله اللبنانية باستهداف مبنى كان موجودا به في 20 ديسمبر 2015.

 

وما يعكس دفء العلاقة بين الجانبين إعلان وزارة الطوارئ الروسية 24 نوفمبر إرسالها طائرتين برمائيتين، من طراز "بي-200" إلى إسرائيل للمشاركة في إخماد الحرائق المندلعة هناك.

 

وجاء في بيان صدر عن الوزارة: "تطبيقا لإيعاز رئيس روسيا الاتحادية، وطبقا لطلب الجانب الإسرائيلي، ترسل وزارة الطوارئ الروسية إلى إسرائيل طائرتين برمائيتين "بي - 200"، ومجموعة عملياتية لإخماد الحرائق الطبيعية".

 

تكبيل أمريكا

ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري رأى أن الكيان الصهيوني السبب الحقيقي وراء كبح جماح الإدارة الامريكية في اتخاذ إجراءات رادعة على خلفية  جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الأسد بحق السوريين.

 

ودلل على حديثه في تصريحات لـ"مصر العربية" بنصيحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأمريكي المنتهية ولا يته باراك أوباما في عام 2011 حين زار واشنطن وقال له:"لسنا متعجلين على إنهاء الوضع القائم في سوريا"، مفيدا بأن الكيان الصهيون ينظر بارتياح إلى ما يحدث في سوريا على يد نظام الاسد، وتدمير سوريا ومقدراتها السياسية والعسكرية الاقتصادية.

 

وأكمل:" إن صح التعبير بأن نظام الأسد وحزب الله أعداء للكيان الصهيوني، بالإضافة للمجموعات الثورية الإسلامية، يدمرون أنفسهم من الداخل ماذا تريد أكثر من هذه الخدمة" .

 

وواصل:" أمام تقدم الثوار السوريين في كل الجبهات في لحظة أصبح فيها نظام الأسد بحكم الساقط، تدخلت روسيا بعدوان قذر على الثورة السورية بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وبضوء أخضر من أوباما".

 

مكاسب سياسية

واعتبر بكور أن التدخل الروسي كان لصالح الكيان الصهيوني في نقطتين  أولها منع سقوط الأسد الحليف الاستراتيجي الذي صدق في كل ما تعهده به للصهيونية ، بحد تعبيره، والثانية منع وصول الإسلاميين للسلطة الذين بكل تأكيد لن يصمتوا على الانتهاكات الصهيونية واحتلال الجولان .

 

علاوة على ذلك فإن التدخل الروسي  كما يردف المحلل السوري أعطى طمأنة للكيان الصهيوني بأن حزب الله وعصابات إيران المتطرفة لن يكون لديها الوقت للتخطيط لمهاجمة الكيان الصهيوني، بجانب سيطرة روسيا عليهم بشكل لن يجعلهم يفكرون في توجيه ضربات لإسرائيل.

 

في المقابل الكيان الصهيوني وعن طريق مجموعات الضغط واللوبيات أتاح الفرصة للتدخل الروسي في سوريا، وهذا ما يفسر به بكور الصمت الأمريكي المطبق على التدخل.

 

وأردف:" الكيان الصهيوني عن طريق لوبياته ومجموعات الضغط ورجال الأعمال سمح لروسيا أن تفعل ما فعلته من قتل وتدمير في سوريا بينما اكتفى المجتمع الدولي ببيانات الشجب مستغلا بترويج بضاعته ما فعله تنظيم الدولة من إرهاب ووصول  تيارات ما يسمونه الإسلام السياسي للحكم في دول الربيع العربي , الأمر الذي سوقته الصهيونية بانه تهديد استراتيجي لإسرائيل على المدى البعيد"

 

تنسيق وتحالف

واتفق معه في الرأي زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري معتبرا فلاديمير بوتين واقع  تحت الضغط الإسرائيلي الأمريكي و ينفذ مخططهم بالكامل

الذي ينتهي لشرق أوسط جديد.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية":" روسيا لعبة بيد المحور الإسرائيلي الأمريكي، وإسرائيل تنسق مع روسيا في كل ما تفعله في سوريا".

 

ورأى عبدالرحمن أن بوتين قبل أن يكون عميل لواشنطن وتل أبيب حفاظا منه على منصبه، فكلا الدولتين قادرتين على تحريك ربيع روسي داخل بلده.

 

اعلان