ينفذ للمرة الثانية في أقل من شهر
استجابة محدودة للعصيان المدني في السودان
شهدت أحياء العاصمة السودانية، الخرطوم اليوم الإثنين استجابة محدودة لعصيان مدني دعا له نشطاء للمرة الثانية في أقل من شهر ردا على خطة تقشف حكومية.
ولوحظ تفاوت في الاستجابة بأحياء متفرقة بالعاصمة السودانية لكنها تبقى عموما قريبة من تلك التي حظي بها العصيان الأول الذي شهدته البلاد أواخر أكتوبر الماضي.
وكانت مدينة أمدرمان أحد المدن الثلاث المشكلة للعاصمة الأكثر استجابة مقارنة بنظيرتيها الخرطوم، والخرطوم بحري.
وفي جسر "النيل الأبيض" الذي يربط أمدرمان بمدينة بالخرطوم كانت حركة المرور أقل من المعتاد وكذلك في شارعي "الموردة" والعرضة" وهما من الشوارع الرئيسية في المدينة التي تقطنها الكتلة الأكبر من سكان العاصمة.
لكن في مدينة الخرطوم خصوصا في أحيائها الشرقية والجنوبية كانت نسبة الاستجابة أقل مما كانت عليه عند العصيان الماضي.
وكان اللافت في هذه الأحياء انتظام طلبة المدارس خلافا للمرة الأولى حيث تعطلت الدراسة في جزء كبير من المؤسسات التعليمية بالعاصمة.
وتشهد غالبية المدارس خلال هذه الأيام امتحانات الفترة الدراسية الأولى.
وفي شارع "الكلاكلة" الذي يربط جنوب الخرطوم بوسطها قال سائق سيارة أجرة للأناضول إن "الحركة أكثر مما كانت عليه في العصيان الأول".
وفي تعليقها للأناضول قالت آسيا عبد الله وهي موظفة حكومية أنها "ليست مؤيدة للعصيان ولا ترى أن هناك استجابة له".
وقال عبد القادر شريف الذي يمتهن النقاشة "من الصعب علي البقاء في منزلي لأنني سأفقد أجرة يومي".
وفي شوارع "الستين" "المطار" و"محمد نجيب" وثلاثتها من أطول شوارع الخرطوم كان بائنا أن الاستجابة أقل مما كانت عليه في العصيان الماضي.
وفيما أغلقت بعض المتاجر إلا أن أكثريتها فتحت أبوابها لزبائنها.
وقال سائق مركبة عامة إن "الحركة أقل من المعتاد لكن أكثر مما كانت عليه في 27 نوفمبر/ تشرين أول الماضي".
وفي إفادته للأناضول قال أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة السودان أنه لم يلتزم بالعصيان "لأن لدي امتحان اليوم".
وفي مدينة بحري شرقي العاصمة السودانية كانت حركة المرور أقرب للوضع الطبيعي عند جسر "المنشية" الذي يربطها بمدينة الخرطوم.
وقال بائع خضروات في شارع رئيس بمدينة بحري وهي أقل المدن الثلاث من حيث الكثافة السكانية إنه "لم يحس بالعصيان كما كان عليه المرة الماضية".
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر عدد قليل من المركبات في شوارع رئيسية بالخرطوم معروفة بالزحام وقت الذروة الصباحية.
وبالمقابل نشر موالون للحكومة صورا تظهر أعدادًا أكبر من السيارات في شوارع أخرى.
والعصيان المدني واحد من أبرز أدبيات الحركة السياسية في السودان ويعود له الفضل في خلع الرئيس الأسبق جعفر نميري الذي حكم ما بين 1969 – 1985.
وكان العصيان محوريا أيضا في المقاومة الشعبية التي أسقطت حكومة الرئيس الأسبق إبراهيم عبود الذي حكم ما بين 1958 – 1964 .
ولم يصدر حتى الساعة (9: 30) بالتوقيت المحلي (6: 30 تغ) تعليق من الحكومة التي قلل مسؤولوها خلال الأيام الماضية من الخطوة معربين عن ثقتهم في "تفهم" الشعب للإجراءات التقشفية.
وشملت هذه الإجراءات رفع الدعم عن الوقود ما ترتب عليه زيادة في الأسعار بنسبة 30 % بجانب رفع الدعم كليا عن الأدوية وجزئيا عن الكهرباء.
وبرر الداعون إلى العصيان خطوتهم عوضا عن التظاهر، بـ"تجنب العنف" الذي صاحب احتجاجات حاشدة في سبتمبر 2013 عندما طبقت الحكومة خطة تقشف مماثلة.
وفي تلك الاحتجاجات التي كانت الأقوى منذ وصول الرئيس عمر البشير السلطة في 1989، سقط 86 قتيلا وفقا لإحصائيات الحكومة وأكثر من 200 وفقا لأرقام المعارضة.
ومنذ انفصال جنوب السودان في 2011 مستحوذا على 75 % من حقول النفط، طبقت الحكومة على دفعات حزم تقشفية لتقليص العجز في موازنتها.
وكانت العائدات النفطية تمثل نحو 50 % من الإيرادات العامة و80 % من مصادر العملة الصعبة في بلد يستورد غالبية احتياجاته من الخارج.