صحفي فرنسي: المتطرّفون بوليصة تأمين على الحياة بالنسبة لبشار الأسد

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

10:46 21 ديسمبر 2016

قال الصحفي الفرنسي نيكولا هينان إنَّ مسلحي تنظيم الدولة "داعش" ونظام الرئيس السوري بشار الأسد يتّفقان على نفس الهدف، وهو التدمير الممنهج لجميع ما شأنه أن يطرح نفسه بديلًا لسوريا، وذلك خلافًا لمواقفهما المتناقضة رسميًّا.

 

جاء ذلك في حديثٍ لـ"الأناضول"، بشأن كتابه الأخير الصادر بعنوان "هيثم.. الشباب السوري"، والذي ألفه استنادًا إلى شهادة لاجئ سوري شاب يقيم في فرنسا.

 

وطرح الصحفي الفرنسي - الذي عمل لفترة طويلة على الملف السوري - قراءاته بخصوص توقعاته ومخاوفه على مستقبل سوريا المثقلة في الآن نفسه بأهداف لا تنتهي من جانبي النظام والمجموعات المتطرفة.

 

وذكر هينان: "الأسد والمتشدّدون بحاجة لبعضهم البعض، وهذان الخصمان الذين يتجاوز خلافهما حدود العداء، متشبّثان منذ بداية الحرب، بتدمير ممنهج لجميع ما من شأنه أن يشكّل بديلًا لسوريا".

 

وواصفًا الأسد بأنَّه "أفضل مجنِّد للمتشدّدين"، قدَّر الصحفي أنَّ هؤلاء المتطرّفين "يشاركون النظام لعبته، من خلال المساهمة في إضعاف وإجهاض الثورة السورية".

 

وأضاف: "الأسد بحاجة ماسّة إلى المتشدّدين لأنهم بمثابة بوليصة التأمين على الحياة بالنسبة له، وفي المقابل، يجد الديمقراطيون السوريون أنفسهم اليوم بين مطرقة نظام لا يرحم، ويدّعي أنَّه أطلق مفاوضات بهدف التوصّل إلى انتقال سياسي، وبين سندان المتشدّدين".

 

وشدَّد بالقول: "طالما يوجد هؤلاء المتطرّفون، فإنَّ بشار الأسد سيبقى في الحكم، وسيكون بوسعه القول دائمًا، في حال ألغى داعش والنظام كل ما بينهما إما أنا أو الفوضى".

 

وفي معرض حديثه عن استعادة النظام السوري وحلفائه، مؤخرا، لمدينة حلب قال إنَّ هذه الخطوة تؤشّر على "نهاية المرحلة الثورية".

 

وحذَّر من مرور محتمل إلى "المرحلة الإرهابية"، وبخاصةً من قبل الثوّار الذي عايشوا ما حصل في حلب.

 

وأجرى هينان مقارنة بين الوضع في كل من سوريا وفي الشيشان في تسعينيات القرن الماضي، قائلًا: "الوضع الراهن شبيه إلى حدّ كبير بما كان عليه في الشيشان".

 

وأضاف: "الفكرة لا ترمي إلى كسب قلوب وعقول السكان، وإنَّما في سحق الشعب وإعادة بناء البلاد بعد تدميرها.. ستكون هناك على الأرجح إعادة بناء يضطلع بها الروس، وذلك عقب سحق أيّ مقاومة للمجتمع السوري بفعل القصف".

 

وردًا على سؤال حول تداعيات الهجوم الأخير للنظام السوري على حلب، لم يخف الصحفي الفرنسي لمرة أخرى تشاؤمه، متسائلًا: "هل أنّ سوريا موجودة اليوم كدولة، وبخاصةً أنَّ الأزمة الراهنة لا تعتبر حربًا إضافية، وإنما هي أزمة عميقة وذات طبيعة من شأنها أن تغيّر خارطة الحدود التي نعرفها اليوم".

اعلان