في الجزء الثاني من حواره لـ"مصر العربية"
هيثم المالح: مسؤول أوروبي أخبرني بأنهم لا يستطيعون فعل شيء بسوريا
" أين ذهب أصدقاء الثورة السورية؟" و" حقيقة الفساد في الائتلاف السوري المعارض"، و"لماذا سيطرت الطائفية على سوريا؟"، و"وما أسباب تقاتل الفصائل المعارضة فيما بينها"..
كلها نقاط تطرق لها هيثم المالح عضو الائتلاف الوطني السوري للمعارضة وقوى الثورة في الجزء الثاني من حواره لـ"مصر العربية" من باريس.
إلى نص الحوار..
ما دور روسيا حليفة بشار الأسد في تعطيل المفاوضات لحل سياسي؟
باعتقادي كل مرحلة في المفاوضات تدخلها روسيا تهدف منها إعطاء النظام وروسيا مزيدا من الوقت لاستمرار التدمير والقتل ونحن نرى الآن قرارات مايسمى " اتفاقيات الهدنة" لم تُحترم من طرف النظام ولا من طرف روسيا، وخلال العيد شنت روسيا 150 غارة على حلب ، هذا عمل حربي ولا يبشر برغبة في التفاوض.
حتى لو فرضنا أن هناك فئات متطرفة مثلما يقولون، لماذا يقصفون المدن ، داعش وغيرها تواجه بأسلوب آخر، فالقصف يؤدي إلى تدمير المدن وقتل المدنيين، وبالتالي هذا خطأ كبير. فروسيا ليس لديها رؤية لحل الخلاف وهي تدعم بشار الأسد لأنها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تحولت إلى دولة مافياوية يقودها بوتين خريج الكي جي بي ، تماما مثل النظام السوري ، قائم على الفساد والقبضة الأمنية منذ عهد حافظ أسد.
الأسد شكّل بالأساس الدولة على الفساد والأمن، إذ تشابكت مصالح الفساد مع الأجهزة الأمنية ، كذلك نفس الصيغة في روسيا وبالتالي مسكو تحمي هذا النظام حماية كاملة قانونية والآن إيران لديها 80 ألف مقاتل في سوريا وتقدم الأسلحة والتدريب وروسيا لديها 15 ألف مقاتل في سوريا ولديها سابقا 35 ألف خبير صواريخ مع أسرهم، وسترفع المقاتلين إلى 25 ألف مقاتل ولديها قاعدتين جويتين في سوريا وقواعد بحرية على الساحل السوري فأي مفاوضات نتحدث عنها؟
حلفاء بشار الأسد في مواجهة أصدقاء الثورة السورية من الاتحاد الأوروبي والخليج.. هل هي حرب بالوكالة في سوريا لمصالح أطراف خارجية كما يقال؟
أعتقد هذا كلام سخيف ليس له أساس، فإيران دفعت للنظام 40 مليار دولار، ماذا دفع العالم كله للثورة السورية
نحن من خلال عملنا في الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني كل المساعدات التي وصلتنا أقل من 250 مليون دولار خلال خمس سنوات ، أليست مهزلة
الدول العربية نفسها والجامعة العربية منقسمين حول سوريا، هناك دول عربية لا أريد أن اسميها معروفة بدعم النظام حتى الآن، بصواريخ تصل للنظام السوري لقتل الشعب، وبالتالي الناس لاتتحدث عن دعم ، كثير من الدعم للثورة إعلاميا وسياسيا فقط، ياليت للشعب السوري أصدقاء كما النظام.
منذ فترة قريبة كنت في إحدى الدول الأوربية قال مسؤول كبير بصريح العبارة أوربا لاتملك شيئا في حل المشكلة السورية، تُرك لأوربا فُتات العمل، يعني العمل الإغاثي لكن الحسم السياسي والحسم العسكري ليس بيد أوربا بل بيد أمريكا بالدرجة الأولى وروسيا درجة ثانية.
هل كنتم تنتظرون الانتخابات الأمريكية لتحريك القضية السورية؟
أنا لا أعول على كل هؤلاء، أنا أعول على الشعب السوري ، إذا لم يتفق الشعب السوري وبخاصة المعارضة السورية التي تمثل المظلة السياسية للثورة على حل لن يوجد حل للأزمة.
لكن في الوقت الذي يقصف فيه النظام عدة مناطق، الفصائل المعارضة تقاتل بعضها البعض إلى ماذا تعزو ذلك؟
أول شيء نعترف به أن الانقسام من أهم مسبباته قوى خارجية سواء كانت قوى عربية أو إقليمية أو دولية، يعني بدلا من أن تدعم دول العالم جهة سياسية معينة حتى تقوم هي بقيادة الأعمال دخلوا مباشرة على الخط الدول المختلفة سواء أوربية أو عربية لدعم فصائل ضمن الثورة، يعني كل جهة أخذت دعم من جهة معينة من فصائل الثورة.
وهذا مع الأسف من أسباب التشتت، طبعا هناك أسباب أخرى نحن نشكو لدينا تصحر سياسي قديم باعتبار الشعب السوري كما الشعوب العربية الواقعة تحت نظام استبدادي عزلت عن قضاياها، وبالتالي التصحر السياسي أدى إلى تشتيت الجهود وعدم إمكانية إيجاد قيادة واحدة.
الآن أصبحت الطائفية واقعا، والكراهية بين السوريين من طوائف مختلفة لاتحتاج لدليل، كيف تنظرون كمعارضة لهذا التشظي المجتمعي في سوريا؟
أنا أعتقد أن هذا كله سببه إيران، ليس الشعب السوري، فالشعب ليس مشتتا، لأنه لديه رؤية واضحة فيما يتعلق بالمسألة الطائفية، عشنا مع بعضنا مئات السنين دون أي خلافات.
لكن الآن بعد مجيء الخميني إلى إيران يريد وأراد تصدير ثورته زرع خلايا في كل مكان ، والآن المنطقة العربية وليست سوريا فقط، وقلت هذا الكلام من أشهر طويلة في الجامعة العربية إن المنطقة كلها مهددة بالانفجار، وستتحمل الجامعة العربية وأعضاؤها نتائج هذا الانفجار الذي بدأ في سوريا والعراق، والآن بدأت الشرارة تصل إلى لبنان بشكل واضح جدا ، قبل أيام تحدثت مع وليد جنبلاط قال لي لبنان في طريقها إلى الهاوية.
انسحبت من الوفد المفاوض في جنيف 4 ، ماهي الدواعي التي دفعتك لذلك؟
أعتقد أن المفاوضات غير منتجة ، ولا يوجد مفاوضات ولا يوجد حل سلمي ولا يوجد حل سياسي في الوقت الحاضر، في الوقت الحاضر يجب على كل الدول دعم الثورة السورية حتى ننتهي من هذا النظام مالم يكن هناك اختلال واضح في ميزان القوى لصالح الثورة.
ومالم ينقسم النظام على نفسه ويتعرض للانهيار كما حصل من فترة قريبة قبل التدخل الروسي التي أنقذت النظام من السقوط كما هو معروف، لايوجد الآن في الوقت الحاضر وفي الأفق الحاضر أي رؤية لحل سياسي ، وكله عبارة عن إضاعة وقت وإعطاء المزيد من الوقت للنظام.
هيثم المالح كسياسي وقانوني كيف ترد على ما يقال عن فساد في الائتلاف وتبديد مال الثورة بمغانم لهذا وذاك ورواتب عالية؟
لا أعتقد هناك سرقات ، ولكن ربما يوجد إهمال، يعني منذ تأسيس الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني لم يكن هناك مرجع تفتيشي أو رقابي على القضايا المالية ولا الإدارية.
ثانيا ليس لدى الائتلاف مؤسسة، ويفتقر لوجود لجان، في السابق الحقيقة تم الصرف دون تقدير أن هذا المال قد لايأتي مستقبلا، فصرفت وأعطيت رواتب كبيرة، صحيح، وقدمت مساعدات ومنح إلى فصائل دون حسابات، وأنا طالبت أكثر من مرة بضرورة وجود رقابة مالية، وتقرير مالي عن السابق كله لمعرفة أين صرفت الأموال.
و حتى الآن مع الأسف الشديد لم يقدر الائتلاف أن يفعله، بسبب المحاصصات وتوزيع المقاعد التي ليس لها قيمة في نظري طبعا.
هل تقصد المحاصصات الطائفية؟
لا ، أبدا في الائتلاف لاتوجد طائفية ولا المجلس الوطني، ما أقصده المناصب الداخلية في هيئة العلاقات الدولية مثلا، والهيئة القانونية التي أتولى رئاستها، نحن كلنا عبارة عن خمسة محامين، ويجب ألا يقل طاقم المحامين عن عشرين محاميا على مستوى عالمي ، ولكن ليس لدينا إمكانات، ورواتب كثيرة لأنه لا يوجد من يعمل مجانا، فالجميع لديه التزامات وأسرة تريد العيش.
مع الأسف الشديد الدول العربية التي عليها المعول الأساسي لاتقدم الدعم لنجاح الثورة.