بسبب انتحاريي داعش .. عملية تحرير الموصل تتوقف
“ 2016 عام انتهاء داعش من العراق" تصريح أطلقه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد تحرير عدة مناطق من قبضة تنظيم داعش في العراق، ولكن الرياح لم تأت كما يشتهي العبادي.
الحملة العسكرية الكبرى التي جيش من أجلها العبادي مئات الآلاف من المقاتلين يتمثلون في الجيش العراقي وقوات البشمركة وميليشيا الحشد الشعبي الشيعية سيئة السمعة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وانطلقت فيه 17 أكتوبر الماضي لتحرير مدينة الموصل توقفت في معظم المحاور.
شهران مضيا والحكومة العراقية تعلن تحرير العديد من قرى جنوب الموصل ولكن للآن لم تدخل العمليات لقلب المدينة وتباطأت ترسانة عمليات تحرير المدينة شيئا فشيء حتى توقفت.
العمليات الانتحارية.
العمليات الانتحارية سلاح داعش الفتاك كان أكبر عقبة أمام تقدم القوات، فالتنظيم يهاجم القوات المتمركزة بالعديد من السيارات من عدة جوانب في الوقت نفسها وجميعها تكون ملغمة يقودها انتحاريون فتكبد القوات خسائر فادحة.
هذا السيناريو تكرر عشرات المرات وكان أبرزها في مستشفى السلام ففي الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر استطاعت قوات تحرير الموصل من انتزاع المستشفى أحد مراكز قيادة داعش ولكن هجمات انتحارية نفذها التنظيم أوقعت العديد من القتلى في صفوف القوات دفعهم للانسحاب سريعا.
وبالأمس الخميس نفذ تنظيم داعش تفجيرات انتحارية بثلاث سيارات ملغمة أصابت شرق مدينة الموصل مخلفة 30 قتيلا أغلبهم عسكريين، وعلى إثره فرضت القوات العراقية حظر تجول في منطقة شرق الموصل.
توقف كامل
وبحسب العديد من التقارير العراقية فلليوم الرابع على التوالي، تشهد معركة تحرير الموصل توقفاً كاملاً في ستة محاور، ومناوشات متقطعة في المحور الشرقي السابق للمدينة، بينما تحاول قوات التحالف الدولي تعويض ذلك من خلال تكثيف الغارات الجوية على مناطق وسط وجنوب وشرق المدينة.
وكان زهير الجبيري المتحدث باسم حرس نينوى أحد أبرز الفصائل المشاركة في عملية تحرير الموصل قد ذكر في حوار لـ"مصر العربية" أن في 23 نوفمبر الماضي في وحدة التبادل التجاري بالمنطقة الشمالية تعرضت عناصر من حرس نينوى لهجوم من مقاتلي داعش بثماني سيارات مفخخة.
وتابع:” كانت القوة تحاول صد الهجوم وأمر قائدها علي الطريزي بسحب القطاعات إلى الخط الأول للحفاظ على ما تبقى منها حيث سقط 9 قتلى و 13 جريحا و5 مفقودين”.
الخسائر الفادحة
وقال زياد السنجري الناشط الحقوقي في الموصل أن العمليات العسكرية متوقفة في مدينة الموصل منذ أسبوع وذلك لشراسة وقوة المعارك الضارية في شرق المدينة وتكبد القوات الحكومية خسائر كبيرة حسب ما أعلنه الأمريكان عن خسارة نصف قوة الفرقة الذهبية.
ولفت في حديثه لـ"مصر العربية" إلى أن كثرة العمليات الانتحارية أو الانغماسبون حسب ما يسميهم تنظيم الدولة أوقع خسائر كبيرة جدا في صفوف القوات الحكومية والمدنيين.
وواصل:" كما يتولى التنظيم قصف الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية مثل كوكجلي التي انفجرت فيها ثلاث سيارات مفخخة ليلة أمس وحي الأخاء والوحدة وحي البكر والنور".
عمليات القصف
ووأشار السنجري إلى أن أحياء السكر والمثنى والصديق والحدباء تشهد عمليات قصف بالقذائف والصواريخ تمهيدا لاقتحامها من قبل الجيش مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء.
وبعيدا عن كل ذلك أكد الناشط الحقوقي أن الوضع الإنساني بات صعب جدا في المدينة حيث انعدمت مقومات الحياة مثل الماء والكهرباء والدواء والمستشفيات لأن الموصل محاصرة من كل الجهات وهي من المدن المليونية.
بينما ذكر غانم العابد السياسي العراقي أن توقف العمليات يعود لانتهاء المرحلة الأولى لعملية تحرير والبدء بمرحلة جديدة وفقما أعلنت القوات العراقية.
وكشف في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن اليوم الجمعة شهدت تقدما لقوات حرس نينوى على حساب داعش.
عودة قريبة
وأكمل:” هناك أنباء أن الخطة القادمة ستكون هجوم من كل المحاور".
من جانب آخر ألقت القوات الجوية العراقية بالأمس 4 ملايين رسالة على أهالي الموصل الذين ما زالوا يقبعون تحت سيطرة تنظيم داعش ولم يستطيعوا الخروج، وحاولت الرسائل طمأنتهم بأن الحكومة لا تنساهم وستعمل على تحريرهم قريبا.
ووصفت مجلة فورين بوليسي الأميركية عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش منذ أكتوبر الماضي، بـ"المتعثرة”.
واستطردت:” أنه بالرغم من التوقعات بأنه سيتم طرد تنظيم الدولة من الموصل في فترة قريبة، فإن الهجوم على المدينة عالق، وذلك في ظل استمرار تكبد القوات "العراقية خسائر فادحة بشكل متزايد، ووسط عدم وضوح في النتائج على الأرض.