فيديو| أبيع نفسي .. شعار أجبر عليه فنانو اليمن
في ظل الحرب المستعرة في اليمن منذ قرابة العامين بين جماعة الحوثي التي انقلبت على شرعية الرئيس منصور هادي بمعاونة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وبين التحالف العربي بقيادة السعودية يقبع فنَانو اليمن بين فكي كماشة التدهور الذي خلفته الحرب والإهمال الحكومي.
وألقى هذا الإهمال الحكومي بظلاله سلبا على حياة الفنانين وسير أعمالهم وسط غياب الداعمين لهم من رجال الأعمال ومحبي الأعمال الفنية وفي مقدمتهم وزارة الثقافة اليمنية التي تقول "إنها بدون ميزانية بسبب الأحداث المتفاقمة وأحداث الحرب".
الواقع المرير الذي يعيشه فنَانو اليمن دفع كثير من الفنانين للهرب ومن بقي وقع فريسة للاستغلال من جانب من يستخدمونهم في تلميع أنفسهم.
ويقول الفنان التشكيلي اليمني فهمي الحبابي إن في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد من تدهور فإن الفنانين التشكيليين لا يجدون جهات ترعاهم ولاتهتم بهم وأصبح الفنان يحاول الهروب من هذا الواقع للتعبير عن مايحدث في بلاده .
وأضاف " الحبابي " في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن الفنان اليمني فقد الجهات الداعمة وبالتالي أصيب بالعجز وأصبح في هذه الفترة أداة بيد منظمات أو المنتفعين الذي يقدمون لهم الشيء اليسير حتى يصبح مجرد أداة يستخدمها البعض في تلميع أنفسهم.
شلل تام
"ثقافة وفن اليمن غزيرة وغنية بمختلف الفنون الشعبية من رقصات وأغانٍ تختلف من منطقة لأخرى تعود بأصولها لعصور قديمة جدا ولها دور في تحديد معالم الهوية اليمنية وقوميتها" هذا ما تقوله لمياء الكبسي المدير العام لبيت الفن الصنعاني.
وأردفت في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن الفنان في اليمن أصبح في حالة استنفار لأن عالم الفن بات مصابا بشلل تامّ بسبب ما تمر به البلاد من أزمة الحرب ولكن هناك فنانون عبروا عن الوضع الذي يعيشه بلدهم والمرحلة التي تمر بها بلوحات فنية ورسومات.
وذكرت الكبسي أن وزارة الثقافة استقطبت عدد من الفنانين المتبقين داخل اليمن ليعبروا بلغة فنهم للعالم عما يعانونه هم وبلدهم أجمع وإرسال رسالة للجميع لإيقاف الحرب، بجانب أن هناك فنانين يقومون بأعمال من أجل نشر السلام ونبذ العنف بين المجتمع اليمني.
إنعاش الفن اليمني
وتنظم المؤسسات الفنية التابعة لوزارة الثقافة أعمالا فنية محدودة بسبب شح الإمكانيات والوضع الاقتصادي من أجل إنعاش الفنانين والفن اليمني الذي أنهكته الأزمة السياسية والإهمال الحكومي وغياب الدعم للمواهب الفنية في بلد غني بمختلف الفنون الشعبية التي لها دور في تحديد معالم الهوية اليمنية وقوميتها منذُ سنين طويلة.
وتسببت الأزمة اليمنية المتصاعدة في وقف الأعمال الفنية ومغادرة غالب الفنانين فضلاً عن تفاقم معاناة من تبقى منهم داخل البلد الذي يعاني نسبة كبيرة من سكانه من فقر مدقع، ويوجد 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة اليومية وفقا لتقرير دولية.