بدعم الإرهاب
اتهامات تركيا للولايات المتحدة .. بلغ السيل الزبى
" لدينا أدلة مؤكدة بالصور والتسجيلات المصورة ، على أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم دعما لجماعات إرهابية في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية"، مفاجأة فجرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس معتبرا الغرب نكث بوعوده في سوريا.
وانحصرت بعد ذلك المعركة الكلامية بين تركيا وأمريكا حين وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر تصريحات أردوغان بالسخيفة و أعلنت السفارة الأمريكية في أنقرة أن وسائل الإعلام التركية تتداول معلومات خاطئة بشأن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بتنظيم داعش.
ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن أمريكا قدمت الأسلحة للجماعات الكردية في سوريا.
التراشق اللفظي التركي الأمريكي يترجم التدهور الشديد الذي أصاب العلاقة بين الجانبين ولذلك جذور ممتدة ومتشعبة.
جذور الخلافات
المشاكل بدأت بعد أن دخلت واشنطن على خط اﻷزمة السورية خاصة بعدما سيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من سوريا فوجدت الولايات المتحدة الأمريكية في الأكراد ضالتها حين نجحوا في الصمود أمام تمدد داعش في معركة عين العرب كوباني نهاية 2014.
منذ هذا التوقيت فتحت أمريكا خزائنها للأكراد خصوم أنقرة الذين يسعون لتأسيس دويلة لهم على حدود تركيا بشكل يهدد أمنها القومي ويشجع أكراد الجنوب لديها على الانفصال فبدأ الصدام بين واشنطن وأنقرة ولم تلتفت الأولى لضجر الثانية.
في أكتوبر 2015 دشنت أمريكا ميليشيا سوريا الديموقراطية وغالبيتها من المقاتلين الأكراد قبيل تدخل روسيا في سوريا من أجل استخدامهم لتحقيق نصر على داعش قبل أن تظفر به روسيا ما زاد من ضيق تركيا.
في 14 أغسطس الماضي قررت أنقرة ألا تكتفي بالمشاهدة وأطلقت عملية "درع الفرات" بهدف طرد المقاتلين الأكراد والدواعش من على حدودها وقطع الطريق على مشروع "روج أفا" الذي يمنح للأكراد الحكم الذاتي الذي يخشى أن يتحول لدويلة ووافقت واشنطن على العملية تجنبا لقطع آخر ما تبقى من علاقة مع حليفتها الاستراتيجية تركيا.
معركة الرقة
ونجحت تركيا وحلفائها من الجيش السوري الحر من السيطرة على مدن جرابلس وإعزاز وتوجهت إلى مدينة الباب ودعت واشنطن لاستخدامها بدلا من الأكراد في معركة تحرير الرقة من قبضة داعش، ولكن الرهان الأمريكي وقع على قوات سوريا الديموقراطي بشكل ضاعف الغضب التركي لأن هذا سيمنح الأكراد نفوذا أوسع.
في مدينة الباب تلقت القوات التركية ضربات قوية من تنظيم داعش فخرست العشرات من جنودها في صورة قتلى وجرحى وطلبت الدعم الجوي من التحالف الدولي ولكنه لم يأت، وقال أردوغان:” يمكن أحيانا للأحوال الجوية أن تتسبب بتأخير، لكن غياب الغطاء الجوي "عندما لا يكون هناك سبب مبرر غير مقبول
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخذل فيها التحالف الدولي تركيا فقد أعلنت واشنطن أن تركيا ليست جزءا من التحالف الدولي الذي يقاتل داعش في العراق رغم مساعي الحكومة التركية للمشاركة بقواتها الموجودة في قاعدة بعشيقة ولكن الولايات المتحدة رجحت كفة حكومة بغداد التي ترفض الوجود التركي بأرضها.
تصاعد حدة الاتهام
ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري ذكر أن اتهام تركيا لأمريكا بدعم التنظيمات الإرهابية قديم تصاعد حدته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ورفض الحكومة الأمريكية تسليم المتهم الرئيس في محاولة الانقلاب تلك "عبدالله غولان".
وتابع في حديثه لـ"مصر العربية": " كذلك دعم البنتاغون للمليشيات اﻹرهابية التابعة لتنظيم بي واي دي و بي كي كي وكذلك احتضان ألمانيا للكثير من قيادات هذا الفصيل".
ضاقت ذرعا
ورأى بكور أن هذا يدخل في باب التجاذبات السياسية والضغوط الإعلامية، فمازال الغرب والترك يتبادلان التهم بدعم الإرهاب، ويدل على ضيق صدر أنقرة من خذلان شركائة في الناتو آخرها حين طلب أردوغان من التحالف الدولي دعم عملية درع الفرات.
واختتم:” الولايات المتحدة الامريكية تدعم بشكل غير محدود التنظيمات الانفصالية الكردية بالأسلحة وكثير منها تستخدمه المليشيات الكردية في استهداف الجيش التركي وتعزيز قوة المليشيات الكردية المطالبة بالانفصال وتشكيل كيان جديد جنوب "تركيا شمال سوريا وهذا أمر يؤرق تركيا
تبني الرؤية الروسية
بينما رأى محمد حامد الباحث في الشأن التركي أن أنقرة اليوم ومستقبلا ستتبني الرؤية الروسية في حل الأزمة السورية وروسيا اتهمت التحالف الدولي أكثر مرة في التهاون في مكافحة واستئصال داعش وهنا تلتقي رؤية روسيا و إيران وتركيا في أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غير جاد في محاربة تنظيم الدولة.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن تركيا تنظر بنوع من الريبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والجماعات الكردية وترى أنقرة أن واشنطن تريد ترسيخ الوجود الكردي المسلح وهو ومناهض لأنقرة تاريخيا
واستكمل:” اتهام أنقرة للتحالف الدولي لأن التحالف الدولي يدعم الجماعات الكردية المناهضة لتركيا، وأنقرة انضمت إلى الرؤية الروسية والإيرانية".