ليبيا2016.. أفق سياسي مسدود ونزاع بين 3 حكومات
على الرغم من الآمال التي كان يحملها عام 2016 لليبيين لتحقيق التوافق السياسي، بعد توقيع اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، إلا أن الأزمة السياسية في ليبيا وصلت لطريق مسدود قد تنتهي بنزاع على الشرعية بين ثلاث حكومات، فضلاً عن الانتشار الكبير للجماعات المسلحة التي تنمو في ظل الخلافات بين القوى المختلفة.
وتتلخص المشكلة في ليبيا بفشل جميع الجهود السياسية تقريباً المنصبة على حل الأزمات العديدة وتأتي المبادرة الأممية في صدارة الجهود الفاشلة، خصوصاً بعد انقضاء المدة الممنوحة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، لتنال الثقة من مجلس النواب، وقد انتهت المدة يوم 17 ديسمبر الجاري.
ومع بداية 2016 بدأ تطبيق "اتفاق الصخيرات" السياسي المدعوم من الأمم المتحدة، ورأت حكومة الوفاق الوطني النور، بعدما تسللت بحراً إلى طرابلس في الثلاثين من مارس، ولكنها لم تحقق شيئاً ذا دلالة حتى الآن.
عرقلة الشرعية
وبعد عام كامل على توقيع "اتفاق الصخيرات" في المغرب تم إحباط محاولات عديدة لمنح الشرعية لهذه الحكومة، التي كان يفترض أن تحضر لمرحلة انتقالية.
وبرغم ما تعانيه ليبيا من حرب مع الجماعات المسلحة المتطرفة، إلا أن الوضع السياسي، بين السياسيين لم يتجه إلى الاصطفاف، بل كان مضادا لهذا الأمر تماما وأصبح المسار متعثراً أكثر من أي وقت في أكبر بلد نفطي في إفريقيا يعيش الآن على وقع انقسام مناطقي.
كل ماسبق تجلى في تواجد حكومات متعددة، إذ توجد حاليا 3 حكومات مقر الأولى طرابلس التابعة للمجلس الرئاسي، وهي التي تساند أيضا القوات التي حررت سرت من قبضة تنظيم داعش، فيما تتواجد حكومة أخرى، وهي التي يقودها القائد خليفة حفتر، والتي تحظى أيضا بدعم قوي ضد الجماعات المتطرفة فضلاً عن حكومة السراج.
انسداد سياسي
وعلى الرغم من أن حكومة الوفاق تحاول القيام بواجبها، إلا أن المشهد السياسي يعرف حالة انسداد تام ينذر بنزاع على الشرعية بين ثلاث حكومات، كل واحدة تدعي أحقيتها في قيادة البلاد، فحكومة الشرق الموازية برئاسة عبد الله الثني، ترفض الاعتراف بحكومة السراج، ومن ثم بسطت نفوذها على المنشآت النفطية، حيث يشكل النفط شريان الحياة الوحيد لليبيين، كما أن لديها جيشاً قوياً يقوده المشير خليفة حفتر، الضابط السابق الذي يتحرك دولياً لكسب الدعم لجهوده في محاربة الإرهاب.
وعلى ذكر الإرهاب، يبدو أن الجميع يتبارون لإثبات الشرعية في هذا المضمار، وبينما حقق الجيش الوطني الليبي نجاحات وإنجازات كبيرة في درنة وبنغازي والهلال النفطي، كان طرد تنظيم "داعش" من مدينة سرت هو النجاح العسكري والأمني الوحيد الذي حققته حكومة الوفاق.
وجاء هذا النصر بدعم جوهري من القوات الغربية ومنها "أفريكوم" الأمريكية، التي شنت نحو 500 غارة في ثمانية أشهر من القتال، أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة بلغت 700 ضحية و2500 جريح.
انتصارات الجيش
وجغرافياً يسيطر الجيش حالياً على أهم المواقع الحيوية بالبلاد، لا سيما بعد نجاحه في تخليص المنشآت النفطية من قبضة حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، الذي سبق وأن أعلن دعمه لحكومة السراج.
وبعد انتهاء مهلة حكومة الوفاق تسعى الآلة الدبلوماسية الأممية والدولية إلى إنعاش الاتفاق السياسي والإصرار على دعم حكومة السراج، حيث يقود المبعوث الأممي مارتن كوبلر جولات عدة من اللقاءات والحوارات للخروج بتفاهم جديد، يمنع حدوث فراغ وانفراط المبادرة الأممية.
وقبيل انتهاء عام 2016 أراد الجنرال العسكري خليفة حفتر وضع بصمته في ليبيا، فأحرز عدة انتصارات غرب العاصمة، أتبعها زيارة خارجية للدب الروسي تخفي تساؤلات مهمة تدور حول مواضيع غامضة بشأن تسليح الجيش التابع لحفتر.