الاحتلال يهدِّد بهدم مدرسة شرق نابلس للمرة السابعة
علَّق الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قرارًا عسكريًّا للمرة السابعة بهدم مدرسة خربة طانا شرق نابلس، بعد هدمه خيامًا ومنشآت يسكنها فلسطينيون في المنطقة.
وافتتحت مدرسة خربة طانا في نوفمبر الماضي، بعد أن أعاد مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية "ECHO" بناءها من ألواح الزينكو، لتحتضن 25 طالبًا.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قام فور افتتاح المدرسة بتصويرها وتعليق الإخطار الأول بهدمها، على الرغم من أنَّ المدرسة المكونة من غرفتين مقامة على أرض خاصة لفلسطينيين تبرعوا بها لمصلحة المدرسة.
وخربة طانا تقع تحت تصنف مناطق "C"، وقد هدمها الجيش الإسرائيلي أكثر من 20 مرة منذ عام 2005، حيث ينفذ فيها عمليات تدريب عسكرية ويمنع سكانها من البناء، كما يمنعهم من إنشاء البنى التحتية الأساسية، ويقوم بإخلائهم من المنطقة باستمرار.
واصف حنني الناطق باسم أهالي خربة طانا قال إنَّ الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية حاصرت المنطقة منذ ساعات الصباح، وأعلنتها منطقة مغلقة وحظرت الوصول إليها، قبل أن تبدأ بهدم المنشآت السكنية والتي تعود إلى 16 مزارعًا فلسطينيًّا.
وتحيط بخربة طانا ثلاث مستوطنات "ألون موريه، إيتمار، ماخورا" أنشئت بعد عام 1967 على أراضٍ فلسطينية خاصة، ويعاني سكان الخربة من اعتداءات والملاحقات المتكررة للمستوطنين الذين يسكنون في المحيط.
من جانبه، بيَّن أسامة خطاطبة العضو في بلدية بيت فوريك أنَّ خربة طانا تتبع لبلدة بيت فوريك ويسكنها 250 فلسطينيًّا، يعانون يوميًّا من مضايقات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
وأضاف أنَّ مدرسة طانا هُدمت مرات عديدة من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يخطط لهدمها للمرة السابعة على التوالي على الرغم من أنَّها مقامة في أراضٍ فلسطينية خاصة، وقال: "نطالب المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بضرورة التحرُّك العاجل وحماية المدرسة من الهدم، لتبقى حضنا لأطفالنا".
ولفت إلى أنَّ الطلاب نقلوا إلى مسجد قديم جدًا، في المرة الأخيرة التي هدمت بها المدرسة، وقام المعلمون بتدريسهم هناك بإمكانات بسيطة جدًا.
وآثار هدم مدرسة طانا ما زالت شاهدة على ما ارتكبته الآليات الإسرائيلية، فيما يتخوف الأطفال من أن يكون مصير مدرستهم الحالية الركام، كما حدث سابقًا.
مسعود صبح أحد المعلمين العاملين في المدرسة أوضح أنَّ المدرسة أنشئت مؤخرًا بداية من الطين والصفيح، لكنها هُدمت، ثم بنيت من جديد من النايلون، غير أنَّ ذلك لم يشفع لها وهدمت مجددا ولمرات عدة، لتنقل المدرسة إلى مسجد قريب قديم جدًا.
وأكَّد صبح أنَّ ذلك انعكس سلبيًّا على التلامذة والمعلمين، وبخاصةً في تلك الاقتحامات وعمليات الدهم اليومية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنَّه وفي إحدى المرات التي هدمت بها الخربة، جرى احتجاز الطلبة داخل المدرسة لساعات طويلة، وقد استؤنف الدوام المدرسي رغم أصوات الهدم في الخارج.
وقال فادي عاروري أحد العاملين في المؤسسات الدولية التي تقدم خدمات إنسانية إلى المنطقة إنَّ تحرُّكًا قانونيًّا يجري في المحاكم الإسرائيلية، كما يوجد تحركات سياسية في الاتحاد الأوروبي، والتي شملت زيارات دبلوماسية مستمرة إلى المنطقة للإطلاع على أوضاعها ودعم سكانها.
ولفت العاروري إلى وجود تخوف لدى المؤسسات الدولية الإنسانية العاملة في الضفة الغربية من تصعيد الجيش الإسرائيلي عمليات الهدم وإخلاء السكان الفلسطينيين من المناطق المصنفة C خلال عام 2017.