أردوغان: لدينا ترتيبات جديدة بشأن سوريا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنَّ بلاده لديها ترتيبات جديدة من شأنها أن تنهي عملية تحرير مدينة الباب السورية، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة "داعش"، خلال فترة قصيرة.
وقال أردوغان - في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، في اجتماع المخاتير الـ33 بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، حسب "الأناضول": "من بعدها، نحن عازمون على تطهير بقية المناطق (في سوريا)، التي تمركزت فيها التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها مدينة منبج".
يُذكر أنَّ مدينة الباب السورية تشهد معارك عنيفة بين القوات التركية ووحدات المعارضة السورية المسلحة المدعومة منها، من جهة، ومسلحي تنظيم الدولة "داعش" من جهة أخرى.
وتنفِّذ تركيا في شمال سوريا، منذ 24 أكتوبر الماضي، عملية "درع الفرات" العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي "الجيش السوري الحر"، من أجل تطهير كامل المنطقة الحدودية مع تركيا من جميع المتطرفين" وطردهم نحو عمق البلاد، حسب ما تقوله أنقرة.
وتمكَّنت القوات التركية، بالتعاون مع مجموعات "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكِّل آخر معقل كبير لـ"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقًا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي.
وفي "17 أكتوبر"، أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أنَّ "الجيش الحر" حرَّر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعمٍ من القوات التركية، ليواصل تقدُّمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا.
ونفَّذت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكِّل حزب "الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، فيما تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية قوته الرئيسية.
وتعد أنقرة جميع هذه القوى التي تسيطر على مدينة منبج شمال سوريا، حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيًّا في تركيا.
وشهدت منطقة جرابلس اشتباكات بين المسلحين الأكراد وعناصر "الجيش الحر" المعارض لدمشق، والذي تدعمه القوات التركية.
وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولايات المتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، وتعد في الوقت ذاته حليفًا لتركيا في إطار حلف الشمال الأطلسي "الناتو".
وقالت واشنطن، في بيان صدر عن "البنتاجون"، إنَّها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضٍ تقع في قبضة "داعش" قد تحولت عن مواجهة التنظيم.
من جانبها، أعلنت السلطات السورية أنَّها تعتبر العملية التركية "عدوانًا على سوريا وخرقا لسيادتها وحرمة أراضيها"، فيما حذَّرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية من أنَّ "أي خرق جديد من قبل الطيران الحربي التركي للأجواء السورية سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة".
وتتهم دمشق السلطات التركية بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا.