إيران .. «خنجر» في ظهر الهدنة وحل الأزمة بسوريا
كما حاولت عرقلة اتفاق إجلاء المدنيين والمعارضة عن مدينة حلب بعد انهيار مقاومة المعارضة، تعيد إيران وميليشياتها الكرة باختراق الهدنة الحالية في سوريا بكل ما أوتيت من قوة من أجل إفشالها بشكل يهدد عقد مفاوضات الأستانة نهاية الشهر الجاري المعنية بالتوصل لحل سياسي للحرب السورية.
الميليشيات الشيعية التي استقدمتها إيران من لبنان كحزب الله والعراق كحركة النجباء والفضل العباس والحشد الشعبي بجانب قوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني ينسب لهم الخروقات الأبرز للهدنة السورية التي وقعتها روسيا وتركيا يليها ما تبقى من قوات النظام السوري التي تسير وفق الرؤية الإيرانية سواء في اتفاق الإجلاء أو الهدنة.
النظام الإيراني وحليفه بشار الأسد حاولا وضع موسكو في حرج حينما عقدت اتفاقا على غير رغبتهما مع أنقرة يقضي بإخراج قرابة المائة ألف من أهالي حلب ومقاتلي المعارضة المحاصرين في منطقة لا تتعدى 4 كيلو إلى ريف حلب الغربي، فاختطفت الميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري عشرات النازحين وأعدمت بعضهم وقايضت بالآخر جرحى ومحاصرين من الفوعة وكفريا المؤيديتين للنظام.
تهديد
هذه التجاوزات المبالغ فيها دفعت موسكو لواقعة هي الأولى من نوعها منذ تدخلها عسكريا في سوريا أكتوبر 2015 وهي التهديد بإطلاق النار على أي طرف يخرق الهدنة في حلب، بما فيهم ميليشيات إيران أو قوات النظام.
ونشرت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية في حلب لـ "ضمان الأمن في حلب" لعدم تركها للميليشيات الإيرانية التي نسب لها عمليات اغتصاب وقتل عمد للمدنيين أثناء سقوط حلب.
وبعد أن توصلت تركيا وموسكو لهدنة في كل أرجاء سوريا تمهد لمفاوضات جادة في الأستانة عاصمة كازخستان الشهر الجاري بين تركيا وروسيا وإيران للوصول لحل للأزمة السورية آثرت طهران والنظام إلا انتهاك هذا الاتفاق الذي بات على وشك السقوط.
اختراقات الهدنة
ورغم موافقة طهران والنظام السوري ظاهريا على الهدنة إلا أن النظام والميليشيات الشيعية الإيرانية كثفت من هجماتها على كل من ريف دمشق وريف إدلب وبالأمس نفذت طائرات الأسد غارات بالقنابل العنقودية على قرى وبلدات في ريف إدلب واستمر النظام في قصف منطقة وادي بردى بريف دمشق.
ستة أشخاص قتلوا وأصيب 73 آخرين .. حصيلة هجوم ميليشيا حزب الله اللبنانية ويعاونها قوات من النظام على وادي بردى في ريف دمشق في الثلاث أيام الماضية، وفقما أعلن الدفاع المدني في سوريا محذرا من توقفه عن العمل في وادي بردى في حال استمرار هجمات حزب الله لنقص كل المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الحياة.
وفي منطقة وادي بردى أيضًا أدت ضربات المدفعية التابعة لقوات الأسد لتفجير خط المياه الرئيسي "نبع بردى" ، ونسب لميليشيا حزب الله قتل العديد من المدنيين على قد قناصة الميليشيا.
تحذير بالانسحاب
في المقابل حذرت 10 فصائل معارضة من الانسحاب من اتفاق الهدنة ومن المفاوضات أيضا إن استمر انتهاك الميليشيات الإيرانية وقوات النظام الهدنة وقتل المدنيين.
هذا التهديد دفع مركز التنسيق الروسي في حميميم إعلانه أنه يحقق في كل الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مفيدا أن روسيا رصدت 27 خرقا للهدنة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
تركيا
من جانبها دعت أنقرة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش إيران للضغط على المليشيات الشيعية والنظام السوري لوقف الخروقات لأن انتهاكات الهدنة تتزايد بشكل كبير ما يهدد مباشرة مفاوضات الأستانة ويهدد عقدها.
وأعلنت تركيا أن المعارضة السورية المسلحة ملتزمة بوقف إطلاق النار ولكن هناك انتهاكات من الجانب الآخر، وأنها تعمل مع روسيا لفرض عقوبات على منتهكي الهدنة.
وقال ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري وحقوق الإنسان إنه لم يكن لديه شك للحظة أن الهدنة التي أعلن عنها برعاية تركية روسية مشتركة لن تجد طريقها للتطبيق على أرض الواقع لأسباب كثيرة.
رفض إيران
وفي حديثه لـ"مصر العربية" فند هذه الأسباب وهي عدم رغبة ايران في إتمام أي صفقة لا تكون شريكة في صنعها وتضمن لها السيطرة وتوسيع نفوذها، متابعا:"هذا ما شهدناه بكل وضوح عندما قامت العصابات الإيرانية في عرقلة اتفاق تهجير أهالي أحياء حلب الشرقية وحاولت فرض شروطها الخاصة على الاتفاق الذي لم تشارك في توقيعه أو حضوره ".
واستطرد:" أحمق من يظن مجرد أن بشار الأسد وإيران، سيسهلون وقف إطلاق نار في سوريا تكون نتيجته الولوج في عملية سياسية، تفضي إلى انتقال السلطة في سوريا، فبشار الأسد وإيران استخدموا كل ما لديهم من سلاح واستجلبوا كل مرتزقة العالم من أجل حماية كرسي بشار وضمان حكم السلالة".
ورأى بكور أن المقدمات وموقف إيران يقولا إن الهدنة لا مستقبل لها على واقع الجغرافية السورية، وإذا كان خرق الهدنة هو المقدمة فالنتيجة أن حوار الأستانة سيفضي للا شيء، بحد قوله.
شوكة
وذكر بسام الملك عضو الائتلاف السوري المعارض أن إيران طالما كانت غصة وشوك ةفي حلق أي هدنة أو مفاوضات جادة للوصول لحد، وعرقلت العديد من المساعي الممهدة للحل.
وأوضح أن لب الخلاف بين روسيا وإيران أن الأولى تريد ألا تنزلق أكثر في المستنقع السوري بينما إيران تأبى إلا أن تفرض إمبراطوريتها الفارسية في المنطقة.
وأكد أن إيران خرقت اتفاق الإجلاء عن حلب عدة مرات باختطاف وقتل النازحين عن المدينة وذلك لأنه تم على غير رغبتها.