ضمن استراتيجية العراق لما بعد داعش
سحب الأسلحة من الميليشيات .. «العبادي» يعد بما لا يستطيع
"حصر السلاح بيد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي، واحترام أحكام القضاء وسيادة القانون في جميع مفاصل الدولة والمجتمع" كان هذا جزء من الاستراتيجية التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمرحلة ما بعد داعش.
العبادي تعجب من المخاوف من مرحلة ما بعد داعش – حيث يخشى أهالي السنة من أعمال انتقامية من الميليشيات الشيعية – وقال :" لم تتخوفوا على أهل الأنبار وتكريت ونينوى عندما كانت داعش تحتل مدنهم وتسومهم سوء العذاب".
" إعادة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية والالتزام باحترام الآخر والتعايش السلمي و عدم السماح بعودة التحريض والتوتر والتخندق الطائفي والقومي و حصر السلاح بيد الدولة و محاربة الفساد بجميع أشكاله و مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العام" 7 مبادئ تضمنتها خطة العبادي للعراق ما بعد داعش.
ولكن السياسيون العراقيون اعتبروا ذلك دربا من الخيال خاصة فيما يتعلق بجمع الأسلحة من الميليشيات الشيعية منها تحديدا والتي تتبع إيران، مؤكدين أن العبادي يعد بما لا يملك أو يستطيع تنفيذه وكل ذلك يأتي من باب الترويج السياسي.
تاريخ الميليشيات الشيعية التي شاركت القوات العراقية عمليات تحرير المناطق من قبضة تنظيم داعش من خلال رصدتها "مصر العربية" هذا الانفوجراف
شاهد الانفـــــــــــــــــــوجراف
أعمال انتقامية
وتحدثت منظمة العفو الدولية عن جرائم حرب وأعمال انتقامية ترتكبها الميليشيات الشيعية المرافقة للجيش العراقي في أغلب المناطق المحررة من قبضة داعش مثل محافظة ديالى والفلوجة وقضاء بيجي.
وتنسب أغلب العمليات الانتقامية لمنظمة بدر وميليشيا عصائب أهل الحق المنضويتين للحشد الشعبي.
ورغم رفض أهالي الموصل إشراك الميليشيات الشيعية في معركة تحرير الموصل نظرا للتجاوزات التي ترتكبها في المناطق المحررة إلا أن رئيس الوزراء العراقي أصر على إشراكها خاصة قوات الحشد الشعبي.
نكتة سياسية
واعتبر الشيخ ثائر البياتي أمين عام مجلس العشار العربية في العراق تعهد العبادي بجمع الأسلحة بـ" النكتة السياسية للتسويق التجاري".
ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن العبادي لن يستطيع سحب الأسلحة من الميليشيات وتصريحاته هذه تعكس توجيها من جانب الأمريكيين الذين لا يتمنون أن تتسلم الميليشيات أسلحتها من أجل غزو العراق مره أخرى.
إيران
وأردف أن إيران لن تسمح للعبادي بتنفيذ وعوده بسحب الأسلحة من الفصائل فهي بحسب ما يرى تريد هناك بوادر تحويل العراق إلى يمن أو سوريا ثانية ولكن بشكل آخر.
من جانبه قال غانم العابد السياسي العراقي أن سحب الأسلحة أمر صعب جدا لأن هذه المليشيات أصبحت تمتلك القوة والمال والسلاح وأيضا تتلقى دعما خارجيا من إيران ومن المستحيل أن تتنازل هذه المليشيات عن كل هذه الامتيازات.
الأجواء المشحونة
وأكمل حديثه لـ"مصر العربية" أن ما يصعب تنفيذ هذا الوعد الوضع المشحون فيما بين ميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري و عصائب أهل الحق التابعة لمنظمة بدر على سبيل المثال.
وتابع:" هذا يعني أن هناك خلاف شيعي شيعي قد يكون الحرب على داعش هو ما أخر تفاقمه، وكل فصيل سيرفض أن يتخلى عن سلاحه".
ورأى السياسي العراقي أن حيدر العبادي يروج لمثل هذه الوعود باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ويجب أن يصرح بذلك.
وفي نهاية ديسمبر الماضي تبرأ حيدر العبادي من الميليشيات العراقية الشيعية المقاتلة في سوريا بجانب بشار الأسد قائلا:" أية جهة عراقية تقاتل في سوريا لا تمثلنا".
ودعا حينها العبادي جميع الفصائل المنضوية تحت ميليشيات الحشد الشعبي التي تقاتل في سوريا وتحارب في الوقت نفسه بجانب القوات العراقية في معاركها ضد داعش إلى الالتزام بسياسة الحكومة العراقية بعدم تدخل بشؤون الدول الأخرى.
ورغم رفض السنة والأكراد مررت الكتلة الشيعية بالبرلمان العراقية نهاية نوفمبر الماضي قانون الحشد الشعبي الذي ينص على أن قوات الحشد ستكون قوة رديفة إلى جانب القوات المسلحة العراقية وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة.
وبحسب القانون يتألف الحشد من قيادة وهيئة أركان وألوية مقاتلة، ويخضع للقوانين العسكرية النافذة ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه.